لا حماية سيبرانية لفريق بايدن.. أنصار ترامب يطالبون بتأجيل المصادقة على نتائج ميشيغان ويواصلون التشكيك في الانتخابات

نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مصادر مطلعة أن هناك مخاوف تسود في فريق الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، من تداعيات عدم توفير أي حماية سيبرانية لفريقه خلال الفترة الانتقالية، وسط استمرار دونالد ترامب وأنصاره في التشكيك في نزاهة الانتخابات.

ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة قولها إن الحكومة الفدرالية تقدم دعما محدودا لفريق بايدن، فيما يخص تأمين البريد الإلكتروني ووسائل الاتصال الأخرى.

وبحسب المصادر، فإن هناك مخاوف من تعرض فريق بايدن للتجسس من خصوم الولايات المتحدة، لاسيما روسيا والصين، وعادة ما تتولى إدارة الخدمات العامة مسؤولية إعداد حسابات البريد الإلكتروني لأي فريق انتقالي رئاسي، وذلك بالتعاون مع وزارة الأمن الداخلي، لكن إدارة ترامب حظرت على الوكالات الفدرالية التعاون مع الفريق الانتقالي لبايدن.

من جهتها، تُسلم منصة تويتر الحساب الرسمي للرئيس الأميركي على موقعها إلى جو بايدن إثر أدائه القسم يوم تنصيبه، حتى مع عدم إقرار الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب بهزيمته في الانتخابات، وفق ما أفادت وسائل إعلام أميركية.

وقال نك باسيليو المتحدث باسم تويتر في رسالة إلكترونية لموقع "بوليتيكو" إن الشبكة الاجتماعية "تتجهز بفعالية لنقل حسابات البيت الأبيض على تويتر في 20 يناير/كانون الثاني 2021".

وأضاف أن العملية تجري بالتعاون مع إدارة الأرشيف والوثائق الوطنية، كما جرى عام 2017.

وستتم أرشفة جميع التغريدات المنشورة على الحسابات الرسمية للرئيس والسيدة الأولى ونائب الرئيس قبل حذفها، وتسلم الحسابات للإدارة الجديدة في البيت الأبيض خلال اليوم نفسه.

وترامب الذي لم يعترف بعد بهزيمته في انتخابات 3 نوفمبر/تشرين الثاني، يستعمل أساسا حسابه الشخصي الذي يتابعه 88 مليون مشترك.

وعلى غرار حساب البيت الأبيض وحسابات أخرى رسمية، يُستعمل الحساب الرسمي للرئيس أساسا لإعادة نشر تغريدات ترامب التي يرسلها على حسابه الشخصي.

ميشيغان مرة أخرى

بالتزامن مع ذلك، طالب الحزب الجمهوري واللجنة الوطنية للحزب في ولاية ميشيغان بتأجيل المصادقة على نتائج الانتخابات في الولاية لمدة أسبوعين، لإتاحة المجال أمام تدقيق أصوات مقاطعة "وين"، أكبر مقاطعة في الولاية.

يأتي ذلك بعد إعلان زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس شيوخ الولاية مايك شيركي ورئيس مجلس النواب فيها لي شاتفيلد إنهما سيتّبعان القانون والإجراءات التقليدية الخاصة بأعضاء المجمع الانتخابي في ميشيغان.

وأضاف المسؤولان الجمهوريان في بيان مشترك أصدراه أمس بعد لقائهما الرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض، أنهما لم يَطّلعا حتى الآن على أي معلومات قد تغير نتيجة الانتخابات في الولاية. يشار إلى أن ميشيغان حُسمت لصالح بايدن.

ومن المقرر أن تجتمع اللجنة، التي تضم عضوين ديمقراطيين وآخرين جمهوريين، يوم 23 نوفمبر/تشرين الثاني للتصديق على النتائج وسيكون أمامها ما يصل إلى 20 يوما للقيام بذلك.

في المقابل ومع استمرار عمليات الفرز في عدد من المقاطعات، ذكرت شبكة سي إن إن CNN التلفزيونية الأميركية أن جو بايدن وسّع هامش فوزه على الرئيس دونالد ترامب بواقع 6 ملايين صوت مقتربا من حاجز 80 مليون صوت، وذلك في سابقة هي الأولى في تاريخ البلاد.

وأضافت الشبكة أن ترامب حصل على نحو 74 مليون صوت مع استمرار عد أوراق الاقتراع في عدد من الولايات.

يذكر أن بايدن حصل على 306 أصوات في المجمع الانتخابي في حين حصل ترامب على 232 صوتا. وفي الوقت الذي يرفض فيه ترامب الإقرار بالنتيجة من المقرر أن يصوت المجمع الانتخابي على انتخاب الرئيس في 14 من الشهر المقبل.

يأتي ذلك في حين كثرت التكهنات بشأن فريق بايدن الرئاسي، وأفادت صحيفة "ذي هيل" الأميركية أن أنتوني بلينكن الدبلوماسي المخضرم ومستشار الرئيس المنتخب جو بايدن، يعتبر المرشّحَ الأوفر حظا لتولّي منصب وزير الخارجية في الإدارة المقبلة.

وقالت الصحيفة إن بايدن حدد خياره للشخصية التي ستتولى وزارة الخارجية إلا أنه لم يكشف عنها حتى الآن، لكنّ مسؤولا سابقا في إدارة أوباما أكد أن بلينكن هو الأوفر حظا.

تشكيك

وجددت كايلي ماكناني كبيرة مستشاري حملة الرئيس دونالد ترامب تشكيكها في نزاهة الانتخابات الرئاسية، وتحدثت عما سمتها "خروقات" شابت العملية الانتخابية في ولايتي ميشيغان وبنسلفانيا اللتين أعلن فيهما عن حصول الرئيس المنتخب جو بايدن على أغلبية الأصوات.

وقالت ماكناني في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" إن المعركة القضائية في عدة ولايات مستمرة، مشيرة إلى أن المزاعم بشأن نزاهة الانتخابات حقيقية ومتناسقة، وفق تعبيرها.

ولا يزال ترامب يواصل ترديد مزاعمه بحدوث تزوير واسع النطاق وذلك رغم الانتكاسات القانونية المتتالية التي مني بها في محاولاته المضنية غير المسبوقة لإبطال النتيجة.

ويرفض ترامب التسليم بالخسارة، ويسعى لإبطال أو قلب النتائج من خلال الطعون وإعادة فرز الأصوات في عدد من الولايات الحاسمة، زاعما دون دليل حدوث تزوير منسق وواسع النطاق، لكن حملته لم تتمكن من تقديم أي دليل.

وهذا المسعى الذي وصفه منتقدوه بأنه محاولة فريدة من رئيس لدحض إرادة الناخبين لم يلق نجاحا يذكر حتى الآن، فقد منيت حملته بسلسلة من الانتكاسات القضائية ويبدو أنها أخفقت في إقناع الجمهوريين بالولايات التي خسرها، مثل ميشيغان، بتصديق نظريات المؤامرة التي يروج لها دون سند.

المصدر : الجزيرة + وكالات