مقامات الإيغور.. موروث شعبي لأقلية مسلمة بالصين

تربط الفنان الصيني وأستاذ المقامات الإيغورية علي موجان علاقة حميمة بآلة الربابة جمعتهما لأربعين عاما، فمنذ نعومة أظافره استوعبت أنامله سر لحن أوتارها الخمسة، ولم يعد يحتاج في ضبط نغماتها إلى أكثر من حسه الموسيقي المرهف.

وأما بقية الآلات الموسيقية الإيغورية كالخوشتار والتامبور وغيرهما من الوترية والإيقاعية، فلم يتقن علي موجان العزف عليها وحسب، بل أجاد معها ارتجال الغناء على مختلف المقامات.

يقول الفنان الصيني إن الموسيقى الإيغورية تشتهر بالمقامات الاثني عشر أو ما نسميها "أم موسيقى الإيغور"، وكل منها مقسم إلى ثلاثة أجزاء: "نغمة تسونغ، وداستان، ومشرب"، ولكل جزء ثلاثون لحنا فرعيا. أما المجموعة الكاملة للمقامات المصنفة حسب كل منطقة من إقليم شنغيانغ غربي الصين، فتتكون من 360 لحنا، وقد يستغرق عزفها جميعا 24 ساعة.

طابع بدوي
حافظ أبناء قومية الإيغور -وهم ضمن الأقلية المسلمة في الصين- على خصائص مقاماتهم الموسيقية التقليدية، فآلاتهم ما زالت على سيرتها الأولى تتميز بطابعها البدوي وتفرد ألحانها، وهي ميزات زادت من إقبال الجمهور على الاستماع إليها رغم اختلاف لغة الغناء.

وفي الآونة الأخيرة أضافتها الحكومة الصينية إلى المناهج التعليمية في معاهد الموسيقى المحلية، حفاظا عليها من الاندثار.

يقول الطالب بجامعة الأقليات القومية آ دي نان "أتيت من منطقة تودفان الواقعة بإقليم شنغيانغ، التي يطلق عليها أرض الرقص والغناء، وأنحدر من أسرة موسيقية، فوالدي وجدي موسيقيان، وقد تعلمت ضرب الدف والرقص منذ سن الرابعة، ووقعت في غرام صوت الربابة الشجيّ منذ صغري، لذلك حرصت على تعلم العزف عليها كتخصصي بالجامعة على يد أشهر عازفي الإيغور".

المصدر : الجزيرة