شعار قسم ميدان

الابتكار في ريادة الأعمال: هل يمكنك أن تُحوِّل 5 دولارات إلى 650 دولارا خلال ساعتين؟

هل يمكنك أن تُحوِّل 5 دولارات إلى 650 دولارا خلال ساعتين؟ (غيتي)

اصطفّت مجموعات الطلاب في معسكر طلابي كبير نظمته كلية التصميم "D School" التابعة لجامعة ستانفورد الأميركية العريقة، في انتظار الاختبار المقرر في مادة "مبادئ الابتكار في ريادة الأعمال" التي تُدرِّسها البروفسورة "تينا سيليغ" (Tina Sieleg). انقسم الطلاب إلى 14 فريقا، وجد كلٌّ منهم أمامه مظروفا أنيقا مُحكم الإغلاق، في انتظار الإشارة إلى فتحه وبدء الاختبار.

 

مع الإشارة إلى إطلاق الاختبار، أقبل الطلاب بحماس على فتح المظروف، ليجدوا جميعا بداخله ورقة من فئة خمسة دولارات وبجانبها ورقة أنيقة مطويّة كُتِب بداخلها عبارة مُقتضبة:

"لديك مبلغ 5 دولارات سوف تستخدمه بوصفه تمويلا بذريا (Seed Fund) (أي رأس مال مبدئي)، كم يمكنك أن تربح من وراء هذا المبلغ خلال ساعتين؟!".

وبعد نهاية الاختبار، تقوم فِرَق الطلاب كافة بعد عدة أيام بتقديم النتائج التي حقّقتها لتخضع للمراجعة، ثم يصعد كل فريق منهم إلى المنصّة في عرض تقديمي مدته 3 دقائق فقط يشرح للطلاب الآخرين فكرة مشروعه، ومدى الأرباح التي حققها، وكيف استطاع أن يستغل هذا التمويل المتواضع والتوقيت الضيق لتحقيق هذا الربح.

 

تقول تينا سيليغ، المحاضرة والمدرِّبة الأميركية الشهيرة المتخصصة في تدريس مادة ريادة الأعمال، إن هذا الاختبار كان أوضح وأقصر طريق يمكنها من خلاله أن تشرح أهم مبدأ في مجال "ريادة الأعمال" لطلّابها في أقلّ وقت ممكن، وهو التركيز بشكل مباشر على معنى الإبداع والابتكار (Creativity and innovation) في خلق القيمة، وتحقيق أعلى عائد من الاستثمار (Return on investment) (ROI) بأقل إمكانيات وموارد ممكنة.

 

والحقيقة أن هذا الاختبار الذي دأبت سيليغ على تكراره على مدار سنوات اعتُبر واحدا من أشهر اختبارات ريادة الأعمال ومثالا دائما حول مفاهيم الابتكار في معظم مقررات ريادة الأعمال الطلابية حول العالم. (1، 2، 3، 4)

التفكير الذي يندفع إلى خوض المغامرة بشكل يعتمد كليا على الحظ غالبا لا يقود إلى شيء، وأن احتمال الخسارة أكبر بكثير من احتمال تحقيق أي ربح من ورائه  (مواقع التواصل)

المدرسة الكلاسيكية للأفكار الرديئة

كان من المتوقَّع أن تظهر الفِرَق التي تستهدف تحقيق ربح سريع من خلال ما يمكن أن يوصف بالتفكير الكلاسيكي الرديء لجذب الربح بالاعتماد على الحظ. أحد فِرَق الطلاب قام بالذهاب مباشرة بهذا المبلغ الزهيد لشراء اليانصيب، أي إنه رأى أن المبلغ الذي يملكه زهيد لدرجة أنه لا يمكن عمل به أي شيء آخر سوى شراء تذكرة يانصيب على أمل أن يربح مبلغا كبيرا من المال اعتمادا على الحظ.

 

فئة أخرى من الطلاب قررت الذهاب بهذا المبلغ إلى ممارسة القمار. مرة أخرى فكرة أن رأس المال الذي بحوزتهم متواضع للغاية ولا يمكن تحقيق أي ربح من ورائه إلا بالاعتماد على ضربة حظ سريعة تجلب لهم ربحا كبيرا، مع الوضع في الاعتبار أن خسارة تمويل كهذا يُعَدُّ أمرا تافها، وبالتالي فبإمكانهم المغامرة به بهذه الطريقة دون الشعور بتأنيب الضمير من خسارته.

 

ترى سيليغ أن هذا التفكير الذي يندفع إلى خوض المغامرة بشكل يعتمد كليا على الحظ غالبا لا يقود إلى شيء، وأن احتمال الخسارة أكبر بكثير من احتمال تحقيق أي ربح من ورائه، وهو ما يُصادقه الواقع دائما.

(مواقع التواصل)

 

المدرسة الكلاسيكية للأفكار العادية

فريق آخر من الطلاب قرّر أن يتبنّى الطريق الكلاسيكي لتحقيق ربح لا بأس به من وراء تمويل متواضع كهذا، فاتّجه إلى شراء عدد من حبات الليمون والبدء في صناعة "عصير الليمون" وتقديمه في الجامعة مقابل مبلغ زهيد، حتى تمكّن من تغطية رأس المال الذي أنفقه، وحقّق من ورائه بعض الأرباح الزهيدة التي حصل عليها في نهاية الساعتين.

 

الطريق الكلاسيكي نفسه سار عليه أحد الفِرَق عندما توجّه إلى شراء بعض أدوات التنظيف البسيطة، وعرض خدمة غسيل السيارات للطلاب والأساتذة مقابل بعض المال. فريق آخر من هذه الفِرَق لاحظ أن الطقس كان سيئا، فتوجّه لشراء بعض مظلات المطر وقام بتأجيرها للطلاب وإعادة بيعها.

 

فكرة تقليدية جيدة أخرى تبنّاها أحد الفِرَق بطباعة ورسم بعض الرموز الإبداعية البسيطة على قمصان الطلبة مقابل أجر زهيد، وغيره قرّر طباعة خرائط لأقرب مطاعم الجامعة. بمعنى آخر، العديد من الطلاب قاموا بتطبيق أفكار تقليدية مكَّنتهم من تحقيق هامش ربحي بسيط للغاية، ضمن لهم على الأقل فرصة اجتياز الاختبار.

 

المدرسة الريادية لحل المشكلات

بعيدا عن الأفكار التقليدية، كان من أكثر الفِرَق تحقيقا للأرباح تلك الفِرَق التي ركّزت بشكل كبير على حل "مشكلة" قائمة بالفعل بأسهل طريقة ممكنة بدلا من توليد الأفكار انطلاقا من التركيز على مستوى تواضع رأس المال الذي تملكه -كما فعلت الفِرَق ذات الأفكار التقليدية-. هذا الأسلوب ساعد على اجتذاب مستوى أكبر من الأرباح.

 

قريبا من الجامعة، كان هناك مشكلة عامة يعاني منها سكان بلدة بالو ألتو (Palo Alto)، وهي اضطرارهم للانتظار فترة طويلة قبل دخول المطاعم في موعد العشاء. كانت الفكرة التي عمل عليها أحد الفِرَق هي قيام كل عضو من أعضاء الفريق بحجز طاولة عشاء في موعد مناسب في عدد من المطاعم، ثم الإعلان عن بيع هذه الحجوزات للزبائن المنتظرين مقابل مبالغ مالية وصلت إلى سقف 20 دولارا للحجز الواحد في أوقات الازدحام. أقبل الكثيرون على شراء هذه الحجوزات لعدم تضييع أوقاتهم أو الاضطرار للانتظار لفترة طويلة.

 

فكرة أخرى ريادية تبنّاها فريق من الطلاب، إذ لاحظوا أن أكثر استخدام للمواصلات في حرم الجامعة هو الاعتماد على الدرّاجات الهوائية وليس السيارات. قرّر الطلاب أن يعرضوا على راكبي الدراجات خدمة لا يمكن رفضها، وهي "قياس الهواء لإطارات الدراجة" مجانا، بدون أن يدفع الراكب سنتا واحدا. أما خدمة إعادة ملء الإطارات بالهواء فسوف تُكلِّف الراكب دولارا واحدا فقط.

 

كانت النتيجة أن عددا كبيرا من راكبي الدراجات الهوائية في الجامعة توقفوا أمام هذا الفريق الطلابي لقياس ضغط إطارات الدراجة، ومعظم مَن قاموا بإجراء هذا الاختبار لم يجدوا صعوبة في دفع دولار واحد مقابل إعادة ملئها. بمرور بعض الوقت، توقف الطلاب عن طلب الدولار مقابل خدمة ملء الإطارات، ورفعوا لافتة أن الخدمة بالكامل "قياس الضغط وملء الإطارات" مجانا، في مقابل ترحيبهم بالتبرع بأي مبلغ مالي لدعمهم. كانت المفاجأة أنهم حصدوا أموالا من التبرعات تفوق ما حصدوه أثناء تقديمهم للخدمة المدفوعة.

توقف الطلاب عن طلب الدولار مقابل خدمة ملء الإطارات، ورفعوا لافتة أن الخدمة بالكامل "قياس الضغط وملء الإطارات" مجانا، في مقابل ترحيبهم بالتبرع بأي مبلغ مالي لدعمهم.
توقف الطلاب عن طلب الدولار مقابل خدمة ملء الإطارات، ورفعوا لافتة أن الخدمة بالكامل "قياس الضغط وملء الإطارات" مجانا، في مقابل ترحيبهم بالتبرع بأي مبلغ مالي لدعمهم. (مواقع التواصل)

 

المدرسة الريادية للأفكار المبتكرة

أما الفريق الذي استحق الحصول على المركز الأول في هذا الاختبار الريادي، بقدرته على تحقيق أعلى مستوى ربح بقيمة 650 دولارا -مقابل 5 دولارات رأس مال-، فقد استطاع أن يُحقِّق هذا الربح بناء على فِكر ريادي مُبتكر أصبح فيما بعد مضربا للأمثال في مقررات ريادة الأعمال الجامعية والتطبيقية.

 

الفكرة هنا أن هذا الفريق تحديدا قرّر منذ اللحظة الأولى دراسة أوراق اللعب التي يمتلكها أولا قبل تحديد الفكرة التي سيُطبِّقها. أول ورقة لعب هي تمويل بقيمة 5 دولارات، تمويل تافه لا يمكن الاعتماد عليه أو اعتباره رأس مال أصلا، ناهيك بأن يُحقِّق أي مستوى ربحي جيّد. ورقة اللعب الثانية هي إطار زمني محدود للغاية، ساعتان فقط للتنفيذ، من الصعب جدا أن يتحقق ربح جيد من ورائها.

 

أما الورقة الثالثة، التي يبدو أنه لم يلتفت إليها أحد على الإطلاق، هي الدقائق الثلاثة المُعطاة لكل فريق للصعود أمام طلاب جامعة ستانفورد -تذكَّر: واحدة من أفضل جامعات العالم على الإطلاق- ليشرح في عرض تقديمي مختصر الفكرة التي عمل عليها، ومستوى الربح الذي حققه. كانت هذه الورقة تحديدا هي المُلهمة لهذا الفريق أن يقوم بتنفيذ فكرة مبتكرة غير مسبوقة.

 

ركَّز الفريق الرابح على "خلق القيمة" من الجمهور وليس التمويل أو الإطار الزمني. لذلك كانت الفكرة ببساطة أن يتواصل أعضاء الفريق مع عدد من الشركات التي تسعى باستمرار إلى توظيف طلاب الجامعات متدرّبين (Interns) لديها، خصوصا طلاب الجامعات المميزة مثل ستانفورد. كان العرض الذي قدّمه الفريق للشركات هو بيع الدقائق الثلاثة المتاحة أمامهم في العرض التقديمي أمام طلاب الجامعة بوصفها مساحة إعلانية للشركة والتعريف بها أمام الطلاب ومزايا وشروط الالتحاق بها متدرّبين.

(مواقع التواصل)

وبالفعل، تسابق عدد من الشركات المهتمة بتوظيف طلاب من جامعة ستانفورد للحصول على هذه المساحة الإعلانية، إلى أن استطاعت إحدى هذه الشركات الفوز بشراء هذه الدقائق الثلاثة مقابل أعلى سعر وهو 650 دولارا.

 

بقدوم يوم العرض التقديمي، واحتشاد عدد كبير من طلاب الجامعة لمشاهدة العروض، توالت الأفكار التي عملت عليها الفِرَق الطلابية، كل فريق يستعرض مشروعه ومستوى الربح الذي حققه، حتى جاء الدور على الفريق الفائز بالمركز الأول الذي صعد على المنصة وبدأ في عرض معلومات عن إحدى الشركات ومتطلباتها لتعيين المتدرّبين لديها من جامعة ستانفورد ومزايا برنامجها التدريبي. وفي نهاية عرضهم التقديمي، أخبروا الطلاب أن عرضهم هذا هو أصلا خدمة إعلانية مدفوعة لهذه الشركة عاد عليهم بربح قيمته 650 دولارا، دون أن يضطروا لاستخدام الدولارات الخمسة على الإطلاق.

 

محركات الابتكار في عالم ريادة الأعمال

الحديث دائما حول الأفكار المبتكرة يقود تلقائيا إلى السؤال: من أين يأتي الإبداع؟ وهذا السؤال يقود إلى سؤال آخر: هل يمكن أن يُتعلَّم الإبداع ويُكتَسب، أم أنه مقتصر على فئة ما من الناس تسري في دمائهم جينات الإبداع دونا عن غيرهم؟

 

في كتابها: "العبقرية: دورة تدريبية مكثفة حول الإبداع" (inGenius: A Crash Course on Creativity)، تُسلِّط تينا سيليغ الضوء على ما تعتبره "محرِّك الابتكار" (Innovation Engine) الذي يمكن لأي أحد ينجح في توفير عناصره بالشكل الصحيح أن يقوم بإنتاج أفكار إبداعية خلّاقة تُغيِّر قواعد اللعبة وتجعله يخرج من إطار الأفكار المكررة والتقليدية. (5)

سيليغ استطاعت أن تُكوِّن نظرية مُحكمة حول عناصر الإبداع بتقسيمها إلى ستة عناصر رئيسية، ثلاثة منها تُمثِّل عناصر داخلية يجب أن تتوافر في كل الأشخاص الذين يبحثون عن تخليق أفكار إبداعية، والثلاثة الأخرى تُمثِّل عناصر خارجية يجب أن تتوافر في محيط المُبدعين والمبتكرين حتى تسمح لهم بتحويل أفكارهم إلى واقع.

 

العناصر الداخلية الثلاثة التي يجب أن تتوافر في رائد الأعمال الذي يسعى لإنتاج أفكار إبداعية هي:

  • أولا: المعرفة (Knowledge): 

تُمثِّل المعرفة "صندوق الأدوات" الذي تملكه، وكلما كانت معرفتك أعمق بخصوص مجال معيّن، أصبح لديك القدرة على الإتيان بأفكار وإبداعات جديدة إلى الضوء.

 

  • ثانيا: الخيال (Imagination):

كيف يمكنك أن تربط وتخلط الأفكار ببعضها بعضا؟ الخيال هو الذي يسمح لك بجمع الأفكار المتناثرة وربطها معا كقطع البازل لتكوين صورة جديدة. يمكن القول إن المبتكرين باختصار هم الأشخاص الجيّدون في جمع قطع بازل الأفكار لتكوين أفكار جديدة.

 

  • ثالثا: السلوك (Attitude):

لأن تحويل الأفكار التي في الهواء إلى واقع مَعيش ليس عملية سهلة أو سَلِسَة أو تلقائية، بل تحتاج إلى مجهود كبير يحكمه الروتين والسير الحثيث والتحفيز المستمر للتنفيذ. السلوك التحفيزي المستمر عنصر داخلي ضروري لتحويل الأفكار الإبداعية إلى واقع.

(مواقع التواصل)

 

أما بالنسبة إلى العناصر الخارجية التي ترى سيليغ أنها يجب أن تكون محيطة برائد الأعمال الذي يسعى إلى ابتكار مشاريع خلّاقة:

  • أولا: الموارد (Resources):

في الوقت الذي يعتبر فيه معظم روّاد الأعمال أن الموارد تتركز فقط في التمويل، ففي الواقع يجب أيضا أن يُوسِّعوا رؤيتهم إلى الموارد لتشمل أشياء أخرى شديدة الأهمية مثل الأشخاص، والجمهور، والوقت، إلخ.

 

  • ثانيا: المحيط (Habitat):

أين ستُنتَج هذه الأفكار، وأين ستُطبَّق؟ بيئة العمل وإمكانياتها، والمهارات المطلوبة ومستوى المرح المتوافر لإنتاج هذه الفكرة، وفريق العمل والسوق، وكل ما له علاقة بالوجود الذي يؤدي إلى تخليق الأفكار وتنفيذها.

 

  • ثالثا: الثقافة (Culture): 

ثقافة فريق العمل أو المؤسسة، أو ما وصفته سيليغ بأنه "الموسيقى الخلفية" للشركة التي تؤثر على مشاعر الموظفين وأدوارهم وحماسهم وتحفيزهم واتجاهاتهم فيما ينتجونه وكيف ولماذا ينتجونه.

(مواقع التواصل)

هذه العناصر كافة بشقّيها الداخلي والخارجي تتفاعل باستمرار مُشكِّلة جودة محرِّك الإبداع، وتؤدي إما إلى نتائج جيدة جدا في الابتكار وإما نتائج ضعيفة، بحسب مستوى الأخذ بهذه العناصر. محيط العمل مثلا، بوصفه عنصرا خارجيا، يؤثر بشدة في مستوى خيال رائد الأعمال والموظفين سلبا أو إيجابا، وهو ما يؤثر على المستوى الكلّي للإبداع في مؤسسة بعينها مقارنة بغيرها. مستوى الموارد المتاحة بدوره يؤثر في معرفة الأشخاص وإمكانياتهم، وهكذا. كل العناصر متشابكة، وتضافرها يؤدي إلى نتائج مختلفة. (6، 7)

 

في النهاية، لا يزال المحدد الأساسي المشترك للإبداع في مجال ريادة الأعمال، الذي يتفق عليه المتخصصون كافة، هو القدرة على ملاحظة المشكلة وطرح السؤال الصحيح بخصوصها قبل بدء التنفيذ. الحالة التي عبّر عنها الاقتباس الشهير الذي يقول: "أعطِني 6 ساعات لقطع شجرة، وسوف أُنفق 4 ساعات من وقتي في شحذ الفأس". وشحذ الفأس في عالم الأعمال هو -بلا شك- البحث عن الفكرة المبتكرة وطرق تنفيذها بأفضل طريقة ممكنة. (8)

—————————————————————————

المصادر

  1. The $5 Challenge .. What would you do with $5 and 2 hours?
  2. The Price of Privilege: Reflecting on Stanford’s $5 Challenge
  3. Classroom Experiments in Entrepreneurship -Stanford University 
  4.  ENTREPRENEURIAL CHALLENGE: How to Turn $5 Into $650 in 2 Hours
  5. inGenius: A Crash Course on Creativity
  6. The six components of creativity – and how to make your organisation an innovation engine
  7. The 6 Elements of Innovation
  8. Quote 
المصدر : الجزيرة