تقرير استخباراتي أميركي يحذر من سيطرة طالبان على أفغانستان حال الانسحاب دون اتفاق تقاسم السلطة

طالبان عدّت التلويح بالعودة إلى العمل المسلح ردّ فعل طبيعي على التصريحات "المبهمة" التي تصدر عن الولايات المتحدة بشأن سحب قواتها من أفغانستان

FILE PHOTO: An armoured vehicle patrols near the side of an incident where two U.S soldiers were killed a day before in Shirzad district of Nangarhar province, Afghanistan February 9, 2020.REUTERS/Parwiz/File Photo
طالبان لوّحت باستئناف العمل المسلح بسبب غموض موقف واشنطن بشأن الانسحاب من أفغانستان (رويترز)

ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" (New York Times) أن تقريرا استخباراتيا حذّر إدارة الرئيس جو بايدن من أن أفغانستان قد تقع إلى حد كبير تحت سيطرة طالبان في غضون عامين أو 3 بعد انسحاب القوات الدولية، إذا غادرت القوات الأميركية قبل التوصل إلى تسوية لتقاسم السلطة بين طالبان والحكومة الأفغانية.

وأشار التقرير إلى أن ذلك قد يفتح الباب أمام تنظيم القاعدة لإعادة بناء قوته داخل البلاد.

وحذر التقرير الاستخباراتي، وفقًا للصحيفة، من اندلاع حرب أهلية في أفغانستان بعد الانسحاب الأميركي، في حال عدم التوصل إلى اتفاق بين الطرفين.

وأضافت الصحيفة أن مسؤولين يستخدمون التقييم الاستخباراتي للدفاع عن فكرة تمديد وجود القوات الأميركية في أفغانستان.

كما نقلت نيويورك تايمز عن مسؤولين أميركيين قولهم إن إدارة بايدن تبذل جهدا لتحقيق تقدم في المفاوضات البطيئة بين طالبان والحكومة الأفغانية في الدوحة قبل بداية مايو/أيار، لكن طالبان تماطل، حسب تعبير المسؤولين.

ولم يتخذ بايدن قرارا بعد بشأن ما إذا كان سيلتزم بالموعد النهائي لسحب القوات الأميركية البالغ عددها 3500 عسكري من أفغانستان في الأول من مايو/أيار وفقا لاتفاق الدوحة الذي أبرمته الإدارة السابقة بقيادة دونالد ترامب مع طالبان في فبراير/شباط 2020.

وقالت الصحيفة الأميركية إن التقرير السرّي أعدّ العام الماضي لعرضه على إدارة ترامب.

وكان بايدن قد قال في أول مؤتمر صحفي له بالبيت الأبيض، الخميس، إنه سيكون من الصعب الالتزام بالموعد النهائي المنصوص عليه في الاتفاق الذي يشترط أيضا رحيل زهاء 7 آلاف عسكري من قوات التحالف.

لكن الرئيس الأميركي قال أيضا إنه "لا يتصور" وجود قوات أميركية بأفغانستان العام المقبل.

طالبان تحذر

من جهته قال الناطق باسم المكتب السياسي لحركة طالبان وعضو وفد الحركة إلى المفاوضات محمد نعيم، إن تلويح الحركة بالعودة إلى العمل المسلح ردّ فعل طبيعي على ما وصفها بالتصريحات المبهمة التي تصدر عن الولايات المتحدة بشأن سحب قواتها من أفغانستان.

وأضاف نعيم -للجزيرة- أن موعد انسحاب القوات الأجنبية محدد في اتفاق السلام الذي وقعت عليه واشنطن، وأن عليها أن تلتزم بما وقعت عليه.

وأكدت طالبان التزامها باتفاق الدوحة للسلام في أفغانستان، ولوّحت باستئناف العمل المسلح ضد القوات الأجنبية، وقالت إنها ملتزمة بشكل تام بما نص عليه اتفاق الدوحة، وطالبت الجانب الأميركي بالتزام مماثل.

ورأت أن اتفاق الدوحة بينها وبين واشنطن هو أقصر طريق لإحلال السلام في أفغانستان، مشيرة إلى أن عدم انسحاب القوات الأجنبية في الموعد المحدد يعني خرق واشنطن للاتفاق.

موقف كابل

من جهته قال مستشار مجلس الأمن القومي الأفغاني إن انسحاب القوات الأميركية لا علاقة له باتفاق الدوحة.

وأوضح بأن "طالبان لم تلتزم بمضامين اتفاق الدوحة من خفض العنف ووقف إطلاق النار"، مضيفا بأن "النقطة المهمة في اجتماع موسكو هي رفض المشاركين عودة الإمارة الإسلامية".

وصرح "يجب أن نعرف أولا أجندة اجتماع تركيا وننتظر معرفة مستوى تمثيل طالبان".

اتفاق تاريخي

وأبرمت الولايات المتحدة -في فبراير/شباط 2020 تحت إدارة دونالد ترامب- اتفاقا تاريخيا مع حركة طالبان، ينص على انسحاب جميع الجنود الأميركيين من أفغانستان بحلول الأول من مايو/أيار المقبل، مقابل ضمانات أمنية وبدء مفاوضات مباشرة بين المسلحين والسلطات في كابل.

وكانت الحكومة الأفغانية وحركة طالبان قد توصلتا إلى اتفاق في وقت سابق من شهر مارس/آذار الحالي -في ختام اجتماعهما بموسكو برعاية روسيا والصين والولايات المتحدة، وبمشاركة باكستان، وحضور وفد يمثل قطر- على ضرورة خفض العنف والتوصل إلى تسوية سياسية، لكن المواقف تباينت بشأن شكل الدولة المقبلة وموعد انسحاب القوات الأجنبية من البلاد.

وتسعى أنقرة إلى استضافة مؤتمر بشأن أفغانستان يدعم مسار الدوحة، ويتوقع أن يعقد في الشهر المقبل.

وصرّح وزير الخارجي التركي مولود جاويش أوغلو بأن المشاورات مستمرة مع الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، والأمم المتحدة والولايات المتحدة وغيرها من الأطراف والدول المعنية، وقال جاويش أوغلو إن تلك المشاورات تأتي "لكي نؤسس خريطة طريق تدعم التوقيع على مذكرة تفاهم بين طالبان والحكومة الأفغانية".

المصدر : الجزيرة + وكالات + نيويورك تايمز