حديث الثورة

الوضع في اليمن بين التفاوض والتصادم

ناقشت حلقة الجمعة (19/9/2014) من برنامج “حديث الثورة” التطورات المتلاحقة في اليمن في ظل تفجر الاشتباكات بالأسلحة الثقيلة في قلب صنعاء، وطول أمد المفاوضات بين الحكومة والحوثيين بوساطة أممية.

يمثّل هجوم المسلحين الحوثيين على العاصمة اليمنية صنعاء تطورا كبيرا في مسار صراعهم مع الدولة اليمنية، حيث يصف خصوم الحوثي تصعيد الجماعة -التي تسمي نفسها "أنصار الله"- وامتدادها إلى العاصمة، بأنه ثورة مضادة تتحالف فيها بدواعي المصلحة مع الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.

وإذ يشكّك كثيرون في قدرة الحوثيين على الحسم في صنعاء، يرجحون أن تواصل الجماعة التصعيد مستفيدة من تغيرات إقليمية يبدو أنها تصب في مصلحتها.

حلقة الجمعة (19/9/2014) من برنامج "حديث الثورة" ناقشت التطورات المتلاحقة في اليمن في ظل تفجر الاشتباكات بالأسلحة الثقيلة في قلب صنعاء، وطول أمد المفاوضات بين الحكومة والحوثيين بوساطة أممية.

المحامي والناشط السياسي المقرب من الحوثيين نزيه عماد حمّل الرئيس عبد ربه منصور هادي مسؤولية تدهور الأوضاع في اليمن، مشيرا إلى أنه يدعم ما سماها المليشيات المسلحة لتدخل في صراع للقضاء على بعضها.

وحول وصف هادي لتحركات الحوثيين بأنها محاولة انقلاب، قال عماد من صنعاء إن هذا الكلام "غير واضح وعليه إصدار قرارات وليس تصريحات"، مشككا في الوقت نفسه في شرعية الرئيس.

وبشأن العواقب السلبية لبدء إنشاء لجان مسلحة في العاصمة لمواجهة الحوثيين، قال عماد إن "المليشيات التابعة لجماعة الإخوان المسلمين لا تختلف عن تلك التابعة للحوثيين، والدولة لم تعلن أي قرار ضدهما"، مشددا في السياق ذاته على أن اليمن ليس بلدا طائفيا.

تفجير الوضع
من جانبه أكد أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة صنعاء عبد الباقي شمسان أن الحوثيين يسعون لتفجير الحقل السياسي بهدف إلغاء المبادرة الخليجية وخلق وضع جديد، لكنه استبعد وصولهم إلى السلطة بهذه الطريقة، مشيرا إلى أن ذلك سيقود البلاد إلى مرحلة الوصايات الخارجية.

وحذر شمسان من تداعيات انفجار الأوضاع في اليمن على دول الخليج والإقليم بأكمله، منددا بدخول جماعة الحوثي صنعاء تحت شعارات تندد بالغلاء وتطالب بإقالة الحكومة لتصل في النهاية إلى استهداف مؤسسات الدولة.

بدوره أكد الكاتب والباحث اليمني محمد جميح صعوبة التوصل إلى اتفاق بين الحوثيين والدولة لأن "الحوثيين ينقضون اتفاقاتهم قبل أن يجف الحبر الذي كتبت به".

وقال إنهم يحاولون تضييع الوقت لكسب مزيد من الأرض، ولتجنب أي رد فعل دولي يتهمهم بعرقلة المبادرة الخليجية.

وأضاف جميح أن عبد الملك الحوثي "وضع جماعته بين خيارين: أولهما الانتحار العسكري إذا قرر دخول صنعاء بمليشياته المتمركزة على تخوم العاصمة، وثانيهما الانتحار شعبيا بسحب هذه المليشيات".

وأوضح أن التصعيد الأخير للحوثيين يشير إلى أن صراعهم ليس مع التجمع الوطني للإصلاح، وإنما مع مؤسسات الدولة.

نبيل خوري:
أي حرب أهلية في اليمن لن تحقق للحوثيين السلطة

نظرة إنسانية
وفي الجزء الثاني من الحلقة قال رئيس تحرير وكالة أنباء مِهر الإيرانية حسن هاني زاد إن طهران تنظر للحوثيين من منطلق إنساني وليس طائفي، واصفا إياهم بأنهم "مستضعفون"، وأن الحكومات المتعاقبة في اليمن لم تعترف بهم كمكون رئيسي في البلاد.

وبالمقابل شدد رئيس مركز الخليج للأبحاث عبد العزيز بن صقر على أن الحوثيين ليس لهم أي منطلق إصلاحي، ولكنهم يصارعون على السلطة.

وأشار إلى أن إيران تملك أوراقا كثيرة داخل اليمن من خلال قيامها بأدوار استخباراتية وإعلامية، مؤكدا أن دول الخليج ستتحرك حتما لإنقاذ الوضع وإن كان ذلك متأخرا.

من جانبه أكد المتخصص في الشرق الأوسط بمجلس شيكاغو للشؤون العالمية ورئيس البعثة السياسية الأميركية السابق في اليمن نبيل خوري، أنه كان يتعين على الولايات المتحدة التدخل في اليمن للحفاظ على وحدته، لكنها دائما ما كانت تركز على تنظيم القاعدة فقط وتتجاهل قضايا البلد الأخرى.

وشدد خوري على انعدام التأثير الدبلوماسي الأميركي في اليمن، مؤكدا أن الدور الخارجي تلعبه إيران بحكم علاقتها مع الحوثيين، لكنه طالب إيران بتقديم النصيحة للحوثيين بالاكتفاء بما حققوه سياسيا، قائلا إن "أي حرب أهلية لن تحقق للحوثيين السلطة".