شعار قسم مدونات

صناعة الكوادر الإعلامية

blogs - media
حتى نتمكن من تبليغ رسالتنا كان المفترض أن نقود ثورة التكنولوجيا في العالم؛ لكن بما أن ذلك لم يحدث فلا أقل من أن نستفيد من الإمكانات الهائلة التي وفرها التقدم التقني على صعيد الاتصالات والإعلام والتكنولوجيا والبث الفضائي وشبكات المعلومات والاستفادة من هذه الإمكانات تحتاج إلى صناعة الكوادر المؤهلة بهذه الاختصاصات وأهمها الكوادر الإعلامية.

فإذا كان رأس المال جباناً كما يقولون فإن اليهودي روبرت ميردوخ يمتلك وحده ثمانين صحيفة ومجلة حول العالم أغلبها في الولايات المتحدة الأمريكية إضافة إلى عشرات محطات البث التلفزيوني والإنتاج السينمائي فيها آلاف الكوادر المدربة يعرض من خلالها ما تريد الماسونية العالمية تغذية عقول الشباب المسلم به.

وبناء على ما سبق فإن تفعيل استثمار وصناعة الكوادر الإعلامية في الإعلام الهادف من أجل النهوض بالأمة وحل مشكلاتها أصبح حاجة ضرورية لبناء المعرفة والثقاقة؛ وهذا يتطلب الإعداد الإعلامي لرفع الروح المعنوية بين شباب الأمة، فبلد مثل سورية لا يوجد به أكثر من 25 دكتوراً أكاديمياً في الإعلام لا يمكن أن ينهض دون الإعداد الإعلامي للكوادر البشرية أكاديمياً ومهنياً.

فمن ذلك بناء شبكات في الإعلام الهادف يتطلب جهداً مادياً ومعنوياً، والأهم من ذلك هو الاستمرارية والديمومة في العمل، وكم رأينا من فضائيات ذابت أسماؤهما بعد بدايات مشرقة بسبب عدم الاستثمار الصحيح، فتأمين المجتمع بالكوادر الموهوبة المدربة إعلامياً لحمايته خلال أي أزمة إعلامية يمر بها ضرورة تقتضيها أهمية المرحلة التي نعيشها.

اليهودي روبرت ميردوخ يمتلك وحده ثمانين صحيفة ومجلة حول العالم، أغلبها في الولايات المتحدة الأمريكية إضافة إلى عشرات محطات البث التلفزيوني والإنتاج السينمائي.

وما جرى ويجري في العالم الإسلامي من مجازر في حق المسلمين دليل على ضرورة تجهيز جيش من الكوادر الإعلامية المدربة على نقل الحقيقة بصدق وإخلاص ومهنية عالية. الإعلام الهادف يواجه تحديات لا يواجهها أي إعلام آخر؛ حيث إنّ عليه أنْ يجمع بين جذب الجمهور إليه والالتزام بالتعاليم الإسلامية؛ لذا فإن ترسيخ وجوده في الساحات العالمية ليس بالأمر المستحيل إذا توفر لدنيا ما يكفي من الوعي والإخلاص والعزيمة والهمة والكوادر المدربة على برامج جماهيرية حوارية شبابية.

لقد آن الأوان لأن يدرك المستثمرون العرب أهمية هذه الآلة الإعلامية، وإن أغنياء المسلمين مطالبون ببذل الجهود المالية من أجل إنشاء المؤسسات الإعلامية والإنفاق على الكليات والجامعات المتخصصة بهذا العلم، وإن الدعاة مطالبون بالتدريب على الظهور الإعلامي، وأن يسعوا في بناء المؤسسات الإعلامية، وتوجيه الطاقات الشابة من أجل العمل في هذا المجال المهم.

وختاماً فإن الحرب النفسية التي تعيشها الأمة تحتم علينا صناعة برامج حوارية تفي بأغراض المرحلة التي نعيشها، حيث الإعلام النفسي الموجه قد يقلب المعركة رأسًا على عقب، فالحرب القادمة هي حرب إعلامية مستعرة، ومن باب المسؤولية الاجتماعية على المجتمع أن يسعى لتأهيل الكوادر الإعلامية أكاديمياً ومهنياً للتصدي للذين يمكرون بالليل والنهار، فالاستثمار في هذا المجال لا يقل أهمية عن الاستثمار في دعم طلبة العلم والعلماء، فبالإعلام نزود عن حياض هذه الأمة بالطرق التكنولوجية الحديثة بهدف التأثير في الأفراد من خلال الوسائل الإعلامية الإقناعية وفق منهج علمي مدروس ومخطط.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.