شاهد- "كتارا" قطر.. مقصد سياحي ثقافي عالمي

يعد الحي الثقافي في العاصمة القطرية الدوحة المعروف باسم "كتارا" وجهة ثقافية عالمية يتعرف من خلاله الزوار على الجانب الحضاري للدولة الخليجية.

كذلك فإن الحي مكان ملائم للتعرف على ثقافات العالم المختلفة عبر المعارض والمهرجانات والاحتفالات التي يحتضنها طوال العام، فضلا عن العديد من الأنشطة الثقافية والفعاليات العالمية والإقليمية والمحلية.

واستلهم اسم الحي الثقافي "كتارا" من المسمى القديم لشبه الجزيرة القطرية في الخرائط الجغرافية القديمة التي تعود للمؤرخ الإغريقي كلوديوس بطليموس عام 150، وأطلس تاريخ الإسلام أيضا.

وتتمثل رؤية "كتارا" في تحقيق الريادة العالمية في الأنشطة الثقافية المتعددة، من خلال رعاية التطور الاجتماعي عبر الفن والتبادل الثقافي، بالإضافة إلى بناء مجتمع من المبدعين والمبتكرين الواعين بأهمية الثقافات العالمية.

مركز ثقافي وحضاري

وبموقعه شمال شرقي الدوحة على شاطئ الخليج الغربي بين "لؤلؤة قطر" ومنطقة "أبراج الدفنة"، أُسّس حي "كتارا" في إطار أهداف "رؤية قطر 2030″، لتصبح الدوحة من خلاله واحة ثقافية عالمية شرق أوسطية تستضيف بين أروقتها المسرح والآداب والفنون والموسيقى.

وتحقق حلم كتارا عام 2008، فقد اكتسب الحي أهمية متزايدة مع مرور الوقت وتحول إلى مركز ثقافي وحضاري يستضيف العديد من المؤتمرات والفعاليات العالمية، وصولا إلى الحدث العالمي الأكبر لبطولة كأس العالم 2022، إذ تحول الحي إلى مزار سياحي بارز من مختلف الجنسيات التي توافدت لحضور مباريات المونديال.

تصميم فريد

صُمّم حي كتارا ليعيد ذاكرة الزائرين إلى عصور قديمة، فقد بُنيت أزقته بشكل ضيق ومتعرج ليقود كل منها إلى أحد المعالم الشهيرة فيه.

ويضم الحي عند مدخله مجموعة من أبراج الحمام، إضافة إلى معالم أثرية مثل المسرح الروماني والمسرح المكشوف ومسرح دراما وأستديوهات كتارا للفن وأكاديمية قطر للموسيقى والمركز الثقافي للطفولة وأوركسترا قطر الفلهارومونية.

كما يحتوي الحي على المتحف العربي للطوابع ومركز الفنون البصرية ومؤسسة الدوحة للأفلام والجمعية القطرية للفنون التشكيلية ومجلس الشعراء والجامع الكبير، لتشكل معا مكانا مثاليا لعقد الأنشطة الثقافية والاجتماعية المتنوعة.

ملتقى رياضي شامل

وتستضيف مرافق الحي الثقافي العديد من الفعاليات الرياضية، بينها المسرح الروماني الذي شهد حفل افتتاح دورة الألعاب العالمية الشاطئية الأولى عام 2019، حيث يضم حي كتارا 10 ملاعب لكرة السلة والقدم والتنس الشاطئي والكاراتيه.

أما المسرح المفتوح فيمثل تحفة فنية في هندسة العمارة، ويعد من أكبر المسارح المفتوحة في الشرق الأوسط، وبرزت أهميته في استضافة بطولات متعددة منها "بطولة الدوحة المفتوحة للملاكمة" عام 2016، و"بطولة كتارات المفتوحة للملاكمة" عام 2022، إلى جانب فعاليات المهرجان الثقافي الهندي عام 2015.

وتضم "أستديوهات كتارا للفن" ورشة عمل تقام فيها برامج تعليمية في الفنون البصرية مع مكتبة وصالة و3 أستوديوهات للفنانين المحليين والدوليين، إلى جانب أنشطة مختلفة تسهم في تنمية المهارات الإبداعية لدى المشاركين.

وفي مجلس الشعراء، تتنوع الفعاليات والأنشطة على مدار السنة، إذ يشهد المجلس العديد من الأمسيات الشعرية والندوات الثقافية.

كما يستضيف المجلس العديد من المناسبات الاجتماعية والوطنية، بينها "عد القصيد" التي تقام ضمن فعاليات اليوم الوطني القطري الذي يحتفل به في 18 ديسمبر/كانون الأول من كل عام.

“كتارا” قطر.. مقصد سياحي ثقافي عالمي
"كتارا" واحة ثقافية عالمية شرق أوسطية تستضيف بين أروقتها المسرح والآداب والفنون والموسيقى (الأناضول)

 مركز دبلوماسي

ومن ناحية أخرى، تتنوع الأهداف التي تحرص مؤسسات ومراكز كتارا على تقديمها للزوار، وخصوصا "مركز كتارا للدبلوماسية العامة القطرية" الذي يوفر دورات تدريبة ومحاضرات تثقيفية ولقاءات وندوات للتعريف بمفهوم الدبلوماسية العامة.

ويعمل المركز أيضا على استقطاب الكوادر الدبلوماسية المتميزة وصقل مهاراتها في قواعد الدبلوماسية والتفاوض والتواصل، بما يسهم في رفع وعي المشاركين بثقافات دول العالم وتاريخها وسياساتها وتوطيد العلاقات بين الشعوب.

كتارا وكأس العالم

لعب حي "كتارا" دورا محوريا وبارزا في بطولة كأس العالم 2022 في قطر، إذ أطلقت المؤسسة العامة للحي الثقافي 51 فعالية رئيسة، يتفرع عنها أكثر من 300 فعالية بمشاركة 22 دولة، بالتعاون مع وزارات ومؤسسات حكومية وخاصة.

وإلى جانب دوره التثقيفي والترفيهي، سخر حي كتارا جميع فنادقه لخدمة السياح وزوار كأس العالم واستضافة الشخصيات المهمة والجماهير على حد سواء.

كما أتاح الحي شاطئه المميز لتوفير جو هادئ ومشاهدة الألعاب المائية الجذابة بعيدا عن صخب المدينة، خصوصا مع إطلالته الخلابة على الخليج العربي.

ونجح الحي الثقافي "كتارا" في فرض نفسه ليكون ساحة طبيعية لاستضافة الفعاليات والمؤتمرات لما يحظى به من إمكانات.

واحتضن الحي سابقا "مسابقة كتارا للقصة القصيرة" و"جائزة الرواية العربية" و"مهرجان المحامل التقليدية".

كما دأب الحي على إقامة الفعاليات الرمضانية التي تبرز العادات والتقاليد المرتبطة بشهر الصيام، إلى جانب مسابقات رمضانية متنوعة.

المصدر : الجزيرة + الأناضول