حديث الثورة

هل تفضي أزمة اليمن لمواجهة بين السعودية وإيران؟

استعرض برنامج “حديث الثورة” مع ضيوفه تصريحات ومواقف إيران وداعميها بشأن زخم التحرك الدولي لمعالجة الوضع في اليمن، إضافة إلى موقف الدول الخليجية والعربية المشاركة في عاصفة الحزم.

منذ انطلاق عمليات عاصفة الحزم ضد الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح، لا يمر يوم دون إطلاق تصريحات من القيادات الإيرانية السياسية والعسكرية تتعلق باليمن، وتتراوح بين الحديث عن حلول سياسية للأزمة والتحذير من عواقب استمرارها على المنطقة.

تطرح إيران تصورا للحل في اليمن يقوم على تشكيل حكومة وحدة وطنية دون تدخل أجنبي، غير أن الرئيس الإيراني حسن روحاني يباهي بتمدد القوات المسلحة لبلاده من الخليج إلى باب المندب وحتى البحر الأبيض المتوسط، وفق إستراتيجية يعتبرها دفاعية لحماية من يصفهم بالمظلومين.

وفي المقابل، يؤكد تحالف عاصفة الحزم أنه أيضا يريد حلا سلميا للأزمة يقبل الحوثيون بموجبه المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني اليمني، ويعترفون بشرعية الدولة التي انقلبوا عليها.

موقف طبيعي
وحول تصريحات الرئيس الإيراني من عاصفة الحزم، رأى الباحث المتخصص في الشؤون الإقليمية حسين رويواران في حلقة السبت 18/4/2015 من برنامج "حديث الثورة" أن الحرب على اليمن تمثل تهديدا للأمن الاقليمي، وفقا لذلك اعتبر أن موقف إيران يعد طبيعيا جدا لأنها تقع ضمن الإقليم.

وأوضح أن الحرب لا فائدة منها ولن تفضي إلى حل، وأن وقف الحرب في أي فترة يساعد على إنقاذ المئات أو الآلاف من اليمنيين، وضرب مثلا بالعديد من الدول "الأكبر" من السعودية التي دخلت حروبا ولم تنجح فيها.

وأكد رويواران أن إيران كانت تحث جميع المكونات اليمنية على الجلوس إلى طاولة الحوار قبل الحرب وبعدها، وتطالب بالحوار في الأزمة السورية أيضا، وأرجع عدم مطالبتها للحوثيين بالجلوس إلى الحوار إلى أنها لم تتعود أن تفرض شروطا على حلفائها.

ودعا إلى ترك ازدواجية المعايير عند الحديث عن التدخل الإيراني في اليمن، مشيرا إلى قيام "دول أخرى" بالتدخل المباشر في البلاد، ونفى أن تكون هناك علاقة بين وجود قوات إيرانية في باب المندب وما يحدث في اليمن، وأرجع تاريخ وجود هذه القوات إلى أربعة سنوات خلت عندما تدخلت طهران مع دول أخرى لمنع القرصنة.

ونفى الباحث نية إيران التدخل في الحرب في اليمن، ولكنه أكد أنها ترى أن هذه الحرب لا يمكن أن تمثل مخرجا للأزمة اليمنية.

مواجهة مباشرة
من جهته، اعتبر الكاتب الصحفي السعودي جمال خاشقجي أن الموقف الإيراني مقلق، وأن لهجة التصعيد في لغة الرئيس الإيراني تعني أن هناك مواجهة حقيقية متوقعة بين إيران والسعودية، ودعا الجميع إلى الاستعداد لهذه المواجهة التي تهدف إلى وقف التمدد الإيراني مرة واحدة، ومنح الشعب الإيراني الفرصة ليعيش حرا سعيدا في بلاده.

وحول فرص مبادرات السلام، قال خاشقجي إن السعودية قدمت عدة مبادرات للسلام مع إيران، التي استمرت في الحديث عن السلام وواصلت تزويد مواليها في اليمن ولبنان وسوريا بالصواريخ التي تقتل الأطفال، ودعا إلى التعامل مع الإيرانيين حسب أفعالهم لا أقوالهم.

واعتبر الكاتب السعودي تصريحات الرئيس روحاني الأخيرة إغلاقا لكل أبواب الحوار أو الوساطة في الشأن اليمني، وأشار في الوقت نفسه إلى مطالبة الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز اليمنيين أن يعودوا إلى طاولة الحوار، ولكن دون التخويف والكذب.

وتوقع أن تكون المواجهة بين البلدين كاملة وحيثما تمددت الأساطيل الإيرانية من البحر الأحمر حتى البحر الأبيض، وأكد أن التحالف لن يدع لإيران موطئ قدم في العالم العربي عدا جنوب العراق.

تحرك دبلوماسي
أما فواز جرجس -أستاذ العلاقات الدولية ومدير مركز الشرق الأوسط في جامعة لندن- فقد رأى أن هناك نبرة عالية في الخطاب السياسي للقيادة الإيرانية، وأوضح أنها وجهت نقدا خطيرا للإستراتيجية السعودية.

وفي وجهة نظر مخالفة للكاتب الصحفي خاشقجي، استبعد جرجس المواجهة المباشرة بين إيران والسعودية، ولكنه أشار إلى أن إيران تحاول أن تنتقد الموقف السعودي، وأن تقوم بتحرك ديناميكي سياسي "ذكي جدا"، تعتمد فيه على نقد السعودية ومن ثم إقناع المجتمع الدولي بأن العمليات العسكرية لن تجدي نفعا، وأكد أن القيادة الإيرانية متخوفة في الوقت نفسه من التدخل البري للتحالف في اليمن.

واوضح أن القيادة الإيرانية تفاجأت من رد الفعل السعودي المباشر الذي تمثل في التدخل المباشر وتشكيل تحالف دولي، وأشار إلى أن مخاوف إيران نابعة من أنها لن تستطيع مساعدة حلفائها في جماعة الحوثي مساعدة مباشرة.

من ناحيته، نفى المحلل السياسي اليمني إبراهيم القعطبي وجود حاضنة شعبية تابعة لإيران في اليمن، وأوضح أن المبادرة الإيرانية لا تحمل جديدا، وأن جل مقترحاتها كانت موجودة في اليمن وانقلب عليها الحوثيون، ووصفها بالفرقعة الإعلامية التي قصد منها إظهار الحضور الإيراني القوي في المشهد اليمني.