الذهب الأسود في أفغانستان.. الصنوبر يبحث عن الأسواق الخارجية

كومة الصنوبر وحوله رجال (هم يقيمون جودة الصنوبر، عملية معاينة حبوب الصنوبر)
إنتاج الصنوبر العام الجاري تجاوز 16 ألف طن وهو تقريبا ضعف إنتاج العام الماضي (الجزيرة)

يعدّ الصنوبر الأفغاني من أجود أنواع الصنوبر في العالم لا سيما الصنوبر الأسود الفريد من نوعه، واشتهرت 6 ولايات بجنوب شرق البلاد (خوست، بكتيا، بكتيكا، ننغرهار، كونر، لغمان) بأنها موطن رئيسي للصنوبر.

والصنوبر شجرة تنبت في الجبال والمناطق الوعرة ذات الطقس البارد، ويوجد أجود أنواعها المعروف بالصنوبر الأسود في جبال (خوست وبكتيا)، ويبلغ سعر الكيلو الواحد منه نحو 100 دولار.

وتقول جمعية مصدّري الصنوبر إن إنتاج الصنوبر العام الجاري تجاوز 16 ألف طن، وهو تقريبا ضعف إنتاج العام الماضي.

وتطالب وزارة التجارة في الحكومة الجديدة ببدء المفاوضات مع الصين وتركيا لاستيراد الصنوبر مثل السنوات الماضية، مشددة على وضع حد لمحاولات تهريب الصنوبر إلى باكستان.

وبموجب اتفاقية وقعت في 2018 تستورد الصين 11 طنا من الصنوبر الأفغاني سنويا، فضلا عن أسواق دول الخليج وإيران وتركيا وأوروبا.

وتوقعت وزارة الزراعة الأفغانية أن يرتفع محصول الصنوبر 24 ألف طن هذا العام، بزيادة 10% من العام الماضي.

وتتم معالجة وتغليف صادر الصنوبر الأفغاني في باكستان، إلا أن رجال أعمال أفغان أنشؤوا شركات محلية تقوم بتطوير معالجة حبوب الصنوبر وتعبئتها لتلبية المعايير الدولية.

وصلت من الجبال والغابات هنا يتم عملية التقشير
معظم المكسرات والصنوبر تتم معالجته وتحديد مستوى جودته في باكستان  (الجزيرة)

الإقبال على الصنوبر

يقول أكبر رستمي المتحدث باسم وزارة الزراعة للجزيرة نت "بذلنا جهودا لزيادة الإنتاج والمحصول، وقامت وزارة الزراعة والري بزراعة مئات الآلاف من شتلات جوز الصنوبر، في خطوة لرفع معدلات المحاصيل منه هذا العام، وقمنا بإعادة تأهيل آلاف الهكتارات من الغابات في مناطق متفرقة من أفغانستان، وتظهر الأرقام الرسمية أن ما يقرب من 1700 طن من الصنوبر تتوفر فيه المعايير الدولية وتم تصديرها إلى الصين والخليج وأوروبا السنة الماضية، ولدينا خطة لتحسين الجودة واستيراد التقنية للتغليف والتعبئة حسب المعايير الدولية".

وبعد إقبال التجار الصينيين والأتراك على شراء الصنوبر من الأسواق المحلية في ولاية خوست التي يوجد فيها أكبر سوق محلية للصنوبر أو ما يعرف في أفغانستان بالذهب الأسود، توجه رجال أعمال أفغان بإنشاء مصانع محلية لمعالجة حبوب الصنوبر بعد زيادة الإنتاج وانتعاش سوق الصنوبر في أفغانستان.

يقول يحيى خان زدران رئيس جمعية مصدّري الصنوبر للجزيرة نت "بعد نمو السوق المحلية والتصدير إلى الخارج شاهدنا إقبال التجار عليه. قمنا بتنظيم الأمور وأنشأنا جمعية مصدّري الصنوبر، حتى نصدّر إلى العالم البضائع بالجودة التي تتوفر فيها المعايير الدولية. نحتاج من الحكومة الجديدة التنسيق مع الصين ومنع تهريب الصنوبر الأفغاني إلى باكستان".

وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية كان الصنوبر محط اهتمام الحكومة السابقة، وقامت بإعادة تأهيل 8070 هكتارا من غابات الصنوبر التي أدت إلى ارتفاع نسبة المحاصيل من 2.8% إلى 2.81%.

وهناك أسباب أخرى لزيادة نسبة الصنوبر هذا العام تتعلق بالأمطار الموسمية، واهتمام الدولة والمعنيين بغابات الصنوبر بشكل خاص، وارتفاع أسعار الصنوبر، وفتح المجال للتصدير إلى الصين بمعدل كبير.

وكان اهتمام السلطات به لأجل مكافحة المخدرات وتقديمه للناس كبديل له سوقه ولا يضر بسمعة الأفغان.

لكن تفشي فيروس كورونا وتغيير النظام في أفغانستان أثرا في أسعاره وسوقه، وأغلقت المعابر الرئيسة مع إيران ودول أسيا الوسطى لأسباب أمنية، لذا تكدس الصنوبر في الأسواق المحلية، وفق مراقبين.

يقول شهزاده خان تاجر الصنوبر في ولاية خوست للجزيرة نت "مقارنة بالسنوات الماضية زادت محاصيل الصنوبر كثيرا، لكننا نعاني من إغلاق المعابر ومسألة تصديره. جلسنا مع وزارتي التجارة والخارجية وستحلان مشكلة التصدير حاليا، وستنظم الحكومة رحلة جوية إلى الصين لأجل تصدير الصنوبر".

وأصاف "أقول لمن يقوم بتهريب الصنوبر إلى باكستان، ستخسرون هناك، لأن الصين ودولا أخرى لا تستقبل الرحلات من باكستان بسبب كورونا فيتكدس الصنوبر في الأسواق الباكستانية".

الذهب الأسود في أفغانستان يبحث عن الأسواق (الصنوبر)
بعض رجال الأعمال الأفغان أنشؤوا مصانع محلية لمعالجة حبوب الصنوبر بعد زيادة الإنتاج وانتعاش سوقه في أفغانستان (الجزيرة)

نظام قبلي

هناك نظام قبلي صارم في الحفاظ على غابات الصنوبر حيث لا يستطيع أحد من أبناء القبيلة الاقتراب منه أو قطف ثماره قبيل موسمه أو بغير علم زعيم العشيرة.

تجمع الثمار في مهرجان تشارك فيه القبائل، و توزع الحصة على كل عائلة حسب عدد أعضائها.

ويقول ياركل تاجر الصنوبر في ولاية بكتيا للجزيرة نت "منذ 6 سنوات بدأت العمل في تجارة الصنوبر، ولدينا حصة في غابات الصنوبر، وتوزع المحاصيل على عدد أفراد العائلة، فلدينا 42 حصة من الصنوبر سنويا".

ويضيف "لا نعمل قط وننتظر موسم القطاف كل سنة؛ هذه عملية شاقة وعندما ترتفع نسبة المحاصيل نبحث عن العمال.. سعره غال جدا وليس بإمكان الشخص العادي شراؤه، وعندما لا يصدّر إلى الخارج تتراجع الأسعار".

ويقول محمد يونس مهمند نائب غرف التجارة في أفغانستان للجزيرة "تسعى وزارة التجارة لتدشين رحلات جوية إلى الصين من أجل تصدير الصنوبر، وقد قمنا بتصدير الصنوبر العام الماضي بقيمة 18 مليون دولار".

المصدر : الجزيرة