تسلا تسوي قضية مع موظف اتهم بنقل أسرار لشركة ناشئة صينية

GRUNHEIDE, GERMANY - FEBRUARY 05: Electric cars of US automaker Tesla stand outside the Hangelsberg community center during a Tesla recruitment and employment information evening on February 05, 2020 in Grunheide, Germany. Tesla has committed to building its first European Gigafactory at Grunheide, with production of Tesla electric cars to begin by the summer of 2021. (Photo by Sean Gallup/Getty Images)
أصبحت المركبات الكهربائية مجالا للتجسس المتبادل والاتهامات القضائية بين الشركات (غيتي)

قررت شركة "تسلا" (Tesla) تسوية دعوى قضائية ضد موظف سابق اتهم بالقيام بنسخ شفرة برمجة تكنولوجيا جهاز القيادة الآلي لشركة صناعة السيارات الكهربائية، وتمريره لشركة ناشئة صينية، وفقا لما ذكرته محكمة محلية أميركية.

وكانت تسلا قد رفعت الدعوى القضائية عام 2019، قائلة إن موظفها السابق، واسمه كاو غوانغجي، الذي عمل في تسلا لمدة عامين، قد نسخ البرمجة قبل الانتقال في يناير/كانون الثاني 2019 إلى الشركة المنافسة "إكس موتورز" (XMotors)، الفرع الأميركي لشركة "إكس بنغ المحدودة" (Xpeng Inc)، وهي شركة صينية ناشئة للسيارات ذاتية القيادة.

وتفاصيل التسوية، التي تضمنت دفعة نقدية قدمها كاو إلى تسلا، لم يتم الكشف عنها. ولم ترد تسلا فورا على طلب استيضاحي.

ونظام القيادة الآلي في تسلا هو نظام مساعدة السائق، الذي يتولى عرض مهام القيادة، ويسمح للسائقين برفع أيديهم عن عجلة القيادة، على الرغم من أن الشركة ما تزال تؤكد أن ذلك يتطلب إشراف السائق، ولا يجعل السيارة مستقلة القيادة.

وتمتلك تسلا مصنعا في شنغهاي؛ مما يجعلها في منافسة مباشرة مع شركة إكس بنغ والشركات الصينية الناشئة الأخرى في أكبر سوق للسيارات الكهربائية بالعالم.

وأكد ممثل عن كاو من جهته القانونية عبر بيان لوكالة "رويترز" (Reuters) إن كاو لم يفعل ذلك أبدا، ولم يتوصل إلى أي من بيانات تسلا بعد أن غادر تسلا، أو قدم أي معلومات إلى إكس موتورز أو أي شخص آخر.

وقالت الشركة لرويترز إن كاو غادر إكس موتورز في وقت لاحق، وصرحت إكس موتورز، ببيان في وقت سابق من هذا الأسبوع، أن إكس موتورز لم تكن طرفا في القضية، وأنها تحترم حقوق الملكية الفكرية، وتعتمد عليها في تطوير الملكية الفكرية الخاصة بها، والبحث والتطوير داخليا.

يذكر أن مجال المركبات الكهربائية -سواء السيارات أو الطائرات- قد أصبح شديد المنافسة ومجالا للتجسس المتبادل والاتهامات القضائية بين الشركات. ويحدث هذا على خلفية تنافس كبير بين الولايات المتحدة والصين على الهيمنة التكنولوجية في هذا المجال، ومحاولات حثيثة من أوروبا للحاق بالعملاقين خصوصا في مجال تطوير البطاريات الكهربائية.

ففي مطلع أبريل/نيسان أوردت جريدة "نيويورك تايمز" (New York Times) الأميركية إن شركة "ويسك آيرو" (Wisk Aero)، وهي شركة ناشئة تطور طائرة كهربائية تقلع كحوامة عامودية، ثم تطير مثل الطائرة، قد رفعت دعوى قضائية ضد شركة ناشئة أخرى، هي "أرتشر للطيران" (Archer Aviation)، متهمة إياها بسرقة أسرار تجارية، وانتهاك براءات اختراع ويسك.

وتزعم ويسك في دعواها القضائية أن الملكية الفكرية، التي روجت لها أرتشر قد سرقت من مهندسين كانت قد استأجرتهم الشركة من ويسك.

وتتهم الدعوى، التي رفعت أمام المحكمة الجزائية الأميركية للمنطقة الشمالية في كاليفورنيا، مهندسين بتنزيل آلاف الملفات التي تحتوي على تصميمات وبيانات سرية قبل مغادرة ويسك للانضمام إلى أرتشر. واتهمت ويسك مهندسا ثالثا بمسح تاريخ أنشطته من جهاز الحاسوب قبل مغادرته إلى أرتشر.

يذكر أن شركات مثل تسلا وباناسونيك وإل جي كيم وبي واي دي تشاينا وسي كي إنفوشين، وتقع مقراتها جميعا تقريبا في الصين أو اليابان أو كوريا الجنوبية، تهيمن على تصنيع البطاريات اللازمة في المركبات الكهربائية؛ لكن هناك أيضا العديد من اللاعبين الجدد الذين يدخلون إلى اللعبة باستمرار. والمستثمرون، الذين يشعرون بوجود أرباح هائلة على المحك، يلقون بالأموال على الشركات الناشئة التي يعتقدون أنها على وشك تحقيق طفرات.

المصدر : الجزيرة + رويترز