دفاعا عن شركة ناشئة.. واشنطن تلاحق ناشطا سويسريا دافع عن الخصوصية

Surveillance cameras are seen at Lujiazui financial district in Pudong, Shanghai, China March 14, 2019. REUTERS/Aly Song
شركة "فيركادا" الناشئة المختصة بكاميرات المراقبة تعرضت لعملية "اختراق" للكشف عن مخاطر المراقبة الجماعية وتزايد اقتحام الخصوصية الفردية (رويترز)

وجهت وزارة العدل الأميركية تهمًا ضد متسلل وناشط إلكتروني من سويسرا بعمليات اختراق حواسيب وانتحال هوية، وذلك بعد أسبوع على ادعائه الفضل في المساعدة على اختراق أنظمة الإنترنت لشركة أميركية ناشئة مختصة بكاميرات المراقبة.

وقد قدمّت لائحة الاتهام ضدّ تيلي كوتمان (21 عامًا) أمام هيئة محلفين كبرى الأسبوع الماضي، وذلك في محكمة مقاطعة واشنطن الغربية الواقعة في سياتل.

وقال مدعون فدراليون أن كوتمان، وهو من مدينة لوتسيرن في سويسرا، قد اتّهم مبدئيًا في سبتمبر/أيلول. ويعود نطاق الاتهامات إلى العام 2019، وتشتمل على سرقة حساب مستخدم وسرقة بيانات ونشر شيفرة مصدرية ومعلومات ذات ملكية خاصة من أكثر من 100 مؤسسة، من بينها شركات ووكالات حكومية.

وقد وصف كوتمان عملية الاختراق الأخيرة وتسريب مقاطع مصوّرة تعود لعملاء شركة "فيركادا"، وهي شركة مختصة بكاميرات المراقبة ومقرها كاليفورنيا، بأنها جزء من عملية "اختراق حميدة" تهدف إلى الكشف عن مخاطر المراقبة الجماعية الشاملة.

وقالت السلطات السويسرية إنها داهمت منزل كوتمان في لوتسيرن في وقت متأخر من الأسبوع الماضي بطلب من السلطات الأميركية. وليس واضحًا إن كان المدعون الأميركيون سيسعون لطلب تسليم كوتمان، الذي لا يزال في لوتسيرن وتم إشعاره بالاتهامات الأولية ضده.

ويقول المدعون إن مكتب التحقيقات الفدرالي قد وضع يده مؤخرا على نطاق موقع إلكتروني استخدمه كوتمان لنشر بيانات مخترقة عبر الإنترنت.

من جهتها، رفضت المدعية العامة الأميركية بالوكالة، تيسا غورمان، دفاع كوتمان، وذلك في بيان جاء فيه "لهذه الأعمال قدرة على زيادة نقاط هشاشة الجميع، من الشركات الكبيرة إلى المستهلكين الأفراد".

وأضافت غورمان "إن التستّر وراء هذا الدافع المزعوم لا ينزع الصفة الجرمية عن أفعال الاختراق والسرقة والاحتيال".

ولم يستجب كوتمان لطلب عبر الإنترنت للإدلاء بتعليق، في حين قال المحامي السويسري مارسيل بوسوني إنه يمثّل كوتمان، ولكنه أحجم عن تقديم أي تعليق.

وتنسب لائحة الاتهام إلى كوتمان عددًا من عمليات الاختراق خلال العام الماضي، من بينها عملية تستهدف منشأة لم يكشف عن اسمها تصنّع جهازا أمنيا ويقع مقرها في منطقة سياتل، وعملية أخرى استهدفت مصنع معدات تكتيكية.

وقال المدعون إن كوتمان في العديد من القضايا قد أساء استخدام بيانات مرور معتمدة من أجل الوصول إلى قواعد بيانات الشيفرة المصدرية. وتقول لائحة الاتهام إن كوتمان قد اخترق أيضًا موقع وزارة النقل في واشنطن، وشركة لتصنيع المركبات، وشركة للاستثمار المالي.

ولا تذكر لائحة الاتهام بشكل محدّد عملية الاختراق البارزة التي وقعت الأسبوع الماضي لشركة "فيركادا"، والتي لفتت الانتباه لكونها سربت مقاطع فيديو مباشرة وأخرى مؤرشفة من مدارس وسجون ومصانع ونواد رياضية ومكاتب شركات.

وقد برز اسم كوتمان في وقت سابق بعد تسريبه مواد مخترقة تكشف عن ثغرات أمنية في بعض المؤسسات، من بينها شركة إنتل الأميركية المصنّعة للرقائق الإلكترونية.

وتسعى لائحة الاتهام إلى ربط أنشطة كوتمان بما يسمى الترويج الذاتي، بما في ذلك قيامه بتصميم وبيع ملابس عليها شعارات ترتبط بالاختراق الإلكتروني وبأيديولوجيا مناهضة للملكية الفكرية، واعتبار هذه الأنشطة جزءًا من مؤامرة أكبر لارتكاب عمليات احتيال عبر الإنترنت.

يذكر أن نشطاء حقوقيين في ولاية كاليفورنيا قاموا الأسبوع بمقاضاة شركة ناشئة أخرى لم تكن معروفة حتى منتصف العام الماضي، لدورها أيضا في الرقابة الجماعية، حيث توفر خدمات التعرف على الوجوه لأجهزة الأمن والشركات الخاصة حول العالم في محاولة لمنعها من جمع معلومات السمات البيولوجية -مثل بصمة الوجه والعين والأصابع- في الولاية وحذف كل البيانات التي تمتلكها عن سكانها.

وتتهم في القضية، التي كشف عنها الأسبوع الماضي، شركة "كليرفيو إيه آي" بمسح عشرات مواقع الإنترنت، مثل فيسبوك وتويتر وغوغل، وخدمة تحويل الأموال فينمو (Venmo) ولينكد إن وإنستغرام، لتجميع صور وجوه المشتركين.

ويتضمن هذا المسح استخدام برامج حاسوبية تحلل السمات البيولوجية مثل شكل العين وحجمها ووضعها في قاعدة بيانات "بصمة الوجه"، التي يمكن لعملاء الشركة استخدامها للتعرف على الأشخاص لاحقا وربطهم بمواقع وحسابات مالية وغيرها.

وتأتي تلك القضايا ضمن تصاعد التوتر بين الجمهور من تغول الشركات الخاصة وبعض الحكومات في موضوع اقتحام الخصوصية الفردية والرقابة الجماعية.

المصدر : الجزيرة + أسوشيتد برس