"رمضانكم مقدسي" في باب العمود
أسيل جندي-القدس المحتلة
وتطرق الحديث مع الصادق إلى المحرومين من زيارة القدس أيضا، سواء كانوا من غزة أو من جميع أنحاء العالم، فقال "سننقل لهم أجواء المدينة الرمضانية من خلال مقاطع فيديو ننشرها عبر صفحتنا على فيسبوك حاملين دائما شعار.. ليس المقدسي من يسكن القدس بل المقدسي من تسكنه القدس".
وحرصت السيدة المقدسية أم محمود على المشاركة في فعاليات اليوم الأول مصطحبة أطفالها الأربعة، وقالت "نعيش أجواء صعبة في مخيم شعفاط في ظل المواجهات اليومية مع الاحتلال، لذا رغبت أن يشاهد أطفالي مشهدا مختلفا اليوم بعيدا عن أسلحة جنود الاحتلال ورائحة قنابل الغاز، ونتمنى أن تُقام فعاليات لأطفال القدس على مدار العام وألا تقتصر على مكان معين، لأن الأطفال في المخيمات بحاجة لما يخفف عنهم قسوة العيش بها".
أما عرين أبو طاعة، فقالت "عندما يجتمع مئات المقدسيين في مكان مهم وحيوي كمدرجات باب العمود، ويغيب عن المشهد المستوطنون الذين يملؤون المدينة، أشعر أننا نسير باتجاه الحرية".
ويرى مدير التعليم الشرعي في المسجد الأقصى ناجح بكيرات، أن التحديات التي فُرضت على القدس "أجبرت أهل المدينة على النهوض بها بأنفسهم وعدم انتظار أحد، فالمقدسيون بدؤوا يشعرون بأنهم إذا فقدوا المقدسات والقدس سيفقدون وجودهم، كما أن هناك مواسم لا يمكن أن تمر دون الاستفادة منها. ولرمضان نكهة مميزة في القدس والأقصى وهذا يشجع الأهالي على الاستفادة من وقتهم بإنعاش مدينتهم".
وأضاف بكيرات للجزيرة نت "أعتقد أننا اليوم أمام مرحلة جديدة كلما زاد فيها الاحتلال بمحاولات عزل أهل القدس عن مدينتهم وفرض أجندة احتلالية، تيقظ أهل القدس نحو التمسك بالمدينة".
ويعتقد بكيرات أن مسيرة الفوانيس التي سار بها الأطفال قبل الكبار نحو المسجد الأقصى المبارك، تعتبر ردا كافيا بأن المدينة ما زالت حيّة في ظل ما يتعرض له المسجد من اقتحامات ومحاولات يومية لتقسيمه زمانيا ومكانيا.
يذكر أنه تم الانتهاء من الاستعدادات لاستقبال عشرات آلاف الزوار خلال شهر رمضان المبارك في مدينة القدس المحتلة، بينما قام عشرات المتطوعين بإلباس أحياء وأزقة المدينة حلّتها الرمضانية.
وتسود حالة من التفاؤل على تجار القدس بشكل عام وتجار البلدة القديمة بشكل خاص، بعد سماح سلطات الاحتلال لأهالي الضفة باستصدار التصاريح ودخول المدينة خلال شهر رمضان، ويأمل التجار أن يساهم الزوار في إنعاش الحركة الشرائية والأسواق.