حديث الثورة

الوضع الأمني والسياسي اليمني وضمانات الاستقرار

بحثت حلقة برنامج “حديث الثورة” أبعاد التطورات العسكرية والسياسية باليمن بعد تصاعد الأعمال المسلحة داخل العاصمة صنعاء، وسبل الحل وضمانات تحقيق وفاق وطني، وهل يشكل توقيع الاتفاقيات ضمانة لتحقيق الاستقرار؟

بلغت الأزمة اليمنية منحنى جديدا عقب سيطرة الحوثيين على مقر التلفزيون الرسمي، في الوقت الذي أعلن فيه مبعوث الأمم المتحدة جمال بن عمر عن ترتيبات لتوقيع اتفاق تسوية بين الحكومة والحوثيين.

وبحثت حلقة 20/9/2014 من برنامج "حديث الثورة" أبعاد التطورات العسكرية والسياسية في اليمن، بينما تساءل تقرير البرنامج لماذا تُرك الحوثيون يتقدمون من صعدة والجوف حتى حاصروا صنعاء؟ وما حدود تأثير قوى الداخل والخارج في المشهد اليمني؟

وقال المحلل نبيل الصوفي إن الحوثيين يختارون خصمهم في الوقت الذي "لا نرى دولة" تتحرك. أما توقيع الاتفاق المفترض اليوم الأحد فرأى أنه "لا قيمة له، كما أنه لا قيمة للحديث عن مخرجات الحوار الوطني، ما دامت لم تفكك السلطة السابقة ولم تفعّل مؤسسات الدولة".

رياض ياسين:
اتضحت في التطورات الميدانية الأخيرة معالم انقلاب، وثمة من يريد العودة بالبلاد إلى الوراء عن طريق دفع الحوثي إلى المقدمة

واعتبر الصوفي أن الصراع في اليمن ليس طائفيا وإنما "زيدي-زيدي"، مضيفا أنه "ما لم تحل المشكلة داخل طرفي الصراع الزيديين سيتقوى الحوثي يوما بعد يوم".

تعقيد متوقع
من جانبه قال الكاتب والباحث سمير الشيباني إن تعقد الوضع في اليمن أمر متوقع "حيث نفاجأ بين اللحظة والأخرى ببروز مراكز قوى تطرح تغييرا طفيفا في الوجوه مع الحفاظ على ميكانيزمات النظام السابق".

ورأى الشيباني أن الرئيس عبد ربه منصور هادي لم يكن مستعدا لحمل مشروع بناء الدولة لما يتناسب مع المرحلة التاريخية، مطالبا بأن تكون الدولة اليمنية وطنية تستوعب التنوع.

أما عضو الهيئة الوطنية للرقابة على تنفيذ الحوار الوطني رياض ياسين عبد الله فوصف التطورات الميدانية الأخيرة بأنها "بوضوح معالم انقلاب"، وقال إن "ثمة من يريد العودة بالبلاد إلى الوراء عن طريق دفع الحوثي إلى المقدمة".

ووصف عبد الله الجيش اليمني بأنه خلال الثلاثين عاما الماضية كان لحماية الحاكم لا الدولة، وأنه منذ سنتين اصطدمت هيكلة الجيش بالكثير من الضباط الذين لم يكن ولاؤهم للوطن بل كان للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، حسب قوله.

المبادرة الخليجية
من ناحيته قال الكاتب الصحفي من جدة زيد الفضيل إن المبادرة الخليجية أدت دورها بالكامل عبر اختيار الرئيس عبد ربه منصور هادي وتشكيل حكومة وفاق وانطلاق الحوار الوطني، لكن في المقابل فإن الثورة اليمنية لم تزح سوى علي عبد الله صالح بينما بقي أركان النظام كما هم.

وقال محمد البخيتي عضو المجلس السياسي لجماعة الحوثي -التي تسمي نفسها حركة أنصار الله- إن تفجر الصراع كان سببه غياب الدولة التي تستوعب الجميع، والفساد الذي كان القضاء عليه أحد أهداف الثورة.

وجدد البخيتي طرح ما قال إنها المطالب الشعبية المتمثلة في إلغاء زيادة أسعار الوقود وإسقاط الحكومة وتنفيذ مخرجات الحوار، متسائلا: ما الذي كان يمنع تحقيق هذه المطالب بدل محاكمة الحوثيين على نواياهم والقول إن لديهم مشاريع وأهدافا أبعد من هذه المطالب؟

ومن إيران قال مدير المركز العربي للدراسات الإيرانية محمد صدقيان إن هناك سلوكا قامت به السلطة اليمنية يمثل خطورة وهو استخدام السلاح، بينما رفع أنصار الله مطالب لا تخصهم وحدهم بل تخص الشعب اليمني، على حد قوله.

أما الكاتب مصطفى راجح فرأى أن الكلمة الأولى الآن في المشهد لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.