مقال بواشنطن بوست: حان الوقت لإشراك طالبان في حكم أفغانستان

بعد ثلاثة أشهر من التوقف.. الحياة تعود لمفاوضات أميركا وطالبان
جانب من مفاوضات طالبان والحكومة الأفغانية بالدوحة (الجزيرة)

نشرت صحيفة واشنطن بوست (Washington Post) الأميركية مقالا يرى كاتبه أن الوقت قد حان لمنح حركة طالبان نصيبا من السلطة في نظام الحكم الأفغاني الحالي، بدلا من إقصائها.

كما يرى كاتب المقال داود ختاك رئيس تحرير راديو مشعل التابع لراديو أوروبا الحرة، أن السنوات العشرين الماضية من الحرب لم تفلح في تدمير حركة طالبان أو إضعاف جذب  أفكارها لأطياف معينة من المجتمع الأفغاني.

كما أن الولايات المتحدة وحلفاءها قد فشلوا في تحقيق السلام في عام 2011، عندما كان عدد القوات الأميركية في أفغانستان في ذروته، إذ بلغ 100 ألف جندي، لذلك فإن تحقيق السلام دون إشراك طالبان يبدو أمرا مستبعدا الآن، في ظل تقليص مستوى الوجود العسكري الغربي في البلاد وانسحاب القوات الأميركية الوشيك.

ويرى الكاتب أن هناك عوامل تحد من قدرة الحكومة الأفغانية على السيطرة على طالبان، من بينها أن الحركة تبسط سيطرتها حاليا على أكثر من خُمس البلاد، بينما تعاني الحكومة في كابول من انقسامات داخلية، ويقوض الفساد المستشري فيها وعمليات الفرار من الجيش الأفغاني تماسك الدولة.

ويشير المقال إلى أن إشراك طالبان في المؤسسات الحاكمة للبلاد من شأنه أن يفرض عليها قيودا سياسية، وستجد الحركة نفسها مضطرة لإسماع صوتها في أروقة البرلمان أو في قاعات الاجتماعات بدلا من قصف الأسواق والمدارس والمستشفيات. وفي حال إقدام بعض أعضاء الحركة على ارتكاب أعمال عنف، فسيكون بإمكان شركائهم الأفغان الآن مواجهتهم بشكل مباشر وتحميلهم العواقب السياسية لذلك.

وبالرغم من أن الرئيس الأميركي جو بايدن قد أشار مؤخرا إلى احتمال احتفاظ الولايات المتحدة بعدد قليل من قواتها في أفغانستان لبعض الوقت، فإن من المفترض أن تبدأ واشنطن سحب قواتها من أفغانستان مطلع مايو/أيار المقبل، وفقًا للاتفاق الذي وقعته واشنطن وطالبان في فبراير/شباط 2020 بالدوحة.

ويرى الكاتب أن مشاركة طالبان في السلطة أصبحت أمرا حتميا، فالحركة التي تواصل الآن التفاوض لإبرام اتفاق لتقاسم السلطة مع الحكومة الحالية في كابل، في طريقها لتحقيق ذلك.

ويختم بالقول إن العالم قد أنفق مليارات الدولارات وأهدر آلاف الأرواح في مساعيه لإقصاء طالبان من السلطة، لكنه الآن لا يملك بديلا عن إشراك الحركة في حكم أفغانستان.

المصدر : واشنطن بوست