شعار قسم مدونات

وخلق الحزن عربيا

Palestinian women weep during the funeral of Riham Dawabsha at Douma village near the west bank city of Nablus, 07 September 2015. Riham succumbed to her wounds late 06 September more than five weeks after she suffered third degree burns affecting about 90 per cent of her body following a settler attack on her family home in Douma. Her 18-month old son Ali was killed in the attack, while her husband, Saad, succumbed to his wounds a week later. Her four-year-old son Ahma

كأن الدموع تبدو أجمل في العيون السوداء.. وكأن أجمل الموسيقى صوت الناي. وكأن أجمل ألواننا الأبيض والأسود.. وكأن أشهر رواياتنا بنهايات تعيسة.. وكأن أجمل تعابيرنا في العزاء .. وكأن الحـزن ولد عربيا.

مرت سنوات لم نر الفرح يزور أوطاننا أو بالأحرى لم يكن للفرح بيننا وجود أصلا.. لقننا مدرس التاريخ عن استعمارنا من طرف فرنسا عن شهدائنا رحمهم الله وعن القضية الفلسطينية.

سألته في يوم ما عن العشرية السوداء قال إنها لم تدرج بعد ضمن المقرر وأنها ستدرس لأبنائي ربما.. وماذا سيدرس بعدهم أحفادي عن العراق أم عن الربيع العربي؟ عن سوريا أو ليبيا ؟ تونس ؟ أم ربما اليمن..

تساءلت كيف سيغطي كتاب التاريخ كل هذه الجراح أم سيجبرون عن التخلي على الجزء الخاص بالقضية الفلسطينية أم سيكتبون في مكانها: أنظر التلفاز !

هل هذا حقا قدرنا، نبكي أينما وجدنا، نكفر بالفرح. نمسح جرح عمران ونلوح لطفل فلسطيني تحت الخراب بدون اسم لا لشيء إلا لأن عدسات الكاميرا لم تلتقطه.. أن لا نسمع التكبير إلا قبل التفجير، ألا نشم رائحة كعك القدس، وأن لا نتعانق إلا عند النحيب.. أن لا نسبح إلا هربا..

 خيباتنا المتكررة جعلت من الدمع ماضينا وحاضرنا وذاكرة مثقلة لم تلتقط إلا في مدنننا الكئيبة وجعلت الأسعد بيننا المجانين !

عش عربيا لا تسأل عن تاريخك ولا تنتظر المستقبل ..عش عربيا ولا تسأل عربيا عمن حدث لمن يتبعون اسمه الأول..

عش عربيا وكن للحزن وفيا.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.