ما وراء الخبر

حمص بين قصف النظام ودفاع المعارضة

تدور اشتباكات بين قوات النظام السوري والمعارضة حول مدينة حمص المحاصرة، فيما تمثل السواتر الترابية آخر ما يحصن المدينة التي أنهكها حصار دام أكثر من عامين.

تمر هذه الأيام الذكرى الـ68 لجلاء المستعمر الفرنسي عن سوريا، ولكن تعاني مدينة حمص من الحصار والقصف الجوي من قبل النظام، وهو ما يمهد لاقتحامها على ما يبدو في القريب العاجل، فيما يقابله مسلحو المعارضة بالحواجز الترابية.

وتباينت آراء ضيوف برنامج "ما وراء الخبر" في حلقة 17/4/2014 حول أهمية مدينة حمص العسكرية للنظام السوري والمعارضة وموازين القوى التي تحكم طرفي المعادلة فيها.

ولحمص أهمية كبرى لدى النظام، حسب الباحث في المركز العربي للأبحاث حمزة المصطفى الذي أوضح أن النظام منذ فترة صار يعتمد سياسة المنطقة الوسطى التي تعد حمص قلبها النابض، والتي شهدت العديد من المعارك تمكن النظام من السيطرة عليها بمساعدة حزب الله، مما أغراه بنقض الهدنة مع المعارضة في مؤتمر جنيف2، محاولا الانقضاض على آخر معاقل المعارضة.

حلم حمص
وعزا المصطفى اعتماد الدولة لسياسة التغيير الديموغرافي إلى فترة استيلاء حزب البعث على السلطة مرورا بمشروع "حلم حمص" الذي بدأ قبل انطلاق الثورة، وكان يهدف لتمليك أراض لطائفة معينة، كما أشار إلى ارتكاب النظام للعديد من المجازر مثل كرز الزيتون وبساتين والحولة.

واستشهد بتقارير لمنظمات دولية أشارت إلى وجود أكثر من 800 ألف نازح ولاجئ هربوا من المدينة، مؤكدا وقوع الكثير من الجرائم الجنسية التي نفذت لإجبار المواطنين على الرحيل وتنفيذ سياسة التغيير الديموغرافي الممنهج.

ولم ير الكاتب الصحفي فيصل عبد الساتر لحمص أهمية لدى المعارضة، ونصح المعارضة أن تفهم أن خسارتها في القصير والرنكوس والزبداني "في القريب العاجل" سيجعلها أمام خياري الاستسلام والقبول بالأمر الواقع أو القتال حتى آخر رصاصة.

واستنكر عبد الساتر الحديث المتواصل عن الطائفية والتغيير الديموغرافي، لأن ذلك يجعل المستمع يتخيل أن الحديث يدور عن إسرائيل، قائلا إن الجماعات المسلحة في سوريا هي آخر من يحق له الحديث عن المجازر، لأنهم هم الذين قاموا بارتكاب المجازر في العديد من المواقع.

سياسة فاشلة
وأكد عبد الساتر نية الجيش السوري "تنظيف" البلاد من البؤر "الإرهابية"، منبها إلى أهمية الابتعاد عن الحديث عن الطائفية لخطرها على المجتمع، واصفا الحديث عن التغيير الديموغرافي بـ"المقيت".

وأبان الناشط الحقوقي محمد الحميد أن النظام السوري عمل على إنشاء "مستوطنات" لموالين له حول المدينة ليسكنهم فيها، في محاولة لتغيير المعادلة السكانية لصالحه وارتكاب المجازر واعتماد سياسة التهجير القسري، مؤكدا قيام النظام بعمليات تجنيس لمواطنين أجانب تابعين له حتى يتمكن من إتمام سيطرته على المنطقة.

وأشار عبد الحميد إلى أن محاولة النظام السيطرة على ثالثة كبرى المدن الاقتصادية جاءت بعد هدنة دامت لأسابيع، مؤكدا أن تغيير التركيبة الديموغرافية في المدينة من المستحيل، وأن المعادلة ستبقى دوما في صالح "السنة".