تصادم قطاري سوهاج.. 19 قتيلا على الأقل والسلطات تفتح تحقيقا وتتوعد بالمحاسبة

أعلنت الحكومة المصرية اليوم السبت أنه تأكد مصرع 19 شخصا، وإصابة 185، في حادث تصادم قطارين للركاب بسوهاج أمس الجمعة، في حين توعد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بمحاسبة المتسببين في الحادث.

وراجعت وزارة الصحة المصرية السبت حصيلة ضحايا الحادث، وأفادت وزيرة الصحة هالة زايد بأن عدد القتلى بلغ 19 على الأقل.

وخلال اجتماع للحكومة، قالت زايد إن عشرات المصابين غادروا المستشفيات، في حين توعد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بمحاسبة المتسببين في الحادث.

ووجّه الرئيس المصري كافة الأجهزة المعنية بالتوجه إلى موقع الحادث، وموافاته بالتقارير المتعلقة به، متوعدا كل من تسبب في الحادث الأليم بين القطارين في سوهاج بأنه سينال الجزاء الرادع.

وقدم السيسي العزاء لأسر الضحايا، ووجه الأجهزة المختصة بتوفير التعويض اللائق لهذه الأسر، وأضاف أنه متألم لهذا الحادث الذي لن يزيد الدولة إلا إصرارا على إنهاء هذا النوع من الكوارث.

من جهته، قال رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي خلال مؤتمر صحفي عقده في سوهاج، حيث وقع الحادث، إنّ الدولة أنفقت المليارات لتطوير السكك الحديدية في البلد التي وصفها بأنها متهالكة وطال عليها الزمن.

وأشار إلى أن التطوير سيأخذ وقتا لأنه ينفذ دون إيقاف خدمات السكك الحديدية، التي يعتمد عليها عشرات الآلاف من المصريين.

صور لحادث القطار في مصر
عدد ضحايا تصادم القطارين ارتفع إلى 32 قتيلا و165 مصابا (الجزيرة)

ارتفاع عدد الضحايا

وكانت وزيرة الصحة هالة زايد قد قالت في المؤتمر الصحفي إن عدد ضحايا تصادم قطاري الركاب ارتفع، وأضافت بأن جميع المصابين نقلوا إلى عدة مستشفيات حكومية في المحافظة، وأن حالاتهم تتراوح بين كدمات وكسور، بجانب بعض الحالات التي تحتاج إلى تدخل جراحي دقيق.

وأفادت وزارة الصحة بأنه تم إعلان حالة الاستعداد القصوى في مستشفيات محافظات سوهاج وأسيوط والأقصر وقنا لاستقبال المصابين.

حادث قطار مصر
هيئة السكك الحديدية تجري المزيد من التحقيقات بشأن الحادث (الجزيرة)

أسباب الحادث

وفي تعليقها على الحادث، قالت هيئة السكك الحديدية المصرية إن اصطدام القطارين كان نتيجة استخدام مجهولين كوابح الطوارئ بالقرب من مدينة سوهاج.

وأضافت أن هذا الاستخدام أدى إلى توقف أحد القطارين واصطدام الآخر به من الخلف، مما أسفر عن انقلاب عربتين من القطار المتوقف، وانقلاب عربة الجر وعربة القوى للقطار الآخر، لافتة إلى أنها تجري المزيد من التحقيقات بشأن الحادث.

وعقب تصريح هيئة السكك الحديدية، طالب النائب العام حمادة الصاوي كل الجهات بالتوقف عن إصدار بيانات أو تصريحات بشأن أسباب الحادث حتى انتهاء التحقيقات، التي تتولاها النيابة العامة.

وقالت هيئة النيابة الإدارية في بيان إن رئيس الهيئة عصام المنشاوي أمر "بالتحقيق في الواقعة وتكليف اللجان الفنية المختصة بالفحص وتقديم تقاريرها للنيابة على وجه السرعة لكشف وجود إهمال أو مخالفات تأديبية كان من شأنها وقوع الحادث". وصرحت مصادر للجزيرة بأن وزير النقل الفريق كامل الوزير أمر بالتحفظ على سائقَي القطارين.

بيان النائب العام

وفي تطور لاحق، أمر النائب العام بسرعة اتخاذ الإجراءات لسؤال سائٔقي القطارين ومساعديْهما ومسؤول برج المراقبة وعامل المزلقان الذي وقع حادث القطار أمامه، وإجراء تحليل المواد المخدرة لكل منهم، كما أمر بالتحفظ على هواتفهم المحمولة لفحصها وفحص سجل المحادثات التي أجريت من خلالها.

وطالب النائب العام في بيان صدر فجر السبت بالاستماع لشهادة مسؤولين بهيئة "سكك حديد مصر"، وبالتحفظ على بطاقات ذاكرة وحدة التحكم الرئيسية للقطارين، وأجهزة التحكم ببرج المراقبة، ووحدات تخزين بيانات الكاميرات في المنطقة والمنشآت المطلة على موقع الحادث لفحصها.

كما قرر تشكيل لجنة من المختصين لفحص القطاريْن، وبيان مدى صلاحيتهما وصلاحية أجهزة التشغيل والسلامة الخاصة بهما، وبيان مدى التزام المسؤولين عن القطارين باتباع التعليمات واللوائح المنظمة للتشغيل

ونعى شيخ الأزهر أحمد الطيب ضحايا حادث القطارين وأعرب عن أمله في شفاء المصابين، في حين قررت وزارة الأوقاف صرف "مساعدة عاجلة" لأهالي الضحايا.

وتشهد مصر حوادث مروعة من وقت لآخر بسبب تهالك خطوط السكك الحديدية والجرارات وعربات القطار القديمة منذ عقود.

المصدر : الجزيرة + وكالات