مطالبات منتظرة بالملايين من مالك سفينة قناة السويس.. فماذا عن جهود تعويمها؟

نحو 30% من حاويات الشحن في العالم تمر يوميا عبر قناة السويس

السفينة جنحت في قناة السويس بسبب انعدام الرؤية الناتجة عن سوء الأحوال الجوية (الفرنسية)

قالت مصادر في قطاع التأمين الأربعاء إن مالك السفينة العالقة في قناة السويس حاليا -وهي من كبرى سفن الحاويات في العالم- يواجه هو وشركات التأمين مطالبات بملايين الدولارات، حتى إذا أعيد تعويم السفينة سريعا.

يأتي ذلك في وقت استؤنفت فيه اليوم الخميس جهود تعويم السفينة العملاقة (طولها 400 متر) التي أدى جنوحها إلى توقف حركة المرور في قناة السويس.

وقالت هيئة قناة السويس في بيان إن السفينة إيفر غيفين (Ever Given) جنحت صباح الثلاثاء، وهو ما يعود بشكل أساسي إلى انعدام الرؤية الناتجة عن سوء الأحوال الجوية، نظرا لمرور البلاد بعاصفة ترابية، مما أدى إلى فقدان القدرة على توجيه السفينة ومن ثم جنوحها، وإعاقة حركة الملاحة في كلا الاتجاهين في واحد من أكثر ممرات شحن السلع والنفط والحبوب والمنتجات الأخرى ازدحاما في العالم، والذي يربط بين آسيا وأوروبا.

مطالبات بالتعويض

وقال وكلاء تأمين وسماسرة إن شركة "شوي كيسان كيه كيه" اليابانية (Shoei Kisen KK) -مالكة السفينة- وشركات التأمين، قد تواجه مطالبات من هيئة قناة السويس عن فاقد الإيرادات، ومن السفن الأخرى التي تعطلت حركتها.

وقال ديفيد سميث مدير مكتب سمسرة التأمين البحري مكغيل وشركاه (McGill and Partners) إن "كل الطرق تؤدي إلى السفينة"، ولم يتسن التواصل مع شركة شوي كيسان للحصول على تعليق.

وتقول مصادر قطاع التأمين إن سفن الحاويات من هذا الحجم تكون مؤمنا عليها عادة ضد الأضرار التي قد تلحق بالهيكل والمعدات، وقال مصدران إن السفينة مؤمن عليها في السوق اليابانية، وتتحمل الشركة المؤمنة على الهيكل والمعدات تكلفة عملية إنقاذ السفينة أيضا.

وقال محام في مجال الشحن البحري طلب عدم نشر اسمه "لعلها أكبر كارثة تحل بسفينة حاويات في العالم دون أن تضيع السفينة نفسها".

كما قال مارتن شوتيفاير المتحدث باسم شركة الخدمات البحرية الهولندية "بوسكاليس" (Boskalis)، إن وحدتها لإنقاذ السفن كُلفت بالمشاركة في العملية، ويتجه فريق من نحو 10 أفراد إلى مصر.

ومن المرجَّح أيضا أن يطالب ملاك حمولة السفينة وحمولات السفن الأخرى العالقة في القناة بتعويضات من الشركة المؤمنة على السفينة، عن أضرار بسلع قابلة للتلف أو تأخر تسليمات.

وقال ماركوس بيكر رئيس النقل البحري والشحن لدى "مارش" للسمسرة التأمينية (Marsh) إن استمرار تكدس السفن يفرز مشاكل هائلة في سلاسل الإمداد.

وقال نادي الحماية والتعويض البريطاني -في بيان لرويترز- إنه جهة الحماية والتعويض للسفينة إيفر غيفين، لكنه أحجم عن الإدلاء بمزيد من التفاصيل، ويغطي هذا النوع من التأمين المطالبات المتعلقة بالتلوث والإصابات البشرية.

وقال سميث من مكتب "مكغيل" (McGill) إن من المرجح أن يعاد التأمين على الجانب الأكبر من مطالبات التأمين هذه، من خلال برنامج تديره مجموعة نوادي الحماية والتعويض العالمية.

جهود تعويم السفينة مستمرة لكن ظروف الرياح وحجم السفينة الكبير يعرقلان العملية (رويترز)

وذكرت مصادر محلية أن هناك 30 سفينة على الأقل عالقة إلى الشمال من إيفر غيفين، و3 سفن إلى الجنوب، وقد يكون هناك عشرات السفن المتوقفة أيضا عند المدخلين الشمالي والجنوبي للقناة.

وقالت شركة "كبلر" (Kepler) لتحليل البيانات إن التعطيلات تؤثر على أكثر من 20 ناقلة محملة بالنفط الخام والمنتجات المكررة. وقال راهول خانا، مدير استشارات المخاطر البحرية لدى "أليانز غلوبال كوربريت أند سبيشياليتي" (Allianz Global Corporate & Specialty) إنه قد تكون هناك مطالبات أيضا عن أضرار لحقت بالقناة.

 أحداث أخرى

وشهدت الأعوام العشرة الأخيرة 25 حادثا من هذا النوع، وفقا لأليانز غلوبال كوربريت، لكن من المستبعد أن تواجه شركات التأمين مطالبات تتعلق بتسرب مواد إلى مياه القناة. وقالت شركة بنهارد شولته لإدارة السفن (Bernhard Schulte) -وهي المدير الفني للسفينة- إنه لم ترد تقارير بوقوع تلوث.

استئناف جهود التعويم

وأصدرت شركة وكالة الخليج مصر المحدودة للملاحة (GAC) مذكرة لعملائها الليلة الماضية، قالت فيها إن جهود تعويم السفينة باستخدام زوارق قاطرة مستمرة، لكن ظروف الرياح وحجم السفينة الكبير يعرقلان العملية.

وتظهر برمجيات تتبع السفن 5 زوارق قاطرة تحيط بالسفينة و3 أخرى تتجه نحوها، لكن نظام تحديد المواقع الخاص بالسفينة يظهر أنه لم يطرأ سوى تغييرات طفيفة على وضع إيفر غيفين في الساعات الـ24 الماضية.

وتتجمع عند طرفي القناة عشرات السفن، ومنها حاويات كبيرة أخرى وناقلات نفط وغاز وسفن نقل حبوب، مما خلق واحدة من أسوأ وقائع اختناق حركة الشحن في سنوات.

ويقول خبراء شحن إنه إذا لم يجر التغلب على ذلك التوقف في حركة الملاحة بالقناة خلال 24 إلى 48 ساعة، فقد تضطر بعض شركات الشحن إلى سلوك طريق رأس الرجاء الصالح عند حافة أفريقيا الجنوبية، وهو ما يطيل مدة الرحلة أسبوعا تقريبا.

لكن رئيس هيئة قناة السويس أسامة ربيع أبلغ وسائل الإعلام بأنه على الرغم من ذلك، فإن بعض السفن تمكنت من التحرك جنوبا، وبأن جهود تعويم "إيفر غيفين" مستمرة.

اعتذار

من جهتها، اعتذرت شركة شوي كيسان اليابانية التي تملك السفينة، اليوم الخميس، وقالت إنها تعمل على حل الموقف.

وأضافت في بيان أن جنوح السفينة لم يسفر عن إصابات أو تسرب نفطي.

ويمر نحو 30% من حاويات الشحن في العالم يوميا عبر قناة السويس البالغ طولها 193 كيلومترا، ونحو 12% من إجمالي التجارة العالمية من جميع السلع.

المصدر : رويترز