لقاء اليوم

ولايتي: الأسد خط أحمر لإيران

استضاف برنامج “لقاء اليوم” علي ولايتي مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية، وتطرق الحوار للاتفاق النووي الإيراني، ومواقف طهران من بعض قضايا المنطقة، وعلاقاتها من الدول العربية.

شدد علي ولايتي مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية على أن الرئيس السوري بشار الأسد خط أحمر بالنسبة لطهران، في حين رأى أنه ليس من حق السعودية التدخل في اليمن، على اعتبار أنه عمقها الإستراتيجي، ودافع عن تدخل بلاده في الشأن العراقي، مبررا هذا التدخل بأنه جاء استجابة لطلب الحكومة "الشرعية" في العراق.

وبحسب تصريحاته التي جاءت في حلقة 30/7/2015 من برنامج "لقاء اليوم"، يقول ولايتي "ما دام الرئيس الأسد على رأس السلطة في سوريا فهو خط أحمر بالنسبة لإيران"، ولن يتبدل هذا الواقع إلا إذا جاء يوم يقرر فيه الشعب السوري تغيير حكومته أو رئيسه دون أي تدخل خارجي.

وتابع القول "إذا كان التوجه في سوريا نحو الحل السياسي فإنه يتوجب على كل من يقدم دعما عسكريا لأي من أطراف الأزمة وقف ذلك بالكامل".

وقال إن طهران تؤيد وتقبل الحل السياسي في سوريا، شرط أن يضع الجميع أسلحتهم على الأرض ويتم وقف القتال، ويخرج كل الأجانب من سوريا، بما فيهم مقاتلو إيران وحزب الله اللبناني، وتتبقى فقط الحكومة السورية والشعب السوري، وبعد ذلك يجلس جميع السوريين برعاية الأمم المتحدة إلى طاولة حوار لتحديد الخطوة التالية.

اليمن
وفي ما يتعلق بالقضية اليمنية شدد ولايتي على ضرورة توقف كل التدخلات الخارجية في اليمن من أجل التهيئة لإجراء انتخابات تحت سقف دولي وبرعاية الأمم المتحدة، مضيفا أن ما سيختاره اليمنيون سيكون هو الواقع الجديد.

ورأى أنه لا يحق لأي دولة أن تقول عن دولة أخرى إنها تشكل عمقا إستراتيجيا لها -في إشارة إلى المملكة العربية السعودية- مؤكدا أن اليمن لا يشكل عمقا للسعودية، وأنه دولة مستقلة لها سيادتها وعمقها التاريخي والحضاري.

وفي هذا السياق، رفض تشبيه الموقف السعودي من الأزمة في اليمن بالتدخل الإيراني في الشأن العراقي، موضحا أن طهران تحركت باتجاه العراق بناء على طلب من الحكومة العراقية المنتخبة، وليس من منطلق أن العراق يشكل العمق الإستراتيجي لإيران، على حد قوله.

وردا على مداخلة للزميل عبد القادر فايز مراسل الجزيرة في طهران، بأن السعودية تدخلت أيضا باليمن بناء على طلب الرئيس اليمني الشرعي عبد ربه منصور هادي، قال ولايتي "لو كان هادي الرئيس الشرعي لليمن فعليه أن يعود لليمن، وما كان عليه أن يهرب إلى الرياض"، على حد قوله.

وانتقد المسؤول الإيراني ما قال إنه قصف يومي تقوم به طائرات سعودية على عدة مناطق يمنية، ومضى يقول "منذ أربعة أشهر يتعرض اليمن لقصف سعودي، الأمر الذي يتعارض مع ما يريده الشعب اليمني"، نافيا في الوقت ذاته وجود أي جندي أو طائرة إيرانية في اليمن.

حركات المقاومة
وفي ما يتعلق بما يشاع حول وجود توتر في علاقة طهران مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) نفى ذلك مطلقا، وتحدث عن صداقة شخصية تربطه مع مدير المكتب السياسي لحماس خالد مشعل.

وشدد على أن بلاده تنظر إلى حماس بوصفها حركة مقاومة أصيلة وأقدر حركات المقاومة الفلسطينية، حيث استطاعت أن تحمي وتصون قطاع غزة ضد الهجمات الإسرائيلية.

كما أكد أن زيارة مشعل الأخيرة للرياض لن تؤثر على علاقتها بطهران، وقال "نحن أصدقاء لحماس وصداقتنا لا تسمح لنا بالتدخل في شؤونها الداخلية، ويمكن لقادتها ومسؤوليها أن يذهبوا إلى السعودية وغيرها".

ووصف ولايتي علاقة إيران وحركة الجهاد الإسلامي بالطيبة، واصفا قيادات الحركة بأنهم أصدقاء مقربون، وأنه شخصيا يحرص على لقائهم والتشاور معهم كلما حانت الفرصة.

وفي سياق متصل، ذكر أن حزب الله اللبناني يشكل مفخرة لإيران بدفاعه عن وجوده ووجود المسلمين والعرب واللبنانيين، مشيرا إلى أن الحزب هو أول من ألحق هزيمة حقيقية بإسرائيل.

الاتفاق النووي
وخصص جزءا مهما من الحوار للحديث عن الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران مع الدول الكبرى بعد سنوات من التفاوض، حيث أوضح مستشار المرشد الإيراني أنه لا يمكن أن يكون هناك اتفاق يلبي طموحات طرف واحد بنسبة 100%، خاصة أن كل طرف يسعى إلى ضمان الحد الأقصى من مصالحه والحد الأدنى من تنازلاته.

وقال "من هنا لا يمكن الحديث عن أن الاتفاق النووي الأخير هو اتفاق نموذجي، كما لا يمكن القول إنه اتفاق غير جيد".

وذكر ولايتي أنه يتوجب على البرلمان الإيراني أو مراكز اتخاذ القرار النهائي في إيران أو في أميركا أو في الدول التي شاركت في المفاوضات الاختيار بين القبول بهذا الاتفاق أو رفضه.

ورأى أن الحديث عن وضع شروط جديدة لا معنى لها، لأن ذلك يعني عودة الجميع للحوار من جديد والتباحث بشأن الشروط الجديدة.

وبين أنه بعيدا عن استنتاجات دول "5+1" وتفسيراتها لما جاء في الاتفاق، فإن دخول أي أجنبي -بمن في ذلك مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية وأي مفتشين آخرين للمواقع العسكرية الحساسة للجمهورية الإسلامية- ممنوع مهما بلغ الأمر، حسب تعبيره.

وقال "نحن ملتزمون باتفاق فيينا، وبالنسبة لنا ليس بالضرورة أن نقبل بكل ما يقره مجلس الأمن الدولي"، مشيرا إلى أن إيران لن تخضع لأي قرار دولي يتعارض مع مصالحها الإستراتيجية وسيادتها.

وأكد علي ولايتي أن إسرائيل لن تجرؤ على مهاجمة إيران، لافتا إلى أنه في اللحظة التي تبادر فيها للقيام بمثل هذا الأمر، فإن مدنا إسرائيلية مهمة ستسوى بالأرض، حسب وصفه.