محمد خونا ولد هيدالة

undefined

محمد خونا ولد هيدالة ضابط قديم في الجيش الموريتاني، صعد نجمه مع نهاية سبعينيات القرن الماضي حين كان أحد أبرز قادة الانقلاب العسكري ضد حكومة المختار ولد داداه. وأمسك بقوة مقاليد الحكم في موريتانيا عام 1980 فألغى الرق وطبق الشريعة الإسلامية وسجن المعارضين إلى أن أطاح به معاوية ولد الطايع فغاب عن الساحة 20 سنة، وها هو ذا هذه السنة (2003) يعود من جديد لينافس عن طريق صناديق الاقتراع من أزاحه بواسطة انقلاب عسكري.

المولد والنشأة
ولد محمد خونا ولد هيدالة سنة 1940 وهو ينتمي إلى قبيلة العروسيين الموجودة شمال موريتانيا وبالصحراء. انتسب إلى الجيش عام 1962، وكان من الضباط الموريتانيين القلائل الذين درسوا في الكلية العسكرية الفرنسية المعروفة باسم "سان سير" (Saint Cyr) الشهيرة. وهي نفس الكلية الدي درس فيها الرئيس الموريتاني الحالي معاوية ولد الطايع.

الانقلاب وتنافس الرفقاء
كان المقدم محمد خونا ولد هيدالة القائد العسكري لمنطقة الزويرات بشمال موريتانيا عندما انضم إلى قادة الحركة العسكرية الانقلابية التي أطاحت بالمختار ولد داداه أول رئيس موريتاني فجر العاشر من يوليو/ تموز 1978. ومع أن رئاسة اللجنة العسكرية للإنقاذ الوطني أسندت ظاهريا إلى رئيس أركان الجيش العقيد المصطفى ولد محمد السالك، إلا أن المقدم أحمد ولد بوسيف والمقدم محمد خونا ولد هيدالة كانا في حقيقة الأمر أبرز شخصيتين في الحكم العسكري.

وقد نشب الخلاف بين رفقاء الانقلاب فدخلوا في سلسلة من الشقاقات والدسائس فأبعد المصطفى ولد محمد السالك ومات المقدم جدو ولد السالك وزير الداخلية السابق في حادث سيارة غامض وتولى المقدم أحمد ولد بوسيف في 6 إبريل/ نيسان 1979 رئاسة الوزراء في انقلاب أبيض.

في الواجهة
لم يمض شهران على جلوس المقدم أحمد ولد بوسيف على كرسي الحكم حتى أودى به حادث تحطم طائرة غامض وهو في طريقه إلى السنغال، فتشكلت لجنة عسكرية جديدة عرفت باسم اللجنة العسكرية للخلاص الوطني. وكان الرجل النافذ فيها والشخصية المسيطرة على مراكز القوة بها هو ولد هيدالة الذي أمضى 10 أشهر رئيسا للحكومة مسندا بشكل صوري رئاسة الدولة للمقدم محمد محمود ولد أحمد لولي الذي كان يشغل قائد الدرك الموريتاني. وفي شهر يناير/ كانون الثاني 1980 أزاح ولد هيدالة المقدم ولد أحمد لولي ليجمع بين يديه رئاسة اللجنة العسكرية ورئاسة الحكومة ورئاسة الدولة ووزارة الدفاع في نفس الوقت.

سياسته
عرفت عن هيدالة صرامته في الحكم وزياراته المفاجئة للمسؤولين أثناء عملهم، كما عرف عنه تعاطفه مع جبهة البوليساريو حيث اعترف بالجمهورية الصحراوية، ولذلك تأثرت علاقة موريتانيا بالمغرب الذي آوى العناصر العسكرية والسياسية المعارضة لنظام ولد هيدالة، وكانت قد حاولت الإطاحة بنظامه في انقلاب دموي فاشل في 16 مارس/ آذار 1981.

اضطربت على إثر ذلك علاقات موريتانيا الإقليمية وتفاقمت الأزمة الاقتصادية، وكثرت الاعتقالات في صفوف السياسيين؛ فقام ولد هيدالة بتشكيل لجان عرفت باسم "هياكل تهذيب الجماهير" الشبيهة في تنظيمها وأدائها باللجان الشعبية الليبية. وقد لجأ هيدالة إلى إلغاء الرق عام 1980 وإلى تطبيق الشريعة الإسلامية عام 1983 للحصول على بعض الشرعية بين شعبه.

الانقلاب عليه
أطاح معاوية ولد الطايع بولد هيدالة في 12 ديسمبر/ كانون الأول 1984 في انقلاب عسكري أبيض يقال أن فرنسا ساهمت في عهد رئيسها فرانسوا ميتران في تنفيذه حين أقنعت ولد هيدالة بحضور مؤتمر قمة يجمع زعماء بعض الدول الأفريقية وفرنسا في بوروندي، وقد عاد إلى موريتانيا فأدخل السجن عدة سنوات.

الترشح للرئاسيات
ظل ولد هيدالة بعيدا عن المعترك السياسي حتى خريف هذه السنة حين تقدم كمرشح لرئاسيات نوفمبر/ تشرين الثاني 2003 تدعمه بعض الحركات السياسية كبعض الإسلاميين والبعثيين واليساريين وبعض المعارضة الموريتانية المقيمة في الخارج.

المضايقات والسجن
تعرض ولد هيدالة خلال الحملة الانتخابية التي سبقت اقتراح الـ7 نوفمبر/ تشرين الثاني 2003 إلى جملة من المضايقات لم تقتصر على سجن ولديه بل شملت اعتقاله هو وبعض أنصاره السياسيين حيث مكث معتقلا عدة ساعات.
_______________
المصادر:
1 – أرشيف الجزيرة نت
2 – موريتانيا أرض الشعراء والانقلابات العسكرية
3 – THE HAIDALLA REGIME

المصدر : الجزيرة