أبطال أوروبا.. ريال مدريد "يحوم كالفراشة ويلدغ كالنحلة" ودورتموند يصبح "أسدا"

نزال تكتيكي بين أنشيلوتي مدرب ريال مدريد وتوخيل مدرب بايرن ميونخ انتهى بالتعادل (الأناضول)

5 أهداف وكثير من الفرص المهدرة وتألق عدد من اللاعبين، كانت حصيلة مواجهتي ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، بين بايرن ميونخ وريال مدريد (2-2) ودورتموند وباريس سان جيرمان (1-0).

المباراة الأولى بين الملكي والبافاري والتي وصفت بأنها نهائي مبكر انتهت بالتعادل 2-2، وشهدت نزالا تكتيكيا من الطراز الرفيع بين الإيطالي كارلو أنشيلوتي مدرب الريال والألماني توماس توخيل مدرب البايرن.

منازلة تكتيكية

أنشيلوتي المخضرم والذي يعد أكثر المدربين خوضا للمباريات في البطولة القارية بـ192 مباراة، لعب بطريقة 4-4-2 التقليدية مع تكثيف اللاعبين في خط الوسط والاعتماد على المرتدات والكرات الساقطة خلف المدافعين للنجمين البرازيليين السريعين فينيسيوس جونيور ورودريغو.

وترك أنشيلوتي الاستحواذ لتوخيل وحاول خطف هدف في المباراة والعودة إلى الدفاع واللعب بالطريقة الإيطالية المعتادة. وهذا ما حصل عندما نجح "فيني" في ترجمة تمريرة الألماني توني كروس الساحرة الذي ضرب بها دفاع الفريق الألماني، وسدد الكرة بالمرمى في الشوط الأول.

وفي الشوط الثاني تدخل توخيل -الذي لعب بخطة 3-5-2- وأجرى تبديلا تكتيكا من العيار الثقيل، بإخراجه ليون غوريتسكا البطيء وإدخاله رافائيل غوريرو مكانه، كما نقل ليروي ساني إلى الجهة اليسرى وجمال موسيالا إلى الجهة اليمنى ولعب غوريرو جنب توماس مولر في خط الوسط، رغم أن المركز الأساسي للدولي البرتغالي هو ظهير أيسر.

وسريعا أتى تغيير توخيل أكله وسجل ساني هدف التعادل من مجهود فردي رائع وتسديدة قوية، ثم جاء دور موسيالا ليخترق منطقة جزاء الميرينغي ويتحصل على ركلة جزاء سجل منها الإنجليزي هاري كين، هدف التقدم وقلب النتيجة رأسا على عقب.

المنازلة التكتيكية بين الألماني والإيطالي لم تنته هنا، فأنشيلوتي أشرك كامفينغا مكان ناتشو ثم أقحم لوكا مودريتش مكان جود بيلينغهام وإبراهيم دياز مكان توني كروس (أحد أفضل لاعبي المباراة)، مبقيا على رودريغو الذي لم يكن في أحسن أحواله.

أرقام المباراة

ورغم الانتقادات الأولية لإبقائه رودريغو لكن الأخير رد على المشككين وأكد رهان مدربه عليه، عندما نجح في انتزاع ركلة جزاء من المدافع الكوري الجنوبي كيم مين جاي (أسوأ لاعب في المباراة) سجل منها فينيسيوس (أفضل لاعب في المباراة) هدف التعادل.

وكما انتهت نتيجة المباراة 2-2، لم ينجح أنشيلوتي أو توخيل في التفوق تكتيكيا وخاصة أن الفريقين تقاسما السيطرة على المباراة وأهدرا فرصا كثيرة، كما أن الحارسين لونين ونوير من نجوم المباراة لأنهما تصديا لكرات خطيرة في وقت حساس من المباراة.

وتشير الأرقام إلى أن بايرن ميونخ تفوق بفارق بسيط على الريال في مختلف الأرقام:

  • الاستحواذ على الكرة (52% مقابل 48%).
  • التسديدات 14 مقابل 10.
  • تسديدات على المرمى 5 مقابل 4.

ومن الواضح أن ريال مدريد يعتمد هذا الموسم على أسلوب محمد علي كلاي في الملاكمة "يحوم كالفراشة ويلدغ كالنحلة" فيمكن أن تكون هجمة عادية أو تمريرات بين اللاعبين وفي لحظة تتحول إلى كرة خطيرة أو مشروع هدف ينتهي في الشباك وكل ذلك في ثوان معدودات، وهذا ما أقر به توخيل في مؤتمره الصحفي.

أسود الفيستيفال في دوري الأبطال

في المقابل، نجح دورتموند في اقتناص فوز مهم من مضيفه الفريق الباريسي، في رحلة عبوره الثالث إلى نهائي دوري الأبطال، وكان يمكن أن يسجل أكثر من هدف لولا رعونة مهاجميه، في وقت أهدر الفريق الباريسي أكثر من فرصة خطيرة كان من الممكن أن تمنحه التعادل ويلعب الإياب من نقطة الصفر.

المدرب إيدن تيرزيتش المتسلح بجمهور خرافي أشعل المدرجات طيلة فترة المباراة وبمجموعة من اللاعبين الشباب قدموا كل ما لديهم، اعتمد نظام لعب 4-2-3-1 مع نيكولاس فولكروغ كرأس حربة صريح، وحاول من خلال اللعب بـ5 لاعبين في وسط الملعب السيطرة عليه ومنع سان جيرمان من بناء اللعب.

ونجح المدرب الكرواتي بتطبيق رؤيته وكان فريقه الطرف الأفضل في المباراة، والواقع يقول إن كل لاعبي "الجراد الأصفر" كانوا نجوما وليس فقط ماتياس هوميلز الذي فاز بجائزة "رجل المباراة" وفرضوا إيقاعهم على المباراة ونجحوا في تسجيل الهدف الأول في الشوط الأول وأهدروا أكثر من فرصة محققة في الشوط الثاني.

والتبديلات التي أجراها تيرزيتش والتي كانت أولاها في الدقيقة 83 عندما أخرج الألماني كريم أديمي وإشراك مكانه ماركوس رويس تعني أنه كان راضيا عن أداء اللاعبين والإرهاق كان السبب الوحيد لإخراج أديمي أحد نجوم المباراة.

وكان لافتا أيضا التألق الاستثنائي لجادون سانشو المعار من مانشستر يونايتد والذي كان شعلة نشاط ونجح في 12 مراوغة بالمباراة، وهذا رقم قياسي في تاريخ البطولة القارية.

والواضح أن دورتموند الذي يحتل المركز الخامس في البوندسليغا وخسر من لايبزيغ برباعية الأسبوع الماضي، يتحول في دوري الأبطال ويصبح "أسدا" يقارع كبار أوروبا. وبفوزه هذا ضمن التأهل إلى دوري الأبطال الموسم المقبل بنظامه الجديد بعد أن انتزع مركزا خامسا للدوري الألماني.

مبابي رأس حربة!

في المقابل، لعب الإسباني لويس إنريكي بنظام لعب 4-3-3 التقليدي وكان لافتا إصراره على أن يلعب كليان مبابي كرأس حربة رغم أن مركزه الأصلي كلاعب جناح هو من جعله أحد أفضل اللاعبين في العالم.

ولعب باركولا على اليسار وعثمان ديمبلي على اليمين، فالأول لم يقدم أي إضافة والثاني عاد لمسلسل إهدار الفرص السهلة بعد تألقه أمام برشلونة في مباراتي ربع النهائي، وحتى مبابي الذي ظهر في أكثر من كرة خطيرة بينها تسديدة ارتدت من القائم لم يقدم الكثير في المباراة.

ومن الواضح أن لاعبا مثل مبابي لا يعرف كيف يلعب "وظهره للمرمى"، فهو لاعب سريع ومهاري وصاحب تسديدات قوية وإشراكه كرأس حربة يقلل من خطورته وكان هذا واضحا أمام دورتموند.

وحتى إخراج باركولا وإدخال كولو مواني لم يضف أي شيء للفريق الباريسي.

وكان النجم المغربي أشرف حكيمي أفضل لاعب في الفريق الفرنسي وكان شاغل الجهة اليمنى واخترق منطقة الجزاء الألمانية أكثر من مرة، ومرر أكثر من تمريرة حاسمة لديمبلي وغيره ولكنهم لم يعرفوا التعامل معها، كما سدد على المرمى كرة متقنة ارتدت من أسفل القائم الألماني.

وتشير الأرقام إلى تفوق بسيط للفريق الباريسي الذي افتقد للمسة الأخيرة لهز شباك "أسود الفيستيفال:

  • الاستحواذ على الكرة 57% مقابل 43.
  • 14 تسديدة مقابل 13.
  • 4 تسديدات على المرمى مقابل 3.

وبنتيجتي مباراتي الذهاب، ينتقل الحسم إلى ملعبي "البرنابيو" في مدريد و"حديقة الأمراء" في باريس، اللذين يحددان هويتي الفريقين اللذين سيلعبان في ويمبلي مطلع الشهر المقبل.

المصدر : الجزيرة