حديث الثورة

توقعات باستمرار العنف وانتصار الثورات العربية

ناقشت حلقة الأحد من برنامج “حديث الثورة” العلاقة الجدلية بين نهجي القوة والحوار في عملية التدافع السياسي في العالم العربي، وحاولت استقراء مسببات تعثر نهج الحوار والتوافق على التغيير السلمي.
توقع ضيوف حلقة الأحد (28/9/2014) من برنامج "حديث الثورة" استمرار نهج العنف وعسكرة الثورات في بلدان الربيع العربي، وأكدوا استمرار الصراع بين الأنظمة الاستبدادية القديمة ومعارضيها وإعادة تشكيل الدولة وإنهاء الأنظمة السلطوية.

فقد أكد أستاذ الأخلاق السياسية ومقارنة الأديان في كلية قطر للدراسات الإسلامية محمد المختار الشنقيطي أن تاريخ الثورات يظهر أنها ليست مهرجانات سياسية وإنما عمليات تدافع عنيفة وإذا لم تسيل فيها دماء كثيرة فهذا استثناء.

وقال إن تحول الثورات السلمية للعسكرة كان قرار الحكام وليس الشعوب، موضحا أن "العسكرة هي طبيعة الثورات واستمرارها سببه عدم انهزام الدولة إلى الآن كما في حالة ليبيا". وأضاف "الثورات في طبيعتها عنيفة، وأغلب الثورات حروب أهلية وهناك علاقة بين الحرية والحرب الأهلية".

وأشار الشنقيطي إلى أن "المستبدين لا يتعلمون إلا بالحبر الأحمر"، مشددا على أن المنطقة فرض عليها الحرب الأهلية أو الخضوع للاستبداد.

وعزا أستاذ الأخلاق السياسية ومقارنة الأديان العنف في البلدان العربية إلى ضعف الإجماع الأخلاقي على المبادئ العامة كاحترام حقوق الإنسان وإرادة الشعوب، بالإضافة إلى الانشطارات العمودية بفعل عوامل طائفية وقبلية.

إعلان نوايا
من جانبه، قال رئيس تحرير جريدة المدن الإلكترونية ساطع نور الدين إن "الثورات لم تبدأ بعد، وما شاهدناه في السنوات القليلة الماضية مجرد إعلان نوايا ثورية من جيل يطمح إلى الحرية والكرامة، لكن هذا الإعلان لم يكن له سند منظم أو قوة تحمية، والمفاجأة الأكبر كانت استخدام الجيوش العربية بطريقة وحشية ضد الشعوب".

وأضاف نور الدين "العنف جلب العنف، والأنظمة تصرفت بطريقة غريبة، ومستوى العنف المستخدم يؤكد أن الأنظمة تقول للشارع إما قاتل أو مقتول". وأشار إلى أن الفترة الراهنة تشهد ذروة الصراع بين متطرفين "العسكر وقوى جهادية"، والقتال سيتواصل حتى النهاية ويهزم الطرفان وعندها سيظهر بديل ثالث.

مرحلة تاريخية
بدوره، أعلن أستاذ العلاقات الدولية ومدير مركز الشرق الأوسط في جامعة لندن فواز جرجس عدم تفاجئه من الصراع والاقتتال الدائر حاليا، مشيرا إلى أن المنطقة "تشهد مرحلة تاريخية ثورية، وما يحدث أن النظام القديم يقاتل حتى الموت والنظام الجديد لم يظهر حتى الآن".

وقال إن ما يحدث للعالم العربي ليس بالعظيم أو الكارثي، مشددا على أن الصراع الحالي ليس طائفيا وإنما اجتماعي إيديولوجي مفتوح لا يمكن وضع جدول زمني لانتهائه.

وحول دوافع عسكرة الثورات، أوضح جرجس أن تراكم الاستبداد والقهر وفشل التنمية وغياب المؤسسات جميعها عوامل تدفع إلى حمل السلاح. وأكد أن الاقتتال والحروب تشكل مدخلا لإعادة تشكيل الدولة على أسس جديدة تختلف عن السلطوية والاستبداد، وقد تأخذ هذه المرحلة من عشرة إلى عشرين عاما.