شعار قسم مدونات

السرقات في مواقع التواصل الاجتماعي

Blogs- Text

لم يكن يخطر ببال أحد رواد الفيس البوك والذي يملك أكثر من 30 ألف متابع أن البوست الذي سهر على صياغته وكتابته أكثر من 10 ساعات سيقوم بسرقته دون أي استئذان رئيس إحدى الجامعات الأوروبية دون الإشارة إلى كاتب الكلام بل إنه أخذه دون أي تغيير في الفاصلة والشدة والنقطة.

       

وكنت أتعجب عندما أقرأ بوستاً من شخص مشهور على مواقع التواصل الاجتماعي وأنا أعلم أنه أخذه من شخص آخر كما هو دون ذكر مصدر النقل. وهناك الكثير من الفوائد العلمية التي يجتهد بإخراجها من بطون الكتب طلبة علم متخصصون يذكرون في آخرها اسم صاحب الفائدة ثم يقوم شخص آخر يتصف بالعجز والتكاسل العلمي بنقل هذه الفائدة دون ذكر اسم الشخص الذي استخرجها.

 

ما نراه يومياً من سرقات على مواقع التواصل الاجتماعي يحتم علينا التذكير بالالتزام بالصدق والموضوعية، ليكتسب النقل مصداقية وتأييدًا بين المتلقين فبعد أن أثبتت شبكات التواصل الاجتماعي قوتها في إيقاظ الوعي عند الشباب العربي بعد ثورات الربيع العربي أصبحنا نخاف من التكنوفوبيا التي قد تصيبنا بإحباط نفسي جراء ما نراه يومياً من سرقات للبوستات. ومع صعوبة الضبط الأخلاقي للنقل عبر الشبكات الاجتماعية من الناحية القانونية إلا أنه يستحيل الانضباط الأخلاقي والسلوكي للنقل والسرقات العلمية عبر الشبكات الاجتماعية إلا إذا تحرك الوازع الأخلاقي عند المشتركين بهذه الشبكات.

               

إن نقل الكلام النفيس لبعض العلماء أو المفكرين على مواقع التواصل الاجتماعي يتطلب الصدق في النقل بشكل عام، والالتزام بالكلام المكتوب من غير زيادة ولا نقصان
إن نقل الكلام النفيس لبعض العلماء أو المفكرين على مواقع التواصل الاجتماعي يتطلب الصدق في النقل بشكل عام، والالتزام بالكلام المكتوب من غير زيادة ولا نقصان
     

فهناك حاجة ملحة من جانب مستخدمي الشبكات الاجتماعية لوضع ضابط أخلاقي منهم وذلك لضبط ما يحدث عبر هذه الشبكات من سرقات ضمانًا وصونًا لقيم وأخلاقيات المجتمع وحرصًا على أن ينسب النقل إلى صاحبه بعد جهده الكبير في وضعه وتأليفه. وقد بنى النبي صلى الله عليه وسلم ثقته بجمهوره عندما صَدَق مع نفسه، فالصدق على وسائل التواصل أكثر الطرق وصولًا إلى إقناع المتابع لك، ولو عرف عن مدون ما أنه يكذب، انصرف عنه المتابعون.

  

فعلى القائمين على صفحات التواصل أن يكونوا صادقين فيما يذيعون من أخبار، والابتعاد عن الإشاعات والقيل والقال، وكما هو معلوم أن رصيد الإنسان صدقه مع التيقن بصدق هذه المعلومات. فالصدق فوق أنه في حد ذاته سلوك جميل، وصفة راقية، وأدب نبوي، فهو منبع الثقة بالكاتب، لأن الصادق لا يخالف الواقع، وكل قوله مسلَم، لا يحوم حوله شك أو تكذيب.

      

وأخيرًا إن نقل الكلام النفيس لبعض العلماء أو المفكرين على مواقع التواصل الاجتماعي يتطلب الصدق في النقل بشكل عام، والالتزام بالكلام المكتوب من غير زيادة ولا نقصان، ومن هنا فقد اتفق جميع رجال الإعلام على ما يسمى في آداب مهنة الصحافة بقدسية نقل الأخبار والمعلومات، ومعنى هذه القدسية، ألا يتعرض الصحفي للخبر بأي ضرب من ضروب التحريف، أو التزييف، أو التلوين، أو التوجيه، مهما كان الدافع إلى شيء من ذلك.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.