حديث الثورة

حرب الموانئ النفطية.. هل تشعل الأزمة الليبيّة؟

استعرضت حلقة الجمعة (26/12/2014) من برنامج “حديث الثورة” تطورات الوضع الميداني في ليبيا، وحرب موانئ النفط وتأثيرها على الوضع السياسي والحوار المرتقب.

أصبح الصراع في ليبيا مفتوحا على كل الاحتمالات، وبات النفط -المورد الاقتصادي بالغ الأهمية- سببا لأزمة خلّفت -بحسب آخر تقارير الأمم المتحدة– أزمة إنسانية متفاقمة.

أزمة علت فيها لغة القتال الذي تمحور مؤخرا حول الموانئ النفطية، لكونها المصدر الأساسي لدخل الدولة وقوت الليبيين.

وبينما تكثف بعثة الأمم المتحدة جهودها لعقد جولة جديدة من الحوار بين فرقاء الصّراع، جاءت تصريحات ونيس بوخمادة قائد قوات الصّاعقة الموالية للواء المتقاعد خليفة حفتر -والتي توعد فيها بقطع رؤوس المناهضين- لتصف مقدار المصاعب الجمّة التي تواجه جهود إحلال السلم في ليبيا.

تطورات
مراسل شبكة الجزيرة في ليبيا أحمد خليفة قال إن آخر التطورات الميدانية تمثلت في تواصل الاشتباكات بمختلف أنواع الأسلحة في مدينة بنغازي، وأسفرت عن تدمير دبابات وسقوط قتلى وجرحى، إضافة إلى الحالة الإنسانية الصعبة جدا التي تواجه المواطنين.

وأضاف المراسل أن هناك مواجهات متقطعة تدور رحاها في ضواحي درنة بين قوات حفتر وقوات فجر ليبيا، إضافة إلى مواجهات متقطعة أيضا في منطقة الهلال النفطي عند ميناء السدرة.

وحول الحرب على موانئ النفط، قال المراسل إن هذه الموانئ تعتبر الأكبر من نوعها في شمال أفريقيا، ويقوم على حراستها "جهاز حراسة المنشآت النفطية" الذي يعتبر مواليا لحفتر.

وأوضح خليفة أن موانئ النفط تعتبر المصدر الاقتصادي الأبرز في البلاد، وصدر قرار من المؤتمر الوطني العام بتسيير قوات عسكرية "لتحريرها" من جهاز حراسة المنشآت النفطية.

الحسم قادم
من ناحيته، أكد وكيل وزارة الدفاع الليبية خالد الشريف أن الحسم قادم وأن القوات منشغلة بالسيطرة على جبهات القتال، في الوقت الذي تميل فيه الكفة عموما إلى جانب حكومة الإنقاذ الوطني المنبثقة عن المؤتمر الوطني العام، وأن "عمليات التطهير" التي بدأت من طرابلس ما زالت متواصلة.

ونفى الشريف أن توصف مهمة قوات الحكومة بالفشل لأنها لم تفقد بعض المناطق لصالح أعدائها حتى الآن، واعترف بأن تقدم القوات يسير بشكل بطيء.

وعاب على اللواء حفتر الحديث عن توفير الأمن، مؤكدا أنه يريد تدمير بنغازي ويقصفها بالمدفعية الثقيلة، وتقوم قواته باختطاف أناس أبرياء من المدن، ثم يتم العثور عليهم مقتولين.

أما الكاتب والباحث السياسي الليبي عبد الحكيم معتوق فقد أوضح أن الشرعية ما زالت ممثلة في البرلمان والشرعية المنبثقة عنه، واصفا الجماعات التي تريد أن تقاتل الجيش "الوطني" الذي قاتل النظام السابق بأنها "إرهابية".

دور دولي             
وأكد مدير المركز الليبي للبحوث والتنمية السنوسي البسيكري أن موازين القوى مختلة، وترجح نسبيا إلى جانب قوة على حساب أخرى، وأشار إلى أن دخول تقاطعات المناطق والقبائل في الصراع ساعد على تعقيد المشهد على الأرض، إضافة إلى تدخل قوى إقليمية ودولية أيضا بتقديم التسليح والتدريب والدعم اللوجستي لأطراف الصراع.

واعتبر البسيكري ورقة النفط الأهم في الساحة حتى الآن، لأنها تعتبر مصدر الثروة الأساسي في البلاد، وأكد أن من يستطيع السيطرة عليها يكسب قوة دفع هائلة.

وعن الدور الدولي في الأزمة، قال الكاتب الصحفي الليبي هشام الشلوي إن عملية الكرامة التي يقودها حفتر والتي انطلقت بدعوى محاربة "الإرهاب"، كانت بدعم من دول إقليمية ودولية شنت هجمات في شرق وغرب ليبيا على القوات المناوئة لحفتر "بهدف إجهاض الثورة"، وأكد أن قرار وقف الحرب لم يعد محليا بل أصبح إقليميا ودوليا.