هجمات باريس.. القصة الكاملة

epaselect epa05023938 Wounded people are evacuated outside the scene of a hostage situation at the Bataclan theatre in Paris, France, 14 November 2015. Dozens of people have been killed in a series of attacks in the French capital Paris, with a hostage-taking also reported at a concert hall. EPA/YOAN VALAT
أعنف الهجمات استهدفت مسرح باتاكلان (الأوروبية)

عرفت العاصمة الفرنسية باريس مساء الجمعة 13 نوفمبر/تشرين الثاني، سلسلة هجمات دموية متزامنة في ستة مواقع مختلفة، أسفرت عن مقتل 129 شخصا على الأقل، وإصابة قرابة 352، أعلن على إثرها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند حالة الطوارئ في البلاد ودعا الجيش للنزول إلى الشارع للمساهمة في حفظ الأمن.

وفيما يأتي التسلسل الزمني لهذه الأحداث بالتوقيت المحلي، وفق ما أعلنه المدعي العام الفرنسي فرانسوا مولان في مؤتمر صحفي:

مساء الجمعة 13 نوفمبر/تشرين الثاني
الساعة 9:20
مهاجم يفجر حزاما ناسفا قرب إحدى بوابات ملعب فرنسا في ضاحية سان دوني شمالي باريس، حيث كان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ووزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير يشاهدان مباراة دولية ودية لكرة القدم، فيقتل الانفجار منفذه وأحد المارة.

الساعة 9:25
في الدائرة العاشرة في باريس، عند تقاطع شارع "بيشا" وشارع "أليبير"، يطلق مسلحون النار على الزبائن الجالسين في شرفة حانة "لو كاريون" ومطعم "بوتي كامبودج"، فيقتلون 15 شخصا ويصيبون عشرة آخرين بجراح بالغة.

الساعة 9:30
خارج ملعب فرنسا، مهاجم آخر يفجر نفسه.

الساعة 9:32
مسلحون يفتحون النار أمام حانة "ألا بون بيير" في تقاطع شارع "فونتان أو روا" وشارع "فوبور دو تومبل" في الدائرة الحادية عشرة، فيقتلون خمسة أشخاص ويصيبون ثمانية آخرين بجراح بالغة.

الساعة 9:36
مسلحون يقتلون 19 شخصا أثناء جلوسهم على شرفة مطعم "لا بل إكيب" في شارع "شارون" القريب، ويصيبون تسعة أشخاص بجروح بالغة.

حوالي الساعة 9:40
مهاجم يفجر نفسه داخل مطعم "لو كونتوار فولتير" على طريق فولتير الواقع بالدائرة الحادية عشرة أيضا، فيصاب شخص واحد بجروح بالغة.

الساعة 9:40
سيارة تتوقف أمام مسرح باتاكلان، ويدخل عدة مسلحين المسرح أثناء حفل لفريق "إيغلز أوف ديث ميتال" لأغاني الروك، ويطلقون النار عشوائيا على الجمهور فيقتلون نحو 89 شخصا ويصيبون عددا كبيرا بجروح، وأثناء الهجوم يتحدث المنفذون عن سوريا والعراق.

الساعة 9:53
مهاجم "انتحاري" ثالث يفجر نفسه قرب ملعب فرنسا.

الساعة 12:20 بعد منتصف الليل
قوات الأمن تبدأ عملية في مسرح باتاكلان لمحاولة تحرير المحتجزين داخله، ويقتل خلال ذلك ثلاثة مهاجمين، أحدهم بالرصاص، والآخران يفجران حزاميهما الناسفين.

هجمات متزامنة
أكبر عدد من الضحايا (حوالي ثمانين على الأقل) في هجمات باريس سقط في مسرح باتاكلان، وأصيب العشرات بعدما تدخلت القوات الأمنية لتحرير الرهائن المحتجزين داخل المسرح الذي كان به نحو 1500 شخص في بداية الحادث.

واقتحمت الشرطة المسرح بعد تغريدات لمحتجزين على موقع "تويتر" تشير إلى المسلحين يقتلون الرهائن بدم بارد. وأعلنت الشرطة أن ثلاثة من مهاجمي مسرح باتاكلان فجروا أنفسهم، وأنها قتلت الرابع.

وأفاد المدعي العام الفرنسي فرانسوا مولان بارتفاع عدد الضحايا إلى 129 قتيلا و352 جريحا، منهم 99 على الأقل في "حالة حرجة جدا"، وأكد تعرف المحققين على أحد المهاجمين، وأوضح أن هذا المهاجم له سجل لدى الأمن الفرنسي يرتبط بـ"التطرف الإسلامي"، بالإضافة إلى سجل إجرامي، لكنه لم يدخل السجن قط.

وكشف مولان أن منفذي الهجوم على مسرح باتاكلان في باريس -حيث سقط أغلب الضحايا- تحدثوا أثناء هجومهم عن سوريا والعراق.

وصرح المدعي الفرنسي بأن سبعة عناصر نفذوا هذه الهجمات وأنهم تحركوا في ثلاث مجموعات، مؤكدا أنهم قتلوا جميعا، وأن ستة منهم فجروا أنفسهم.

وأضاف أن مئات العيارات النارية أطلقت في مختلف الأماكن التي شكلت مسرحا للهجمات في الدائرتين العاشرة والحادية عشرة في باريس، مشيرا إلى أن بعض المهاجمين تنقلوا في سيارات سوداء من نوع سيات. مشيرا إلى اعتقال شخص على الحدود البلجيكية يعتقد أنه استأجر إحدى السيارات المستخدمة في الهجمات.

إعلان حالة الطوارئ
أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند -الذي كان ضمن المتفرجين في ملعب فرنسا الدولي حيث كانت مباراة ودية بين المنتخبين الفرنسي والألماني- في خطاب مقتضب ألقاه بعد تفجيرات باريس حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد، وإغلاق الحدود وبعض المناطق. وفي السياق نفسه دعت السلطات الفرنسية سكان العاصمة إلى عدم الخروج من بيوتهم. كما دعي الجيش للنزول لحماية العاصمة باريس والمساعدة في حفظ الأمن.

وألغى فرانسوا هولاند زيارته إلى تركيا للمشاركة في قمة العشرين بولاية أنطاليا لمتابعة الوضع، وعقد اجتماعا مع مجلس الدفاع في قصر الإليزيه لبحث تداعيات الهجوم. وفي السياق نفسه أصدر الادعاء العام قرارا بإغلاق المكتبات، والمتاحف، وأحواض السباحة، والصالات الرياضية، والأسواق العامة، في العاصمة؛ واستثنيت المدراس فقط.

 undefined

إدانة دولية
قوبلت الهجمات الدامية على باريس بإدانة دولية واسعة، حيث وصفها مجلس الأمن بالهمجية والجبانة، وأكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وقوفه إلى جانب الحكومة والشعب الفرنسيين بسبب "الهجمات الإرهابية الدنيئة"، بينما أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) وقوف الأخير إلى جانب فرنسا.

وعبرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن صدمتها الشديدة للأخبار والمشاهد التي تأتي من باريس، وقالت "نفكر بضحايا هذه الاعتداءات الإرهابية على ما يبدو وبأقاربهم وبكل سكان باريس".

الرئيس الأميركي باراك أوباما تعهد بدعم حكومته لفرنسا، وقال للصحفيين في البيت الأبيض "مرة أخرى نشهد محاولة شائنة لإرهاب المدنيين الأبرياء". وأبدى استعداد بلاده لتقديم أي مساعدة تحتاجها الحكومة والشعب في فرنسا، "لجعل هؤلاء الإرهابيين يمثلون أمام العدالة وملاحقة أي شبكات إرهابية".

وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون إنه أصيب بصدمة بسبب الهجمات، وقال على حسابه في تويتر "صدمت بسبب هذه الأحداث التي وقعت في باريس الليلة"، مؤكدا استعداد بلاده أيضا لبذل ما في وسعها من أجل المساعدة. كما أدانت روسيا وإيطاليا الهجمات.

وعلى الصعيد العربي والإسلامي، استنكرت قطر بشدة تلك الهجمات على باريس، ووصفتها الكويت بالعمل الإجرامي الذي يتنافى مع كافة الشرائع السماوية. وأدان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تلك الهجمات وتقدم بالتعازي لنظيره الفرنسي، وكذلك الأمر بالنسبة لرئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو الذي وصفها بالغاشمة وأنها استهدفت الإنسانية جمعاء.

وبعث العاهل المغربي الملك محمد السادس برقية لرئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، أدان فيها الهجمات ووصفها بالجبانة والمروعة، وأعلن تضامن المغرب مع فرنسا ودعمه لها.

كما أدان اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا اعتداءات باريس ووصفتها بالإرهابية، والموقف نفسه اتخذه المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، إذ وصف الهجمات بالبشعة والدنيئة، ودعا في بيان له الأمة الفرنسية إلى الوحدة والتضامن نظرا لخطورة الوضع.

من الفاعل؟
سؤال لم تقدم بشأنه السلطات الفرنسية إجابة واضحة ليلة الحادث، ولم تصدر بيانا رسميا بخصوص المسؤولين عن الهجمات التي أعادت لأذهان الفرنسيين هجمات باريس يوم 7 يناير/كانون الثاني 2015، عندما استهدف مسلحون مقر مجلة شارلي إيبدو الساخرة. لكن في اليوم التالي أعلن الرئيس الفرنسي أن التخطيط للهجمات التي استهدفت ستة مواقع في العاصمة الفرنسية تم في الخارج ونفذها متعاونون مع تنظيم الدولة الإسلامية في الداخل، وأعلن التنظيم المذكور نفسه مسؤوليته عن الهجمات.

المصدر : الجزيرة + وكالة الأناضول