لقاء خاص

كلينتون: على دول الخليج انتظار تفاصيل الاتفاق مع إيران

قال الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلنتون لبرنامج “لقاء خاص”، إن الاتفاق النووي مع إيران قد يساهم بتبديد المخاوف الخليجية بشأن تغيير موازين القوى بالمنطقة، مبديا قناعته بحتمية هزيمة تنظيم الدولة.

قال الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون إن الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة "5+1" يعني أن إيران لن تكون قادرة على إنتاج السلاح النووي لمدة عشر سنوات. 

وفيما يتعلق بالقلق الخليجي والسعودي على وجه الخصوص من الاتفاق النووي، قال كلينتون خلال استضافته في برنامج "لقاء خاص" الذي بث يوم الجمعة 22/5/2015، إنه يجب الانتظار لمعرفة تفاصيل نتائج المفاوضات، "وكل شيء هنا كامن في التفاصيل".

وتابع "أستطيع القول بشيء من الثقة إن هذا الاتفاق يعني أن إيران لن تكون قادرة على إنتاج السلاح النووي لمدة عشر سنوات، أو أنها لن تكون قادرة على ذلك دون افتضاح أمرها، مما سيعيد فرض العقوبات في الحال".

واعتبر الرئيس الأميركي السابق أنه في ظل هذا الوضع فإن الجميع -بمن فيهم الإسرائيليون- سيفضلون الاتفاق على العمل العسكري ضد إيران، بالنظر إلى كل ما يحدث الآن في المنطقة وما حدث سابقا في العراق وأفغانستان.

ورأى أنه إذا اطمأنت دول الخليج والسعودية لأن أي تجاوز من طهران لشروط الاتفاق سيؤدي إلى عودة العقوبات الدولية ضدها، فإن ذلك من شأنه أن يبدد مخاوف الخليج من تغيير موازين القوى في المنطقة، أو ما يعرف بالهلال الشيعي.

الربيع العربي
وفي تعليقه على الأحداث في المنطقة العربية، قال كلينتون إن الربيع العربي لم يكن منظما ليصبح قوة سياسية، ضاربا مثالا على ذلك بما جرى في مصر بعد ثورة 25 يناير ثم انتخاب حكومة جديدة ثم العودة إلى حكم عبد الفتاح السيسي.

وحول رؤيته لما يجري في سوريا، حمّل كلينتون الدمار الذي تشهده هذه الدولة على الطريقة التي واجه بها بشار الأسد المظاهرات في بداية الثورة، مع أنها كانت سلمية. وقال إن مواجهة الثورة بالقوة والعنف سمحت بدخول جماعات متطرفة إلى سوريا وأخرى معتدلة، مما أوصل الحال في سوريا إلى ما هو عليه.

وتحدث كلينتون عن المعاناة التي تكبدها الأردن ولبنان بسبب الصراع في سوريا، مشيرا إلى استقبال البلدين ملايين اللاجئين السوريين رغم ضعف إمكانات البلدين الاقتصادية وضعف البنية التحتية، داعيا المجتمع الدولي إلى تقديم المزيد من العون لهما ليواصلا تقديم الخدمات للاجئين السوريين.

وأشار الرئيس الأميركي الأسبق إلى قناعته بأن تنظيم الدولة الإسلامية ستتم هزيمته عندما يقتنع المواطنون الذين يعيشون تحت حكمه بأن الثورة عليه هي الحل لإسقاطه، وأوضح أن التنظيم تجاوز كل ما قام به تنظيم القاعدة، ودعا إلى تمكين الناس من مواجهة التنظيم والدفاع عن أنفسهم.

مبادرة
وتحدث كلينتون -الذي كان موجودا في المغرب ضمن فعاليات مبادرة كلينتون العالمية للشرق الأوسط وأفريقيا التي احتضنتها مدينة مراكش– عن منظوره لمستقبل التنمية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وعن علاقاتها مع الولايات المتحدة.

وأوضح أن هناك تقدما كبيرا يتم إحرازه في دول بأفريقيا والشرق الأوسط، وضرب مثالا بالمغرب الذي أكد أنه شهد نموا اقتصاديا نشطا ومحاولات جادة لزيادة مشاركة المرأة وسكان الريف، وكذلك خططا زراعية جادة لرفع مستوى المعيشة لصغار المزارعين.

وفيما يتعلق برؤيته لمستقبل القارة الأفريقية، أشار كلينتون إلى وجود ست دول بها من أسرع الاقتصادات نموا في العالم خلال السنوات العشر الماضية، وقال إن أفريقيا والشرق الأوسط يدخلان في سباق من أجل المستقبل، ودعا المواطنين إلى المساهمة في إحداث تغيير إيجابي.

كما دعا إلى العمل من أجل "مستقبل تعاوني" مع الصين، وأوضح أن بكين قلقلة على مصادر الطاقة والمعادن الثمينة، وأن المحصلة النهائية تقول إن الصين واليابان والهند دول قيادية مهمة ستساعد في بناء العالم.