شعار قسم مدونات

دولة المخيمات

IZMIR, TURKEY - APRIL 28: A Syrian refugee girl makes bread over a fire at a tent camp on the outskirts of Izmir on April 28, 2016 in Izmir, Turkey. For many Syrian refugees, living in Turkey has become their only option. With the new E.U.-Turkey deal effectively shutting down the route to Europe and the war continuing in Syria, many refugees have become stranded and are now looking to make a permanent life in Turkey. However life is difficult, with limited access to healthcare, education and without stable housing, many are forced to squat on empty land or unused buildings, living in tents or makeshift structures and under the constant threat of being moved on by police or relocated to one of the 25 official camps elsewhere in the country. Although many have been given restricted work permits allowing them to work various labour jobs, the long hours and minimal pay only provide enough money for basic needs such as food, water and electricity but not enough to afford rent. (Photo by Chris McGrath/Getty Images)
كان للتخطيط والتنمية الدور الأكبر في تنمية الشعوب وتطورها، وكان وما يزال الشعب السوري شعباً جباراً لا يمل ولا يكل من التأقلم في أي بيئة يعيش فيها. نزلت إلى سورية لمدة ثلاثة أيام تنقلت فيها من أقصى غربها المحرر(بداما وما بعدها) إلى أطمة شرقاً وعلى طول الخط الحدودي تنقلت في منطقة ما يسمى بدولة المخيمات حيث مئات الآلاف من الناس.

شعبٌ مهجر أجبر على العيش في هذه المنطقة هرباً من القصف والقتل. شعبٌ يحارب من أجل البقاء يحارب بإمكانيات الحاضر من أجل المستقبل للوفاء بحاجيات الإنسان وتطلعاته، ومما وجدته في هذه الزيارة:

1- الطاقة البديلة لتوليد الكهرباء سواء عن طريق الشمس أو الرياح وذلك لتشغيل كل ما في الخيمة أو المنزل المتواضع من كهربائيات وهذا لم يكن موجوداً سابقاً في بلادنا وتكاد لا توجد خيمة إلا وعليها طاقة شمسية.
2- محطات تكرير النفط الحديثة حيث يتم تحويل خام النفط إلى مشتقات نفطية من بنزين ومازوت وغير ذلك.

3- محطات تعقيم مياه الآبار حيث أقامت إحدى الجمعيات الخيرية معملاً لتعقيم المياه ووضعه في عبوات صحية (5 ليتر) تقدم مجاناً للمهجرين.
4- كانت الأراضي الزراعية مليئة بالمزارعين حيث موسم حصاد الذهب الأصفر والحصادات تعمل ليل نهار لاستغلال عدم ووجود الطيران الحربي.

ما نحتاجه في دولة المخيمات غير التنمية الخدمية هو التنمية الفكرية والأمن الفكري، فالشباب بحاجة إلى تثقيف وتوعية بما يدور حولهم من أحداث وظواهر وأفكار مستحدثة.

5- من الآن يتم الاستعداد لتربية المواشي والأبقار من أجل موسم الأضاحي.
6- وجود ملاعب سداسية لكرة القدم مجهزة بأضواء كاشفة وعشب صناعي.

7- بداية إنشاء المجمعات السكنية فهي الحل لخيمة لا تليق بالإنسان للانتقال به إلى بيت إسمنتي صغير مساحته 45 متراً تؤويه من حر الصيف وبرد الشتاء مع توفير المياه والكهرباء.
8- الفايبر إسمنت لأول مرة يدخل إلى سورية بحسب ما أعرفه وذلك للانتقال من الخيمة إلى البيت الصغير.

9- رأيت مخططاً لإنشاء 1600 وحدة سكنية كمشروع غير ربحي.
10- إنشاء المجمعات المهنية لتشغيل الشباب بشتى المصالح الموجودة في سورية (خياطة-تصليح سيارات-كهرباء-صحية….) حيث العديد من المحال التجارية والصناعية.

11- حركة بيع الأراضي كبيرة جداً لإنشاء مدن وقرى جديدة لم تكن موجودة سابقاً لإيواء أكبر عدد من الناس بعد حركة التهجير القسري المتفق عليها دولياً.
12- وجود شوفاجات تعمل على الفحم والحطب لتسخين المياه داخل المخيمات.

13- التعليم مقابل الغذاء كان المشروع الأهم لمنع من هم في سن المدرسة من التسرب المدرسي فيتم تقديم السلة الغذائية للطالب في المدرسة أو المسجد وليس لأهله في الخيمة.
14- الاستثمار في مجال إنشاء معامل لتصنيع الكنسروة المعلبة بدل الاستيراد من الخارج (فول-حمص-دبس بندورة-دبس فليفلة…) ضمن أماكن تقام من أجل هذا الغرض وذلك لتشغيل أكبر عدد ممكن من الشباب.

15- بعد اتفاق الأستانة العودة المعاكسة من تركيا إلى شمال سورية قائمة فلا بديل عن العيش في الوطن.
16- الازدحام السكاني كبير داخل المدن المعروفة المشهورة (معرة النعمان- سراقب- أريحا-دركوش-حارم) وأن تمر بسيارتك قبيل الإفطار داخل أي سوق رئيسي من هذه المدن فمعناه أنك ستفطر عندهم.
17- مازال عدد كبير من طلبة العلم يعيش بعيداً عن التفكير الاستراتيجي.

إن أهم الأسس التي يرتكز عليها منهج تنمية المجتمع في دولة المخيمات هو توجيه الشباب خاصة وأفراد المجتمع عامة، لمساعدة أنفسهم بأنفسهم.

وبعد ذلك وهذا مهم أيضاً ما نحتاجه في دولة المخيمات غير التنمية الخدمية هو التنمية الفكرية والأمن الفكري، فالشباب بحاجة إلى تثقيف وتوعية بما يدور حولهم من أحداث وظواهر وأفكار مستحدثة، وتوسيع مجال الترويح الإعلامي الملتزم، وإتاحة الفرصة لأفراد المجتمع لاكتشاف مواهبهم واستغلالها للصالح العام، والاهتمام بتحسين الأحوال الصحية العامة.

أخيراً وهي نصيحتي للمؤسسات الإعلامية العاملة في الداخل السوري هي الاهتمام بالإعلام التنموي الذي يحتاج إلى التخطيط الإعلامي الفعال والناجح، فالعلاقة بين التخطيط الإعلامي وبرامج وخطط تنمية المجتمعات السورية المهجرة والتي يمكن أن نستمدها من المجالس المحلية والجمعيات التنموية هي علاقة عضوية.

لأن أهم الأسس التي يرتكز عليها منهج تنمية المجتمع في دولة المخيمات هو توجيه الشباب خاصة وأفراد المجتمع عامة لمساعدة أنفسهم بأنفسهم، والمساهمة في الجهود التي تبذلها المجالس المحلية والجمعيات التنموية لتحسين مستوى معيشتهم، وتشجيعهم للقيام بدور فعال في تنمية مجتمعهم المحلي، وهذا كله لن ينجح إذا لم يضع المخطط الإعلامي في اعتباره ظروف المجتمع وسماته واحتياجاته.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.