ما وراء الخبر

قلق خليجي من التطورات بالعراق وانعكاساتها المحتملة

تعكس البيانات الصادرة اليوم الاثنين عن كل من السعودية وقطر والكويت بشأن التطورات الأخيرة في العراق، قلقا خليجيا من الانعكاسات المحتملة لهذه الأوضاع على دول الخليج العربي.

حول التطورات الأخيرة في العراق وموقف دول الخليج العربي منها في ضوء الانعكاسات المحتملة لها، دارت حلقة الاثنين (16/6/2014) من برنامج "ما وراء الخبر" على خلفية التصريحات السعودية والقطرية والكويتية بشأن العراق.

وطالبت السعودية في وقت سابق اليوم الاثنين بضرورة الإسراع في تشكيل حكومة وفاق وطني بالعراق، ونددت في بيان لمجلس الوزراء بسياسة "الإقصاء والطائفية"، في حين أكد وزير الخارجية القطري خالد العطية أن ما يحصل هناك هو في أحد أوجهه نتيجة عوامل سلبية تراكمت على مدى سنوات.

عن هذا الموضوع، يقول رئيس مركز الخليج للأبحاث الدكتور عبد العزيز بن صقر إن ما يفعله تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام نتاج ثماني سنوات مضت وليس وليد اليوم، مؤكدا أن الموقف الخليجي من هذا التنظيم هو تصنيفه كمنظمة إرهابية.

وأضاف بن صقر أن الخليج في الوقت نفسه يقف مع الشعب العراقي في محنته ويرفض سياسة الإقصاء التي تتبعها حكومة نوري المالكي الذي سمح للأكراد بالتوسع في الأراضي العربية، مما يؤكد أن هناك خللا في قدرته على إدارة دفة الأمور في العراق.

وألمح إلى أهمية تأكيد الرياض على موقفها بعدم التدخل في الشأن العراقي بما يؤجج نار الفتنة الطائفية، وأضاف أن بلورة الموقف خليجيا ستتم قريبا، مشيرا إلى أن المشاورات تجري على قدم وساق وربما تسفر في الساعات القليلة المقبلة عن موقف خليجي موحد بهذا الشأن.

وبشأن انعكاسات الأزمة على دول الخليج، قال بن صقر إن السياسات الخليجية -رغم تباينها في بعض المناطق- تنظر في نهاية المطاف إلى مصلحتها بشكل شمولي.

وأضاف أن الخليج عانى بعلاقاته مع العراق منذ الحرب العراقية الإيرانية، مشيرا إلى الدور الذي لعبه اتجاه القوى السياسية الجديدة في العراق إلى إيران في مواصلة هذا التأزيم، خاصة بعد أن سمحت هذه القوى لطهران بأن تستخدم نفوذها في العراق.

وأكد بن صقر أن وحدة العراق وتماسكه مطلب خليجي، وكذلك إشراك كل الأطراف وعدم الإقصاء ليصل العراق إلى حالة السلم والاستقرار التي يستحقها.

مكافحة الإرهاب
في المقابل، يرى الإعلامي والكاتب العراقي حليم سليمان أن الأطراف السياسية في العراق دائما تستمع إلى آراء الجوار "إذا كانت حكيمة" لا إذا كانت مجرد "مراهقة سياسية"، بحسب وصفه.

واعتبر سليمان أن مواقف دول الخليج يجب أن تكون تجاه مكافحة الإرهاب، معتبرا أن الموقف السعودي "مخيب للآمال" ويؤدي إلى تأجيج الأوضاع مذهبيا وطائفيا، وفق قوله.

وأضاف أن هناك وثائق تثبت تدخل دول في شؤون العراق الذي قال إنه يخوض معركة "حامية الوطيس" مع "التكفيريين والإرهابيين" الذين جاء جزء كبير منهم من خارج العراق، وطالب دول الخليج بإصدار بيانات داعمة لمكافحة "التطرف والإرهاب".

وعن الانعكاسات المحتملة على دول الخليج العربي، قال سليمان إنه "إذا ما قدر لهذه المجاميع الإرهابية أن تأخذ مساحة من السيطرة في العراق فإنها ستهدد كل العروش الخليجية، والنيران ستكون قريبة، والسلم الأهلي في دول الخليج سيكون مهددا تماما".

وبين هذا وذاك يقول الباحث السياسي أحمد الأبيض إن دول الخليج لديها عدة تحفظات في الملف العراقي منذ زمن بعيد لا من اليوم، وأضاف أن طبيعة العلاقات بين الجانبين أصبحت مرتبكة، والعراقيون وتحديدا الطبقة التي وصلت إلى السلطة تشعر بأن دول الخليج لا تثق بها كثيرا.

وحذر الأبيض من أن ما يحدث في العراق اليوم تهديد حقيقي وسيكون بؤرة لانطلاق "كرة النار" التي ستلتهم المنطقة، مشيرا إلى أن السعودية تشترك مع العراق في حدود تمتد لأكثر من 400 كلم، وكذلك الكويت التي أيضا لها حدود طويلة مع العراق، كما أن هناك خلايا نائمة في هذه الدول قد يتم استنهاضها لتقوم بالدور نفسه التي تقوم به الآن في العراق.

وبشأن بيان مجلس الوزراء السعودي قال الأبيض إنه أشار إلى المشكلات دون الحلول، داعيا إلى تشكيل رؤية حقيقية من دول الخليج وإيران وتركيا بشأن الأزمة.