حديث الثورة

التطورات اليمنية وفرص جمع الأطراف في جنيف

استعرض برنامج “حديث الثورة” أبعاد اعتذار الرئيس اليمني عن المشاركة في مشاورات جنيف، ورهانات جماعة الحوثي وأسباب عدم تجاوبها مع قرارات مجلس الأمن، إضافة إلى موقف المجتمع الدولي من الجماعة.

اعتذر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي عن حضور مشاورات في جنيف بين الأطراف اليمنية، كان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد دعا إلى عقدها يوم 28 مايو/أيار الجاري.

وبشأن ما تحقق من قرار مجلس الأمن رقم 2216، رأى المتحدث السابق في الأمم المتحدةعبد الحميد صيام أن القرار لم يتحقق منه الكثير، رغم أن جوهره يتمثل في الاعتراف بشرعية الرئيس هادي، ولكنه أوضح أن المنظمة الدولية تعمل على أكثر من مسار ولم تيأس، وأن الواقع يحتم على الأطراف أن تلتقي لبحث أزمة البلاد رغم القتال الدائر.

وعزا عدم تطبيق القرارات الأممية بشأن اليمن إلى أن اتخاذ القرار تحت الفصل السابع لا يعني الذهاب إلى استخدام القوة فور عدم تنفيذه.

وعبر صيام في حلقة السبت (23/5/2015) من برنامج "حديث الثورة" عن قناعة الأمم المتحدة بأن حسم المعركة في اليمن لن يكون عسكريا، وأكد أن هذا القتال يخدم تنظيم القاعدة الذي يستفيد من ضعف الأطراف المعنية بهدف أن يصبح القوة الأساسية في اليمن.

رفض إيران
وحول ما حمل هادي على رفض الدعوة للمشاركة في مفاوضات جنيف، أوضح الصحفي في الرئاسة اليمنية مختار الرحبي أن هادي لم يعلن "صراحة" أنه لن يشارك في مفاوضات جنيف، ولكنه دعا للوصول إلى نقاط واضحة مع الحوثيين الذين لا يؤمنون بلغة الحوار.

واستعرض الرحبي عددا من الاتفاقات التي سبق أن تم توقيعها مع الحوثيين، ولكنهم نقضوها واحدا تلو الآخر.

وناشد الحوثيين عدم المزايدة على محاربة القاعدة وتبرير القتل واقتحام المحافظات، وضرب مثلا بما فعله الحوثيون في دماج وعمران من تدمير للبيوت وتشريد للطلاب، وعاب على المليشيات الحوثية "ابتلاعها" للدولة بدلا من وضع يدها في يد الدولة لمحاربة تنظيم القاعدة.

ونفى الرحبي أن يكون الجيش الجديد نواة للحرب الأهلية، وقال إنه جاء لحماية اليمن من المليشيات التي تقتل اليمنيين تحت عناوين فضفاضة، وقطع باستحالة القبول بوجود إيران في المفاوضات الحالية أو المفاوضات المرتقبة لأنها أصبحت جزءا من المشكلة بتسليحها للحوثيين، وفق رأيه.

موقف المقاومة
وحول ما يجري على الأرض في عدن، أوضح المتحدث باسم مجلس قيادة المقاومة في عدن علي الأحمدي أن ما بينهم وبين جماعة الحوثي هو القتال فقط لأنهم غزاة، واتهم الجماعة باستغلال الهدنة أسوأ استغلال، وأنها جلبت حشودها إلى أطراف المدينة.

وأوضح الأحمدي أن المقاومة ما زالت تستخدم أدوات قتال بسيطة، وناشد تحالف الدول العربية التدخل البري العاجل.

من ناحيته، أوضح الأكاديمي والباحث السياسي اليمني صالح الحازبي أن الحوثيين يظنون أنهم قادرون على السيطرة على جميع اليمن، وأنهم قادرون -نتيجة لفارق القوى- على فرض أجندتهم على الجميع.

وقال الحازبي إن عملية عاصفة الحزم جردت الحوثيين من الأسلحة النوعية التي تعطيهم التميز، وأوضح أن موافقة الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح والحوثيين على الذهاب إلى جنيف تمثل محاولة لوقف تغيير المعادلة على الأرض.

إعادة صياغة
من جهته، رأى المحلل السياسي عبد الوهاب الشرفي أن أسلوب إدارة العملية السياسية في اليمن هو الذي منع التوصل إلى حلول مرضية للشعب اليمني، وقال إن هناك مخاطر حقيقية تتمثل في "الإرهاب" وغياب الأجهزة الأمنية التي تحقق الاستقرار.

ودعا الشرفي إلى إعادة صياغة المؤسسات العسكرية ومؤسسات الدولة لأن الجيش لم يكن منضبطا وفقا للولاء الوطني وإنما وفقا لأجندة أخرى، مشددا على ضرورة أن يشتمل الجيش على جميع المكونات الوطنية.