حديث الثورة

فراغ سياسي يمني والشارع من جديد

بحث برنامج “حديث الثورة” الحالة السياسية اليمنية غير المسبوقة مع المظاهرات الحاشدة في صنعاء ومحافظات تعز والحديدة وإب، تنديدا بسيطرة الحوثيين على مفاصل الدولة، بينما اجتاحت دعوات الانفصال جنوب اليمن.

تسارعت الأحداث في اليمن على وقع فراغ سياسي غير مسبوق نتج عن استقالة الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومة خالد بحاح. استقالة أعادت وفي نسق تصاعدي زمام المبادرة إلى الشارع اليمني من خلال المظاهرات.

حلقة 24/1/2014 من برنامج "حديث الثورة" ناقشت الحالة السياسية اليمنية غير المسبوقة مع المظاهرات الحاشدة في صنعاء وتعز والحديدة وإب، تنديدا بسيطرة جماعة الحوثي على مفاصل الدولة، بينما اجتاحت دعوات الانفصال جنوب اليمن.

مظاهرات طائفية
وصف الخبير بشؤون أنصار الله (الحوثيين) محمد العماد هذه المظاهرات بالطائفية، وأن ما حصل يوم 21 سبتمبر/أيلول الماضي -أي اجتياح الحوثيين للعاصمة صنعاء- ليس انقلابا، ولو كان كذلك لما سمح الحوثيون بمظاهرة لبضع عشرات، بل قاموا بتأمين هذه المظاهرة، على حد تعبيره.

وأضاف أن الحوثيين التزموا بمخرجات الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة، ولم يشكلوا مجلسا عسكريا بعد 21 سبتمبر/أيلول، بل بقوا مدة أربعة أشهر يناشدون الكل للتدخل، لافتا إلى أن الحوثيين لا يخالفون التوجه ببقاء هادي رئيسا، ولكن الاتفاقات المبرمة ينبغي أن تنفذ، كما قال.

وبشأن التوسع الحوثي بقوة السلاح، قال العماد مستنكرا "أين هو التوسع؟"، وتابع أن الحوثيين ذهبوا إلى عقر دار "الإرهاب" ليحاربوا تنظيم القاعدة، بينما فشلت أميركا بطائراتها في ذلك.

ورفض القيادي في أحزاب اللقاء المشترك محمد الصبري رأي العماد قائلا إن الحوثيين يقومون بمقاولات "قذرة" لصالح أميركا، كما قاموا بذلك لصالح إيران وعلي عبد الله صالح.

وربط موقف أميركا "المائع" من التطورات السياسية في اليمن بملفها حول "الإرهاب"، حيث يقدم الحوثيون أنفسهم على أنهم هم من يستطيعون محاربة "الإرهاب" ويمكن بالتالي اعتمادهم وكيلا محليا لأميركا.

واعتبر الصبري أن المفصل الأساسي لما يجري هو سوء تقدير الحوثيين لما فعلوه، وأن ما جرى على أيديهم ليس انقلابا وإنما هدم لمسار العملية السياسية برمتها.

اتجاه صحيح
من ناحيته قال أستاذ علم الاجتماع السياسي عبد الباقي شمسان إن التحرك الجماهيري في الشارع ضد الحوثيين في الاتجاه الصحيح بعد تعثر أحزاب اللقاء المشترك كحاضنة لشباب الثورة.

وطالب بتمدد الحراك الجماهيري إلى باقي المحافظات. أما أحزاب اللقاء فطالبها بالرهان على الشارع لا على الحوار مع جماعة الحوثي التي وصفها باتباع إستراتيجية "التقية" ونكث الوعود.

رئيس البعثة الأميركية السابق إلى اليمن نبيل الخوري من ناحيته وصف الموقف الأميركي من التطورات السياسية بالمتلعثم، تماما كما حدث عقب الانقلاب في مصر، إذ إن إطلاق وصف انقلاب سيعني اتخاذ إجراءات مباشرة مثل وقف التعاون الأمني.

وبين أن ثمة مشاورات داخل الحكومة الأميركية بشأن اليمن وانتظار استكمال عملية انتقال الحكم في السعودية "لأن الكلام عن اليمن أوثق ما يكون مع السعودية"، حسب قوله.

ورأى أن السعودية في حيرة إذ لا تريد التحدث مع الحوثي ولا تعلم من هو الطرف الثاني الذي يمكن أن يوفر الاستقرار في اليمن.