شعار قسم مدونات

قبل أن تتبرع

blogs أموال

إن قرارك بالتبرع ليس بالقرار السهل واليسير لأن هذا القرار ستجني ثماره في الدنيا والأخرة ولذلك يجب أن يكون قرارك مدروس بشكل جيد بل وتقوم بعملية اتخاذ القرار كما حددها علماء الإدارة لكي يكون قرار سليم تماما وفي هذه الأيام قبل رمضان وأثناءه سيأتي إليك رسائل كثيرة تدعوك للتبرع وفي هذه السطور القليلة نوضح لك بعض النقاط التي ستساعدك على اتخاذ قرار التبرع.

 

أولا: رسالة العمل الإنساني هي الوصول للأشد احتياجا وهذه المهمة مسئولية المتبرع والجمعية التي تجمع التبرعات والجمعية التي تنفذ على أرض الواقع ودورك كمتبرع لا ينتهي بتقديم التبرع بل يبدأ بتقديم التبرع ثم متابعة التنفيذ ثم المطالبة بالتقرير الشامل عن المشروع وهذا ليس فضلا منك بل هو واجب عليك كما هو حقك في المتابعة والتقييم وإرسال النصائح للجمعيات المنفذة ويجب أن تتعامل مع تبرعك وكأنه سهم لك في شركة ربحية تريد أن يحقق أعلي عائد.

ثانيا: عليك أن تسأل من يطلب منك التبرع هل هذا التبرع سيدعم مشروع أم برنامج فالبرنامج يكون أقوي في التأثير وعدد المستفيدين أكثر ومدته تنفيذ أطول ويحدث تغيير إيجابي في المجتمعات أما المشروع يكون ذا تأثير محدود ولا يحقق ما يحققه البرنامج.

قبل أن تتبرع راجع حملات رمضان السابقة للمؤسسات الخيرية وتواصل معهم واسألهم عن هذه الحملات وما تم تحقيقه من أهداف وأين تقارير هذه الحملات التي توضح التغيير الإيجابي الذي حدث فعلا

ثالثا: ابحث عن المؤسسات التي تساعد جميع القضايا التي تمر بها الإنسانية فالعالم الأن به 65 مليون لأجي نصف هؤلاء من 3 دول هما سوريا وأفغانستان والصومال لماذا نجد تركيز من بعض المؤسسات علي سوريا والصومال ولا نسمع شيء عن أفغانستان وفي المجاعة الحالية لماذا نسمع عن الصومال واليمن ولا نسمع عن شمال شرق نيجيريا وإقليم عفار بأثيوبيا وجنوب السودان والسبب أن الإعلام هو من يوجه اهتمام المجتمعات ولذلك يجب عليك كمتبرع البحث عن القضايا التي تعاني منها الأمة الإسلامية وتبحث عن المؤسسات التي تقدم مساعدات لكل هذه القضايا فمن نيجيريا إلى جنوب السودان إلى عفار إلى غزة إلى العراق مرورا باليمن ثم إلى أفغانستان وبورما واجعل تبرعك البسيط ينتشر في كل مكان حتي يكون أعم نفعا.

رابعا: قبل أن تتبرع راجع حملات رمضان السابقة للمؤسسات الخيرية وتواصل معهم واسألهم عن هذه الحملات وما تم تحقيقه من أهداف وأين تقارير هذه الحملات التي توضح التغيير الإيجابي الذي حدث فعلا وأذكرك مرة أخري تعامل مع تبرعك على أنه سهم في شركة ربحية تريد أن يحقق أعلي عائد وأنت لن تشتري سهم في شركة إلا إذا تأكدت من قدرتها على الربح في الماضي.

 
خامسا: كل الأزمات التي تمر بها الإنسانية الأن وخصوصا المسلمين أصبح لها تاريخ فأحدث أزمة الأن هي سوريا ومر عليها قرابة الست سنوات فكيف لبعض المؤسسات مازالت تنشر صور النزوح والدمار وهذه الصور لا تحتاجها كمتبرع حتى تحفزك على التبرع لأنك تراها يوميا في الإعلام ولذلك ابحث عن المؤسسات الإنسانية التي عماد حملاتها التسويقية تظهر تقديم المساعدات وتظهر الأمل وقوي التحدي لهؤلاء اللاجئين أو النازحين أما الاعتماد على صور المعاناة فهذا لا يعطيك حقك في التعرف على الصورة الكاملة في تلك الأزمات.

سادسا: دور المؤسسات الإنسانية ليس جمع الأموال وإنفاقها على الأشد احتياجا فقط بل دورها أن توعي المتبرعين بالقضايا المنسية فهل سمعت من قبل عن المسلمين ساكني الكهوف بإقليم قانسو بالصين أو سمعت عن قلة الخدمات الصحية بألبانيا والتي قد يسير المريض قرابة الساعة ونصف حتى يصل لأقرب مركز صحي، هل سمعت عن الأم التي تمشي ست ساعات على الأقدام يوميا لجلب المياه لأسرتها في النيجر، دورك أن تدفع الجمعيات الخيرية للتوعية بهذه القضايا ونشرها، مهمتك كمتبرع دعم من يحتاج وليس دعم من يظهر الإعلام احتياجه.

تذكر دائما أن هناك الملايين في حاجة إلى تبرعك وأنت المسئول الأول والأخير عن ضمان فاعلية وكفاءة تقديم أفضل البرامج لهم واجتهد في تلبية احتياجاتهم فأشكال التبرع متنوعة ومتغيرة

سابعا: من مهام الجمعيات الخيرية التشبيك بين المتبرعين ومهمتك أن تحفزهم لتفعيل هذا الدور عن طريق تقديم نصف تبرعك واطلب منهم البحث عن متبرع أخر يقوم هو بالتبرع بالنصف الباقي وبذلك تضمن أن المشروع سيتم متابعته منك ومن متبرع أخر وبالتالي ستكون عملية المتابعة والتقييم والإشراف أقوي من أن يقوم بها شخص واحد ونصف تبرعك الأخر تستطيع التبرع به لقطاع أخر أو مؤسسة أخري وأيضا اطلب منهم الشراكة بينك وبين مانح أخر وبالتالي يكون تبرعك ذا أثر قوي في الدينا والأخرة وأشمل في تلبية الأزمات المختلفة 
في النهاية.

 

تذكر دائما أن هناك الملايين في حاجة إلى تبرعك وأنت المسئول الأول والأخير عن ضمان فاعلية وكفاءة تقديم أفضل البرامج لهم واجتهد في تلبية احتياجاتهم فأشكال التبرع متنوعة ومتغيرة ومتجددة وانتظر السعادة لك ولأسرتك في الدنيا والأخرة فالسعادة الحقيقة في العطاء.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.