المحاربون القدامى - إسبرانزا .. مقاومة ومناضلة الاستبداد
المحاربون القدامى

إسبرانزا.. مقاومة ومناضلة الاستبداد

تتناول الحلقة قصة إسبرانزا مارتينث غارثيا إحدى رموز المحاربين القدامى في إسبانيا، وكفاحها مع الحزب الشيوعي في إسبانيا وكيف أنها قضت 15 عشر عاما في السجن.

– الحمر في مواجهة الفرانكية أثناء الحرب
– الثوار يرحلون إلى فرنسا بعد الحرب
– الموت شرفا

undefined

اسبرانزا مارتينث جارثيا: اسمي اسبيرانزا مارتينث جارثيا أبلغ من العمر سبعا وسبعين عاما. وفي ملفاتي سولي هو لقبي المسجل، لقد حملت ألقاباً عديدة لُقبت بسولي ولقبت بباكيتا وكانت المستندات التي سافرت بها لفرنسا المستندات التي سُجنت بها كانت مزورة، عندما أتيت لأسبانيا كانت مستندات مزورة كان جواز سفر مستندات متقنة ولكن مزورة، عندما ألقوا القبض عليّ كنت منتحلة اسم كونسويلو باياريس أوليفارس ولكني لست كونسويلو باياريس أوليفارس بل اسبيرانزا، أعيش في سرقسطة وُلدت في أتالايا في بييار ديل سار دي أركاس، عندما كنت في العشرين من عمري رحلت من الضيعة ولم أعد إليها مطلقا، عدت مرة واحدة للزيارة فقط ذهبت للجبل وهناك مكثت قرابة العامين وفي السجن قضيت 15 عاما عندما أطلق سراحي توجهت لبرشلونة.

[تقرير مسجل]

نهاية الحرب الأهلية الإسبانية 1939وقتها كانت اسبيرانزا في التاسعة من عمرها.

الحمر في مواجهة الفرانكية أثناء الحرب

اسبرانزا مارتينث جارثيا: كانت الفرانكية كالفاشية، كاليمين، كالرأسمالية ككل ما هو معارض لأي حركة ثورية تنشب في أي لحظة وخاصة حركات الحزب الشيوعي، نحن كنا الأشرار كنا الحُمر، لأن الكل كان ضد الحُمر وكانوا هم الطيبون الذين انتصروا في الحرب والذين فرضوا نظاما ديكتاتوريا استمر لمدة أربعين عاما وقاموا بقتل أعدادا هائلة، لقد كان علينا أن نتصدى لكل ذلك ببذل الجهد الجهيد، كنا نحن من نحارب ضد هذه الفرانكية، كنا نحن من نفكر بأسلوب مختلف ومن كنا نرغب في جمهورية أو حكومة ديمقراطية ينتخبها الشعب.

مراسل الجزيرة: وكيف كان عيد الملوك والحكماء معك؟ هل كانوا كرماء معك؟

اسبرانزا مارتينث جارثيا: كانوا في منتهى الكرم.

مراسل الجزيرة: نعم لأنك إنسانة طيبة فلابد أن يتركوا لك أشياء كثيرة.

اسبرانزا مارتينث جارثيا: طبعا أنظر إلى الحارس الواقف خلفي.

صوت: نعم، بالطبع.

اسبرانزا مارتينث جارثيا: إنهم حراسي، ها قد بدأنا عاما جديدا وننهي عاما.

مراسل الجزيرة: وهل أهدوكِ الملوك الحكماء الكثير من الهدايا في عيدهم؟

اسبرانزا مارتينث جارثيا: أهدوني بعض الأشياء.

صوت: بالطبع فقد كنت مطيعة أليس كذلك؟

اسبرانزا مارتينث جارثيا: كنت مطيعة ولكن ذلك لا علاقة له بالأمر بعض الأحيان لم أكن كذلك لم أكن مطيعة جدا.

مراسل الجزيرة: لم تكوني مطيعة جدا؟

اسبرانزا مارتينث جارثيا: نعم ولكنني لم أكن سيئة حسنا سأذهب إلى اللقاء. لقد قللت من حضوري للاجتماعات الدورية للحزب الشيوعي بسبب آلام في ساقي وركبتي يصعب عليّ ركوب الحافلة أعتقد أنه على الرغم من أن الشيوعية لم تعد هي الموضة الشائعة إلا أنني أعتقد أننا أناس شرفاء وأننا قد بذلنا ما في وسعنا لكي نقوم بتغيير العالم ولكن لم يحالفنا الحظ ومع ذلك نواصل على الأقل ونحن مرفوعي الرأس، لقد تزوجنا في 7 يوليو 1969.

زوج اسبرانزا مارتينث جارثيا: نحن معا منذ واحد وثلاثين، ستة وثلاثين، بل سبعة وثلاثين عاما..

اسبرانزا مارتينث جارثيا: منذ عام 1969..

مراسل الجزيرة: ولكن بالماضي كان من الصعب أليس كذلك؟ العيش سويا بلا زواج أم..

اسبرانزا مارتينث جارثيا: نعم ولكننا كنا متقدمين جدا على زمننا كنا ناضجين مبكرا..

زوج اسبرانزا مارتينث جارثيا: كان أمر شديد الصعوبة ولقد تزوجنا لأن..

اسبرانزا مارتينث جارثيا: تزوجنا لأنهم لم يسمحوا لي بالاتصال به، كان هو..

زوج اسبرانزا مارتينث جارثيا: كنت في..

اسبرانزا مارتينث جارثيا: لم يسمحوا لي بزيارته إذ لم نكن عائلة واحدة..

زوج اسبرانزا مارتينث جارثيا: لقد زجّوا بي في السجن ذات يوم ولم..

اسبرانزا مارتينث جارثيا: لم استطع الاتصال به..

زوج اسبرانزا مارتينث جارثيا: لم أكن أستطع الاتصال بها إذ لم نكن متزوجين بما إنني سُجنت أربع مرات وجدت نفسي في مأزق لأنني لم أكن أستطيع خداع أصحاب العمل فعندما كنت أذهب للبحث عن عمل كان يجب أن أقول من أين جئت، لم يكن الخروج من السجن أمراً سهل القبول ثم كوني أيضا مسجونا سياسيا كان يجعل الأمر أكثر صعوبة لأن الشرطة كانت تلاحقني لتحذرهم ولتقول لهم إنه سجين سياسي هذا الرجل الذي يعمل عندكم سوف يُفسد حياتكم سوف يقوم بتعقيد أوضاع العمل وكان ذلك حقيقة ولكنني كنت أدافع عن نفسي قائلا أنا لا أسعى لتعقيد حياة أي شخص فأنا مجرد رجل يسعى للمطالبة بحقه ما يؤمن بأنه من حقه ولكن دون أن يؤذ حياة الآخرين فلتطمئنوا إلى أنني لن أفعل ذلك ولكن تعود وتسيطر عليك الرغبة في الدفاع عن العمال وتكون النتيجة أن يطردونك ثم يسحبونك إلى السجن.

ميجيل باديار: زوج اسبيرانزا لم يكن من المقاتلين ولكنه كان..

أمادورا ماريتنميث: ولكنه كان شخص جيد ولطيف جدا كما أنه أيضا مقاوم عنيد لقد كان أيضا من رفاق الحزب..

ميجيل باديار: كان معدا بشكل أفضل مما كنا نحن عليه من الناحية السياسية.

أمادورا ماريتنميث: أتفهمني؟

ميجيل باديار: ولقد قضى أيضا سنوات طويلة في السجن.

أمادورا ماريتنميث: مانولو متعلم ويستطيع التحدث في أي موضوع، كان على مستوى عال في السياسة والثقافة أما نحن فلا.

ميجيل باديار: حسنا نحن نوضح الأمر بطريقتنا أتفهمني؟

أمادورا ماريتنميث: ففي العالم ستجد كل شيء أليس كذلك؟

ميجيل باديار: لقد قاتلنا بكل ما أوتينا من عزيمة وإيمان.

أمادورا ماريتنميث: هذا هو كل شيء، إنني أمادورا ماريتنميث من مدينة كونيكا وأبلغ من العمر ثلاثة وسبعين عاما واسم الشهرة روسيتا الذي كنت أعرف به مع الرفاق، كنت في السابعة عشر من عمري في ذاك الحين لقد ذهبنا جميعا أبي وشقيقي أنخيليتا واسبيرانزا وزوج شقيقتي وأنا معهم كنا ثلاثة من الفتيات لم نكن قد تزوجنا لقد كان والدي رجلا شريفا مجتهدا وعلى قدر كبير من حسن الخلق وأينما ذهب والدي كانت تذهب معه بناته.

اسبرانزا مارتينث جارثيا: كان والدي لا أعلم كان جمهوريا وكان والدي جمهوريا ويساريا متشددا وأذكر أن والدي كان تجادل مع والدتي لأنه كان يريد الذهاب للدفاع عن الجمهورية عندما بدأت الحرب ولكن أمي كانت تجادله وكانت تقول له وأنا ماذا أفعل؟ إذ كان لديها خمس بنات كنا خمسة كلنا بنات كانت الكبرى في الثانية عشرة أو الثالثة عشرة من عمرها كانت تقول له وأنا ماذا أفعل ببناتي إذا رحلت أنت، يكفيني ما أنا فيه لرعايتهن وماتت والدتي في أثناء الولادة كانت ستضع بنتين وماتت الاثنان وماتت أمي وأخي الصغير ودفنوا الأربعة سويا.

أمادورا ماريتنميث: إنني لم أذهب إلى المدرسة مثل اسبيرانزا لأنني كنت أصغر منها بالإضافة إلى أنه لم يكن هناك مدارس في ذلك الحين ولكن كانت هناك مدرسة في القرية التي عرفت فيها المقاتلين حيث ذهبنا لقد ذهبنا إلى المدرسة بعد أيام قليلة من انضمامنا إليهم ولكن لا إنني لم أذهب أبدا إلى المدرسة لم أعرف القراءة أو الكتابة أو أي شيء آخر.

ميجيل باديار: اسمي ميجيل باديار أبلغ من العمر اثنين وثمانين عاما أنا من ألاما بجرانادا قصة حياتي طويلة إلى حد ما، كنا نحتمي أثناء الحرب في قرية كانوا يطرقون عليها اسم جواديكس في مقاطعة جرانادا كنت في الثالثة عشر أو الرابعة عشر تقريبا من عمري كنت أبغي أن أحارب من أجل الحريات ومن أجل الجمهورية ولكن عندما علم والدي بالأمر قال لي ابني لقد علمت أنك تنوي الذهاب لشرطة مكافحة التهريب أليس كذلك فقلت له بلى، فسألني للحرب أليس كذلك ثم قال إياك أن تفكر أنك ذاهب إلى حفلة هناك ستضطر لإطلاق الرصاص وسيضربونك هم أيضا فقلت له أعلم ذلك ولكنني أذهب للكفاح من أجل قضية هي في نظري عادلة فأجاب حسنا حسنا فذهب والدي للبحث عن الرقيب ومحوا اسمي من القائمة وأنا عندما اكتشفت أن كل رفاقي قد رحلوا جميعا وأنني أصبحت وحيدا استشطت غضبا.

مراسل الجزيرة: ولكن فتى في السادسة عشر من عمره عادة يفضل لعب الكرة أو الرقص لا الاشتراك بالحرب لماذا أردت الذهاب للحرب؟

ميجيل باديار: ولكن آنذاك لم نكن نفكر بهذه الطريقة كنا نفكر بالحرب لأن الطائرات كانت في السماء كل يوم تقصف مدافعها إنها الحرب، عندما عدنا من الحرب لم يطأ والدي المنزل قضينا ليلتنا الأولى في منزل إحدى قريبات والدتي وفي الصباح أتى الحرس الوطني وحملوه للسجن.

مراسل الجزيرة: والدك؟

ميجيل باديار: نعم والدي لم يتمكن حتى من أن يطأ منزلي.

مراسل الجزيرة: ولماذا أودعوه السجن؟ ماذا كان قد فعل؟

ميجيل باديار: لأنه كان اشتراكي ولأنه كان مناهضا للنظام هل تفهمني؟ وأردت أنا أن أعرف من هو الشخص الذي كان قد أبلغ عنه وفي يوم من الأيام أخرجوه للإدلاء بأقواله في البلدية وهناك في أحد المكاتب يجعلون المُبلِّغ يقف في جانب والمتهم في جانب آخر فاقتربت من الرصيف فالمكاتب كانت أسفل ورأيت الشخص الذي أبلغ عن والدي ثم رآني أحد العساكر الذين كانوا يقومون بمهمة الحرس الوطني رآني وأنا أختلس النظر فركلني وصرخ قائلا اذهب من هنا، سرت نحو الأمام ولكنني كنت قد أدركت من هو المبلِّغ وكنت أقول لنفسي لو أنهم قتلوا أبي فسأذهب لهذا الرجل وسأرديه قتيلا أيضا ثم التحقت أنا بالخدمة العسكرية التحقت بالخدمة العسكرية في عام 1943.

مراسل الجزيرة: بالخدمة العسكرية؟ مع جيش فرانكو؟

ميجيل باديار: نعم مع جيش فرانكو ولكن في كتيبة تحصينات بم كنت سأشعر؟ شعرت بالنفور ولكن كان علي أن أذهب لأنك إما أن تذهب أو يحبسونك وعندما أنهيت فترة خدمتي العسكرية انضممت لجماعة المقاومين.

أمادورا ماريتنميث: لا فالمقاتلين لم يذهبوا للحرب عينها لقد كان ذلك ما بعد الحرب هه؟ فلا علاقة بين الشيئين فلقد تكونت مجموعة المقاتلين في الفترة التي تلت الحرب.

ميجيل باديار: انظر بعد أن انتهت الحرب فإن بعض الأشخاص الذين بقوا قد شعروا بالمسؤولية وبأنه يجب عليهم الذهاب إلى الجبل إلى الأرض ليقاتلوا لأنهم كانوا يعرفون مسبقا أنهم سوف يعودون ليأخذوهم إلى المعتقلات ثم يعدموهم رميا بالرصاص بعد ذلك حينئذ كان يجب عليهم الانضمام إلى المقاتلين والمقاومة.

الثوار يرحلون لفرنسا بعد الحرب

صوت: تحيا أسبانيا.

اسبرانزا مارتينث جارثيا: أعتقد أنه للتحدث عن الكفاح ضد فرانكو وعن كل هذا الأمر لابد من أن نعود لمرحلة ما قبل الانقلاب التمهيد لذلك الانقلاب التمهيد لقيام الحرب، آنذاك قام فرانكو بانقلاب ضد حكومة شرعية في عام 1936 كانت هناك جمهورية ديمقراطية ولكن لم يسمح اليمين ومن بينهم فرانكو وكل حزب اليمين والبرجوازية وأنصار اليمين لم يقبلوا فكرة أن تكون هناك جمهورية ومن هنا كان التدبير للقيام بالانقلاب وتقوم الثورة وتندلع الحرب لابد أن نعود لتلك الحقبة الزمنية لكي نستطيع أن نتحدث فيما بعد عن المرحلة اللاحقة إذ أن هذه كانت نتيجة لتلك، اندلعت الحرب وكان الجيش الفرانكي والفرانكيون يحظون بالدعم الدولي في حين لم تتمتع الجمهورية إلا بدعم أقل إذ إنها كانت محاصرة بالكامل.

ميجيل باديار: وداخل الجمهورية كان هناك أفراد قليلة من الجيش الذين كانوا مليشيات من أفراد الشعب وهم من قام بالقتل حتى تمكنوا من تكوين جيش ولكنه جيش تشكَّل في الحرب لأن الأمر أنهم كانوا يعطون للفرد زيا وقطعة سلاح وإلى الحرب. وهكذا تكوّن الجيش الشعبي وظل يحارب ثلاث سنوات وكانوا يحاربون ضد ألمانيا وإيطاليا وجزء من المغرب الذي كان الذين كان مع الفاشيين أتفهم؟ الفاشية الألمانية والجميع يدعم فرانكو.

"
حدثت عمليات إعدام جماعية رميا بالرصاص وقضت فيها عائلات بأكملها واضطر الناس إلى اللجوء إلى الجبل للاختباء في الجحور والمخابئ الأرضية التي حفرت بالمنازل لسنوات عديدة حتى أصبحوا مثل حيوان الخلد
"

اسبرانزا مارتينث جارثيا: وتنتهي الحرب تحديدا بانتصار فرانكو ومنذ ذلك الحين تبدأ عمليات الإعدام الجماعية رميا بالرصاص عمليات إعدام جماعية رميا بالرصاص عائلات بأكملها ومنذ ذلك الحين اضطر الناس إلى الدفاع عن أنفسهم كان الناس يختبؤون في الجبل وأحيانا يختبؤون في جحور في مخابئ أرضية حفرت بالمنازل ويظلون بها لسنوات عديدة حتى أصبحوا مثل حيوان الخلد يمكثون في تلك المخابئ وهذا لأن الفاشية كانت تبحث عنهم كانت الفرانكية تبحث عنهم وتعدمهم رميا بالرصاص تعدم عائلات بأكملها.

ميجيل باديار: ولكن البعض تمكن من الرحيل فعبروا الحدود إلى فرنسا وهناك وضعوهم في المعتقل وبقوا هناك يعانون من أهوال في فرنسا ولكن الأسبان الذين رحلوا وبقوا في المعتقل كانوا أيضا يحاربون مع المقاتلين في الباركيتان ومع الماكيس الذين كانوا يدعونهم..

أمادورا ماريتنميث: الماكيس الفرنسيين..

ميجيل باديار: كانوا يقاتلون وهناك أصبحوا من حاملي الشهادات وتقلدوا الأوسمة الأسبان جعلوا يقاتلون ضد الألمان..

[تقرير مسجل]

حارب الماكيس الأسبان مع الفرنسيين ولفتت شجاعتهم الأنظار، حاربوا من أجل الحرية التي فقدوها في وطنهم.

اسبرانزا مارتينث جارثيا: يقولون أن ليفانته وأراجون كانت من أكثر جماعات المقاومة الأفضل تنظيما الأحدث ولكن الأفضل لأنها كانت الأكثر اتصالا بإدارة الحزب في فرنسا باللجنة المركزية فقد كانت هناك حلقات وصل تربط بين المقاومة في أسبانيا والمقاومة الفرنسية اتصالات كانت تتم شهريا أو أقل تقريبا كانت هناك علاقة مستمرة.

[تقرير مسجل]

انتهت الحرب، وسقط هتلر واقترب الأمل في سقوط نظام فرانكو الديكتاتوري..

اسبرانزا مارتينث جارثيا: كنت في مكان على مقربة من باريس كنت في إحدى قرى فرنسا مع بعض الفرنسيين المنضمين للحزب الشيوعي الفرنسي أخذت حياتي شكلا مختلفا، أنا رسمت لها شكلا مختلفا تركت حياتي تركتها بإرادتي مدفوعة من قبل الظروف ولكنني تركتها وكان علي أن أختار طريقا آخر وهنا كان علي أن أتأقلم على تلك التي كنت أعيشها في كل لحظة في فرنسا تأقلمت على حياتي هناك هي في نهاية الأمر سلسلة من اللحظات تتأقلم فيها على ما تستلزمه الظروف منك، بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية عندما انحازت القوى الكبرى لفرانكو لم يعد هناك أملا لدى المقاومين في الجبل من القضاء على النظام إذ كانت المشكلة في إجلاء المقاومة والكفاح بشكل آخر من الداخل من المصانع من أماكن العمل كان الأسلوب مختلفا وتفككت المقاومة في عام 1952 وهو نفس العام الذي ألقي القبض عليّ فيه لمحاولتي إخراج أفراد المقاومة من أسبانيا إلى فرنسا وفي إحدى الرحلات أوقفوني ولهذا سجنت الـ15 سنة في المرة الأولى أتيت عبر بامبلونا اصطحبت بعض المقاومين عبرت بهم إلى فرنسا دون أي عائق وسارت الأمور على ما يرام وسرنا من سان خان دي لوث حتى بامبلونا وبعد ذلك من بامبلونا عندما وصلت في المساء ذهبت مع المقاومين برفقة أحد المرشدين ثم ذهبنا مرة أخرى إلى فرنسا كانت رحلة موفقة لكن الرحلة الأخرى التي قمت بها كانت عبر سان سباستيان، رينتيريا سلكنا أيضا الطريق سيرا على الأقدام إلى سان خوان دي لوث لكن في تلك المرة رافقني مرشدا سيئا يبدو لي أنه كان عميلا للشرطة أعتقد أنه كان مأجورا لم أناقش الأمر مع الحزب الشيوعي مع الحزب حيث لم تسنح لي الفرصة لذلك فقد أوقفوني ولم أتمكن من ذلك ولكنني كنت أرغب في أن أشرح للحزب الأخطاء التي رأيتها في ذلك الشخص على طول الطريق طريقنا إلى أسبانيا رأيت أخطاءً فبعد أن عشت عامين بالجبل كنت قد علمت النهج الذي تتبعه المقاومة ما يجب أن يفعلوه كيف يسيرون كيف يجب أن يتصرفوا لكن ذلك الرجل لا لم يكن يقوم بالأشياء بالشكل الصحيح رأيت أمورا لم ترق لي لم ترق لي إطلاقا ونويت أن أعرضها على الحزب حالما أصل لفرنسا ولكنهم ألقوا القبض علي فلم تسنح لي الفرصة للقيام بذلك وذهبت نواياي أدراج الرياح، قادوني إلى ميراندا دي ايبرو في مقاطعة بورجوس وهناك أودعوني سجن مقاطعة بورجوس لا أريد حتى تذكر الأمر لأنني كنت أفضل الموت لأنني لم أكن أستطيع حتى المقاومة ولكن ما كانوا يقولونه لي عندما كنا بالجبل في جماعة المقاومة أتذكر أن الرفقاء المقاومين كانوا يحدثوننا عن الشرطة وعن ما كان الحرس الوطني يفعله، كيف يعذبون ويضربون وأن على الشخص أن يكون قويا أن يفكر أنه شجاعا وألا يشي بأحد، في المخفر ضربوني كثيرا ضربوني وقاموا بأمور شنيعة في الداخلية ضربوني ودهسوا بأرجلهم قدمي وتسببوا بنزع أظافر قدمي من جراء دهسهم لها بأرجلهم سددوا لي الصفعات في كل أنحاء جسمي وكنت أفكر لو أن كل ما يحبط بي سيئ فأنا أريد أن أحارب من أجل شيء أفضل وهذا الأفضل كان التفكير في أنني أسير على الطريق الصحيح بالإضافة إلى اسمي اسبيرانزا الذي يعني الأمل كنت أريد أن أملك الأمل في أن أخرج للحرية لحظة ما كانت دائما الحرية حاضرة في ذهني والحماس أيضا كان يملؤني كنت أنظر للأمام لم أنظر للخلف ودائما كنت أسعى للاحتفاظ بكرامتي فوق كل شيء ولا أظن أن أحدا يستطيع أن يقول عني عكس ذلك.

[موجز الأنباء]

ميغيل باديار: كانوا يحاربون من أجل الحرية ومن أجل الديمقراطية والجمهورية التي حرمونا إياها، انضممت للمقاومة مع آخرين كنت أعرفهم من القرية وانضممنا للمقاومة.

مراسل الجزيرة: وكيف عرفتم أنه كان هناك أناس تحارب في الجبل؟

ميغيل باديار: حسنا لقد علمت أنه هناك أناس يحاربون في الجبل.

مراسل الجزيرة: وكيف؟ كيف عرفت عن..

ميغيل باديار: إن هذا الأمر قد عرفه الجميع جميع أهل القرية عرفوا أنه كان هناك كانوا يقولون عنهم إنهم رجال عصابات كانت هذه هي التسمية التي أطلقوها عليهم ولكننا لم نكن رجال عصابات نحن كنا مقاتلين.

اسبرانزا مارتينث جارثيا: في سجلاتنا ترد أوصاف إرهابيون قطاع طرق معتدون مسلحون هذا ما يطلقونه علينا ولهذا فنحن نسعى جاهدين لكي يعترفوا بأننا كنا محاربين بأننا كنا جيشا مسلحا مناهضا لنظام فرانكو مناهضا للديكتاتورية ولكننا لم نكن قطاع طرق ولا إرهابيين ولا معتدين مسلحين.

أمادورا ماريتنميث: في أحد الأيام ذهبت إلى بيت شقيقتي الأرملة فلقد قتل الحرس المدني زوجها الذي كان من المقاتلين فلقد صحبنا أيضا زوجها وكانت تقول لي لا تصعدي إلى الحجرة لأنها كانت تخاف أن يحدث لي شيئا وأن ينكشف أمر الجميع وعندما ذهب زوج شقيقتي إلى العمل صعدت جريا إلى الحجرة وهناك رأيت ثلاثة من المقاتلين وفي ذلك الحين لم أكن أعرف أي شيء فلم أتجاوز الرابعة عشر وقتها أو ربما الخامسة عشر. في بيت شقيقتي رأيت المقاتلين وأصبحت على صلة بهم كان والدي يلتقي بهم في منزل شقيقتي لأنه في منزلنا لم يكن يعرف أحد أي شيء.

اسبرانزا مارتينث جارثيا: وهكذا عشنا نحن الثلاثة مع والدي بدأنا نتولى عملية الإمداد وكنت أذهب إلى كوينكا التي كانت المدينة الأكثر قربا والأكبر حجما وكنت أستطيع أن اشتري بكميات كبيرة دون أن يلفت ذلك الانتباه أما في القرى لم يكن ممكنا شراء احتياجات رجال المقاومة لأنها كانت مشتريات كثيرة وبالطبع كان لابد أن أذهب إلى كوينكا وحينئذ كنت أشتري كل ما يطلبه مني رجال المقاومة كنت أحضره وفي هذه الأثناء كانت شقيقتاي إحداهما أصغر مني بأربعة أعوام والأخرى بستة كانتا في هذه الأثناء تراقبان بالمنزل تحسبا لحضور رجال الدرك الوطني لإنذار رجال المقاومة.

أمادورا ماريتنميث: ومنذ ذلك الحين بدأت أنتبه إليهم أو إلى أي شيء يتعلق بهم حين أذهب لأحضر المياه مثلا كنت أرى الحرس المدني وكل ذلك وأصعد مهرولة لأحذرهم أتعلم؟ ذات مرة كانوا يراقبون من منظار زجاجي فذهبت إليهم وأخبرتهم أن يتوخوا الحذر لأنه من هذا الطريق يمر عادة رجال الحرس المدني لقد كان المنظار يعكس الضوء وكان ممكنا أن يسترعى انتباههم وكانت هذه هي الطريقة الوحيدة التي كنت أساعدهم بها أن أخبرهم عن الخطر الذي ربما يحيط بهم أو عن الحرس المدني يظهر أم لا وكم هو عددهم.

ميجيل باديار: حسنا في بداية الأمر قامت اسبيرانزا بنفس الشيء مثلها مثل أمادا كانت الاثنتان مركز دعم بعد ذلك عندما كشف أمرهما اضطرتا إلى الصعود والانضمام إلى المقاومة وقد نزلت مجموعة من المحاربين اصطحبتهما وصعدوا معا إلى الجبل أصبحتا من المقاتلين.

اسبيرانزا مارتينث جارثيا: كان يجب علينا أن نسير مسافات من مكان لآخر للتغيير دائما بعد الطرق كنا نصعد ونهبط ونقع على الأرض كان أمرا شاقا جدا وقاسيا لأننا كنا ننتقل في الظلام وفي هدوء تام واحدا بعد الآخر واحدا بعد الآخر.

ميجيل باديار: وكانوا يجبرونك على القتال أتفهمني لذلك كان يجب أن تقاتل عنوة وبالمثل لرجال فرانكو فكان يجب أن يمضي قدما إلى الأمام وأنت تقول فلنسحقهم جميعا ودون أي شفقة كانوا يجدون في البحث والوصول إليك بطبيعة الحال تقوم أنت بالمثل وتدافع عن نفسك البعض كان يسقط والبعض لا وهؤلاء كانوا يقومون مرة أخرى ويواصلون المضي إلى الأمام.

اسبرانزا مارتينث جارثيا: وفي بعض الأحيان كنت تأكل وفي أحيان أخرى لا تجد ما تأكل لا تأكل كانت هناك مستودعات للطعام في أماكن متفرقة بالجبل كان أفراد المقاومة يعدون ذلك ولكن في بعض الأحيان كان يسقط الثلج ويسقط بغزارة فعلا نستطيع تعقب الآثار وبالتالي لم نكن نستطيع السير فمكثنا في خيمة وانتظرنا حتى يذوب الثلج حتى لا يقتفوا آثارنا.

ميجيل باديار: كان هناك العديد من الأسلحة كان هناك بنادق ورشاشات.

أمادورا ماريتنميث: ألم تخبرك شقيقتي عن الهجوم على المخيم؟ كان لدي بندقية لم أكن حادة البصر وكنت دائما أنسى بندقيتي معلقة على شجرة الصنوبر لم أطلق النار أبدا طيلة حياتي.

اسبرانزا مارتينث جارثيا: حسنا أتذكر هجوما وقع على المعسكرات ذات يوم كان قبل قليل من رحيلي من الجبل لفرنسا حدث هجوما على المعسكر ولكنه تم بمحض الصدفة كان اثنان من ضباط الحرس الوطني يسيرون في إحدى الطرق وإذ به يؤدي بهم إلى المعسكر وهناك بدأ تبادل لإطلاق النار كان الرصاص يطلق في جميع الاتجاهات.

أمادورا ماريتنميث: وهذا أخبرتكم شقيقتي أنه بعد الهجوم سقط قتيلان واحد من الحرس المدني وآخر من المقاتلين وجلسنا طوال الوقت نلاحظ الحرس الوطني ثم ذهبنا إلى أرض خلاء وبقينا بين الأشجار ومن هناك وعلى بعد مائتي متر كان يمر الحرس المدني ولكنهم بالطبع لم يفكروا في أننا كنا هناك مختبئين كنا على بعد مائتي متر أتعرف مائتي متر من الجبل لقد أخبرتكم بذلك أيضا أليس كذلك؟ انظر إنه شيء لم تتفوه به هي من قبل.

اسبرانزا مارتينث جارثيا: كنت أحمل مسدسا كنت أحمل فقط مسدسا 9 ملم..

مراسل الجزيرة: لا أستطع أن أتخيلك وأنت تحملين سلاحا.

اسبرانزا مارتينث جارثيا: بالمناسبة أثناء هروبنا وكانت شقيقتي في المقدمة وكنت أنا في الخلف وخرجت طلقة من مسدسي دون قصد لأنني لم أكن قد أحكمت غلق مسمار الأمان فخرجت إحدى الرصاصات دون قصد وكنا نهبط تلا كبيرا ولحسن الحظ لم تصبها الرصاصة ولكنني كنت على وشك أن أقتلها بسبب تلك الرصاصة الطائشة.

أمادورا ماريتنميث: وكانت على وشك أن تقتلني لقد فلتت رصاصة من مسدسها أما أنا فلقد تركت البندقية معلقة على جذع شجرة صنوبر.

ميجيل باديار: يا لك من مقاتلة وكيف تتركين بندقيتك بهذا الشكل؟

أمادورا ماريتنميث: ذلك لأنني كنت سأعود لآخذها مرة أخرى.

ميجيل باديار: يعني تركتيها على الشجرة؟

أمادورا ماريتنميث: أجل وكنت سأعود لآخذها. الأمر أنني لم أكن أعرف أي شيء لم أعرف القراءة أو الكتابة لم أكن لأفرق بين حرف الواو أو غيره لم أعرف من هم الفلاحون على الرغم من أنني نفسي كنت فلاحة ولكن بعد ذلك تعلمت كل شيء لأن المقاتلين قد قاموا بتعليمنا القراءة والكتابة، في البداية كنا نرتب الحروف الواحد جانب الآخر وبعد ذلك قراءتها شيئا فشيئا الذين علمونا هم المحاربون هكذا تعلمنا ثم أكملنا في السجن.

الموت شرفا

اسبرانزا مارتينث جارثيا: هم لا يشعرون بأي خجل عندما رأينا أنهم قد ارتكبوا كما هائلا من الفظائع التي لم يرغبوا حتى في إحالتها للنقاش في البرلمان وأنهم قد أشعلوا حربا لحسابهم أو أنهم دعموا الحرب لحسابهم وأنهم ما زالوا يسمحون لأنفسهم بأن يدعوا أنهم شرفاء وصادقين ومخلصين لا هم لا يتغيرون أبدا أنهم أقل قليلا من فرانكو فلا تعتقد أنهم لا إن هؤلاء أيضا سيؤون سيؤون. وهذا حفل أقمناه نحن رجال المقاومة من مناطق متفرقة في أسبانيا اللقاء الوطني للماكيس جماعة اليانو المساندة للمقاومة المسلحة ضد الفرانكية للزميلة اسبيرانزا مارتينث المعروفة باسم سولي تجمع المقاومة في ليفانته وأراجون تكريما لدورها في محاربة الفاشية ومن أجل الحرية والجمهورية في الجماعة المعارضة للفاشية ندعو لها بالصحة وبالاستمرار في الثورة في ميراندا دي ايبرو بتاريخ الثامن من شهر مارس لسنة 2002، عندما خرجت من السجن بعد خمسة عشر عاما قضيتها فيه لم أستطع الارتباط برجل يفكر بطريقة مختلفة عن طريقتي أو بأحد هؤلاء السياسيين الفاسدين أو برجل لا يتمتع بوعي سياسي كاف وهم موجودون وقد تقدموا لي طلبا للزواج.

زوج اسبرانزا مارتينث جارثيا: عندما رأيت هذه المرأة وكيف عبرت عن نفسها فإنك ترى أنها امرأة تقول عجبا إنها حقا امرأة إنها هنا وحيث أنها أعجبتك كما هي ولكن أعجبتك هيئتها فإن أول ما تسعى لفعله هو البحث عن وسيلة للكتابة إليها وهذا هو ما تفعله..

اسبرانزا مارتينث جارثيا: لم أكن قد فكرت في الزواج لم أكن قد فكرت في أي شيء عن أي شيء هو لا يناقش أي مواضيع سياسية في المنزل لا سياسية ولا اجتماعية ولا إنسانية..

زوج اسبرانزا مارتينث جارثيا: لا.. لا..

اسبرانزا مارتينث جارثيا: إنه صموت تماما، تماما..

زوج اسبرانزا مارتينث جارثيا: لا أعتقد..

اسبرانزا مارتينث جارثيا: إنه يأتي يجلس ساكنا ولا يتحدث إلا إذا وجهت إليه سؤالا ويجب أن تحمله على الكلام لأنه لا يقول أي شيء يتحدث قليلا جدا، قليلا جدا..

مراسل الجزيرة: هل هذا صحيح؟

اسبرانزا مارتينث جارثيا: نعم، نعم تماما، تماما..

زوج اسبرانزا مارتينث جارثيا: لا أعتقد، لا أعتقد أن ذلك صحيحا تماما حسنا شيء من هذا حقيقي..

اسبرانزا مارتينث جارثيا: ودائما ما يقول لي لا تتحدثي بصوت عال فأنت تضايقيني إنه صامت جدا..

زوج اسبرانزا مارتينث جارثيا: وهكذا كتبت ما أريد في خطاب قلت لها تعجبني شخصيتك فهي من الواضح لا أدري لكن حسنا أجيبيني وترد عليك لا أدري فأنا لا أجهلك ولكني أيضا لا أعرفك ولكن حسنا سوف أعرفك الخطاب التالي تقول لها سوف أرسل لك صورة وترسل لك هي أيضا خطاب آخر وهكذا تسير الأمور حتى تصل إلى اللحظة التي تقول فيها متى سنتقابل..

أمادورا ماريتنميث: هو؟ لقد كان شابا وسيما ذا شعر حالك السواد كان كأحسن ما يكون.

ميغيل باديار: لدي صورة فوتوغرافية لي وأنا شاب حسنا كان لي..

أمادورا ماريتنميث: أه أنظر أعطه الصورة صورة الفتيات..

ميغيل باديار: أنها هنا في الخلف أنظر ها هي.. أنظر إنها في السجن سجن مدينة سيجوبيا..

أمادورا ماريتنميث: ولديك صورة أخرى لي أليس كذلك؟ في هذه الصورة كنا قد تزوجنا بالفعل..

ميغيل باديار: أنظر كيف كنت..

أمادورا ماريتنميث: لا هذه الصورة لا..

ميغيل باديار: ولماذا لا؟

أمادورا ماريتنميث: سحقا إنني في هذه الصورة أبدو بدينة وقبيحة..

ميغيل باديار: وماذا يهم في ذلك..

أمادورا ماريتنميث: أنظر ولكن كان لديك صورة أفضل من هذه..

ميغيل باديار: لقد أخذتها شقيقتك.. انظري هذه الصورة عندما جئت من..

أمادورا ماريتنميث: في ميدان بلاثا دى توروس..

مراسل الجزيرة: وكم سنة قضيتها في السجن؟

أمادورا ماريتنميث: لقد مكثت ثماني سنوات وتسعة أشهر وثمانية عشر يوما..

مراسل الجزيرة: هل تتذكرين التواريخ؟

ميغيل باديار: بالطبع..

أمادورا ماريتنميث: إنني لا أنسى ما حدث أبداً..

اسبرانزا مارتينث جارثيا: في هذا الشأن نحن مختلفون فهو يغفل كل شيء إلى حد ما وددت لو كان أكثر اهتماما بهذه التفاصيل الصغيرة ولكنه لا يفعل إنه يغفل كل شيء أما أنا فلا أنا أكثر منه اهتماما بهذه التفاصيل، الأمر عنده سيان أنه يحبني في صمت أنه حتى لا يقولها لي أو أنه..

زوج اسبرانزا مارتينث جارثيا: ولكنني أحبها أكثر..

اسبرانزا مارتينث جارثيا: ولا يقول لي حتى ذلك لذا فإنني أشك في ذلك..

زوج اسبرانزا مارتينث جارثيا: على الرغم من أنني لا أقول لها لا أدري هذه الأشياء تفوتني فأنا لا أتذكر عيد ميلاد أي شخص نعم فأنا لم أهتم بهذا أبدا لم أهتم بهذا عندما كنت أعيش مع عائلتي ولا الآن أيضا هي الشخص الوحيد الذي أتذكر عيد ميلاده وأتمنى ألا أنساه..

اسبرانزا مارتينث جارثيا: ولا حتى مرة فأنت تتذكره لأنني ألومك على نسيانه..

زوج اسبرانزا مارتينث جارثيا: اللعنة ألا تستطيعين إحكامها أم ماذا؟

اسبرانزا مارتينث جارثيا: أنا لا أستطيع..

زوج اسبرانزا مارتينث جارثيا: إذا فلتطلبي مني ذلك..

اسبرانزا مارتينث جارثيا: لنرى إن كانت تحتمل الآن يبدو كذلك إنها تنزل لا أستطيع أن أضغط أكثر من هذا ليس بي قوة.

"
كنا جميعا في السجن نقضي اليوم كله في المشغل، وهناك كنا نجتمع مع نحو 19 سجينة سياسية كن يعيطننا دروسا في النحو والصرف والتاريخ والرياضيات
"

أمادورا ماريتنميث: كنا جميعنا في السجن نقضي طيلة اليوم في المشغل كنا نعمل وهناك كنا نجتمع مع حوالي تسع عشرة سجينة سياسية وكانت السجينات السياسيات يعطوننا دروسا دروس في النحو والصرف والتاريخ والرياضيات وفي كل شيء ذلك لأنني ذهبت هناك وأنا متأخرة جدا من الناحية الدراسية لأنني كنت أعرف أقل بكثير مما يعرفه الآخرون ولكنني كنت أذهب لفناء الممرضات وأقوم بمراجعة الدروس وبعد ذلك تقدمت ولحقت بهم..

اسبرانزا مارتينث جارثيا: كانت الزنزانة بالسجن صغيرة جدا كانت صغيرة فقد طلبت أن أكون بزنزانة فردية حيث أشعر بقدر أكبر من الراحة ووضعت لها ستائر ورتبتها على ذوقي ولم أشعر فيها بأنني حبيسة تماما، هناك كنت أقرأ كنت أستذكر حتى أنني في وقت معين وكنت قد أصبحت وحيدة من دون أي سجينة سياسية وفي إحدى المرات وفي عيد رأس السنة وبكأس من الماء شربت نخب الحرية مع كل الناس الذين شربوا نخبها في أنحاء العالم..

ميجيل باديار: حسنا لقد خرجت هي قبلي بعام ولحقت أنا بها بعد ذلك حين خرجت لم أكن أعرف أحدا وكان لي اتصال بواحدة من الرفيقات عندما قابلت الرفيقة قالت لي اذهب إلى سجن ألكالا اقصد منطقة تورريخون ففي تورريخون توجد أحد الرفيقات ولها شقيقة في سجن ألكالا فطلبت مني أن آخذ من شقيقتها الأجور الخاصة بعملهم وبالتالي تعرفت عليها في تورريخون وحينئذ أعجبت بالسيدة لك أن تتخيل..

أمادورا ماريتنميث: لا قصيدة السجن لم تكن طويلة بل قصيرة نعم فإن قصيدة السجن كانت تقول أيتها الجولوندرينا متعبة أنت؟ ماذا جرى لك خلف قضباني؟ أما زلت تطيرين بحثا عن شريكك؟ أيائسة يا صغيرتي؟ تريدين أن تطيري من هذا الصقيع إلى قبلة دافئة أو أنك تخففين ساعات السجن الحزينة بتغريدك وألحانك؟ أنصتي لي أيتها الجولوندرينا الجميلة بحريتك وحماسك هذا، هل تريدين أن تطيري إلى شقيقتي الصغيرة وتعطيها قبلة مني؟ ستعبرين بطيرانك السريع الجبال والهضاب والوديان ربما تعثرين في طريقك على شقيقتي أخبريها أن تكف عن البكاء أخبريها أنني أهديها قبلة قولي لها ألا تبكي كثيرا وبأنك خففت عليّ عني بغنائك بالرغم من أنني حبيسة لا تخبريها أني حزينة لا تخبريها أنني بكيت قولي لها أنني رغم قيودي لا زلت أملك الأمل، ابني عشك في شرفتها وبصوتك العذب اذكريني عند شقيقتي لا تدعيها تبكي.

اسبرانزا مارتين جارثيا: لكن لا أعلم فالأحلام هي خيالات أتذكر حلما جميلا جدا راودني ذات مرة كنت أشعر براحة كبيرة في حقل كبير وكنت أطير كنت ألف كثيرا وأطير وأحلق عاليا وهذه الأمور الحقيقة أنه أحد أجمل الأحلام التي راودتني فقد كنت أحلق عاليا وقتما أشاء وأهبط وقتما أشاء وكان نوعا من الحرية وأتذكر حينما رحلت عن منزلي رحلت متخلية عن بعض أشياء في المنزل والآن أفتقدها وأتذكرها بكثير من الحب أكثر مما كنت أشعر تجاهها عندما رحلت، كنت ألعب مع الصبيان كنت صغيرة جدا وقصيرة القامة جدا ولكنني كنت أركض كثيرا كنت أجرى وأفوز على الجميع أه السلالم لقد تعبت أنا إذا خيرت وأنا أشكل نقطة دعم للمقاومة بين أن أظل بالمنزل أو أن أذهب للجبل لو أن على أن أختار شيئا من كلا الأمرين فسأختار الذهاب للجبل فاستمراري بالمنزل يعرضني لأن يمسكوا بي ويضربونني بل وأن يقتلوني ضربا بالعصا لذا فأنا أريد أن أكون حرة في الاختيار وبالنسبة لي فسأختار أن أرحل وإذا حاولوا قتلي في الجبل فسيكون بإمكاني أن أدافع عن نفسي ولكنني لن أترك نفسي عرضة لأن يلقون القبض على.

ميجيل باديار: فإنه كان يجب القتال أولا أن ترحل إلى الجبل وأن تموت على الأقل أن تموت وأنت تقاتل هذا ما كنت تشعر به حين تصل إلى هناك.

أمادورا ماريتنميث: لقد قتلوا والدي بينما كنا نحن في الجبل مع المقاتلين.

ميجيل باديار: لقد قتل أباها وعديله الذي مات أيضا.

أمادورا ماريتنميث: وبعد ذلك نقلوا إلينا خبر موت والدي لا أعلم إن كانت شقيقتي قد أخبرتكم بذلك أخبرونا بوفاة والدي ولأننا كنا في شرخ الشباب اعتقدنا أن ذلك سوف يحبط من همتنا ولكن عندما كان يتعرض رفيق آخر لمثل هذا كنا نقول إنه رفيقنا هذا الذي سقط في القتال يجب ألا يضعف هذا من همتنا وعزمنا بل يصبح دافعا للقتال فالرفاق كانوا يحتضنوك فتقول هذا هو الحزب وهؤلاء هم الرفاق وذلك شيء لا أنساه مدى الحياة.

اسبرانزا مارتين جارثيا: كان في الخمسينات من عمره آنذاك ولكننا كنا نراه عجوزا كنت أنا شابة صغيرة في السن وقتها وكنت أراه عجوزا جدا ودعنا كان سيذهب لقطاع آخر ولم نره مجددا ولم أعلم مكان دفنه إلا بعد خمسين عاما وجدناه بعد وقت طويل فوضعنا شاهدا على المكان الذي دُفن فيه، كتبنا عليه على الأقل أنه مدفون هنا أنه مات أنه حارب من أجل الحرية وكنا نعرف أن والدي لم يعد له وجود هناك..

أمادورا ماريتنميث: كنت سأرغب في فعل أشياء عديدة كان ممكنا أن أدرس وأصبح شيئا أكثر نفعا كنت سأحب ذلك جدا ولكن لا لم يكن ذلك في الإمكان كل ما أملكه هو الخبرة في القتال والمقاومة، لا يستطيع أحد أن ينكر على هذا ولكن بخلاف ذلك أعرف ذلك لم أعرف شيء.

مراسل الجزيرة: وهل تعدين ذلك بالشيء القليل؟

أمادورا ماريتنميث: لا ليس بالقليل إنه كاف بالإضافة إلى أنني سعيدة جدا وفخورة بما أديته ولا أندم أبدا على ذهابي إلى الجبل بل ولي ذكريات سعيدة جدا مع الجميع لأنها ذكرى جميلة كانوا جميعهم على أحسن ما يكون لقد كانوا يحترموننا ويحبوننا وكل ما يقال عنهم لن يوفيهم حقهم وإنني لفخورة بأنني قد قدمت ما قدمت وقبل أي شيء أفخر بوالدي الذي حظيت به أنا وشقيقاتي.

اسبرانزا مارتين جارثيا: لقد كانت الأربعون عاما من حكم الديكتاتورية غاية في القسوة يجب أن يعاني المرء ذلك يجب أن يعيشه لكي يعلم إلى أي مدى تصل قدرتهم، كنت أتمنى الموت نعم كان أمر مريرا ولكنني الآن سعيدة بأنني لم أمت لأنني لو كنت مت لما كنت هنا الآن تعرفت عليكم أشعر بالسعادة لكوني بجانبكم وأشعر بالسعادة خاصة لاستطاعتي إذا أمكن ذلك أن أكون نفعا ولو قليلا للمجتمع إلى أن تكف الحياة عن النبض بداخلنا حتى يتوقف نبض الحياة، فبالمقاومة يتحقق النصر أليس كذلك؟ المقاومة تعني النصر ما أريده هو ألا ننسى وأن تظل الذكرى خالدة وعلى الأخص من أجل من تم إعدامهم ومن تعرضوا للتعذيب ومن استشهدوا داخل وخارج السجون الاعتراف بعمليات الإعدام التي تمت وبكل الأشخاص الديمقراطيين الذي ماتوا من أجل الحرية فقط أتمنى أن أكون هنا لأطالب بهذه العدالة التي في نظري لا تزال دينا يجب أن يسددوه لنا فالعدالة لم تقم بعد لم يتحقق العدل بعد نحونا.