ما وراء الخبر

الأقصى بين التصعيد الإسرائيلي وضعف الواقع العربي

اعتداءات إسرائيلية على المسجد الأقصى أسفرت عن إصابة 25 فلسطينيا ممن كانوا يدافعون عن مكان يقدسه 1.7 مليار مسلم. ما الذي يجعل وتيرة الاعتداءات تتصاعد؟ وما طبيعتها هذه المرة؟

اندلعت اشتباكات حول المسجد الأقصى بين المصلين المعتكفين الفلسطينيين وقوات الشرطة ومتطرفين كانوا قد أطلقوا دعوات لاقتحام المسجد، وتقديم قرابين الفصح اليهودي.

أكثر من ألف من الشرطة وحرس الحدود شاركوا في الهجوم، ووفروا غطاء لمجموعات متطرفة مما أسفر عن إصابة 25 من الفلسطينيين.

هل تمثل هذه الاعتداءات نقلة جديدة في سياسة إسرائيل تجاه الأقصى الشريف، وما المطلوب عربيا وإسلاميا بالنظر إلى الواقع الذي يعيشه العرب والمسلمون؟

في برنامج "ما وراء الخبر" طرحت حلقة 16/4/2014 الأمر للنقاش، ورأى أستاذ العلوم السياسية عبد الستار قاسم أن المشاريع الإسرائيلية حول القدس والتي تخضع للتطوير كل فترة هي منشورة من العام 1967 وليست سرا، مضيفا "نحن نعرف مسبقا أين تمضي الحكومة الإسرائيلية وأدواتها من المستوطنين".

رد ضعيف
ورأى أن رد الفعل الفلسطيني والعربي يضعف مع الزمن، وأن الحكومة الإسرائيلية كانت تعطي الضوء الأخضر للمتطرفين والمستوطنين وعرفت رد الفعل، ولأنها تعرف ما لدى العرب من ردود فعل تنفذ قوات الشرطة رسميا هذه الاعتداءات، كما قال.

وحول ترك القدس دائما للمرحلة الأخيرة من أي مفاوضات، قال قاسم إن الجانب الفلسطيني يمنح إسرائيل كل الوقت لتنفيذ ما تراه مناسبا، وأضاف أن ما لدى الجانب الفلسطيني والعربي شجب واستنكار ولعن، وهذا لا يؤثر في إسرائيل، بل هو رسائل طمأنة تقول: اصنعي ما تشائين ونحن نشجب ونلهث وراء القوى الدولية التي تقف مع إسرائيل، على حد قوله.

أما لجنة القدس التي تأسست بقرار إسلامي منتصف سبعينيات القرن الماضي، فقال قاسم إنها لجنة منذ أن قامت لم تسعف القدس، بل إن "رئيسها كان ماسونيا، والماسوني هو من يرى أن إقامة هيكل سليمان وظيفة عالمية يجب أن يحرص عليها الجميع"، على حد تعبيره.

مشروع دولة
بدوره اعتبر مستشار ديوان الرئاسة الفلسطينية لشؤون القدس أحمد الرويضي أن ما ينفذ من اعتداءات يمثل مشروعا تحميه الدولة وليس مجموعات متطرفة، وضرب مثالا على ذلك أن نائب رئيس الكنيست يعطي الأوامر ويشارك بنفسه في دخول ساحات المسجد الأقصى، وعندما يعلن من قبل لجنة تنظيم البناء عن الموافقة على بناء كنيس داخل ساحة المسجد فإن هذا دليل على أن الاعتداءات ذات طابع رسمي.

وأشار الرويضي إلى أن إسرائيل تستهدف القدس وتقيم الحفريات وتقفل المؤسسات سواء كانت هناك مفاوضات أم لا، وأن الاحتلال في سباق مع الزمن لتثبيت ما لديه من مشاريع على أرض الواقع للقول إن القدس موحدة تحت الحكم الإسرائيلي.

أما مدير متابعة شؤون القدس والأقصى في وزارة الأوقاف الأردنية عبد الله العبادي فقد دعا إلى "دعم أهلنا في القدس الذين يرابطون ويعدون خط الدفاع الأول عن الأراضي العربية والإسلامية". مضيفا أن 600 موظف ضمن أوقاف القدس يرابطون يوميا ويدافعون عن المسجد الأقصى.

وقال العبادي إن 139 انتهاكا قامت بها إسرائيل في العام 2013 وإن الوتيرة تزداد عند حلول الأعياد اليهودية، معتبرا أن دحض هذه الاعتداءات لا يكون إلا بعمل إستراتيجي وبما سماه ثقافة إنقاذ القدس.