الاتجاه المعاكس

لماذا تتصدى الدولة اللبنانية للنشطاء السنة؟

طرحت حلقة “الاتجاه المعاكس” تساؤلات بشأن ازدواجية التعامل في لبنان بين السنة والشيعة، على خلفية قضية الشيخ أحمد الأسير الذي اعتقلته السلطات مؤخرا.

أثار خبر توقيف الأمن اللبناني الشيخ أحمد الأسير قبل هروبه من لبنان جدلا واسعا في لبنان وخارجه، خاصة مع مقارنة أسلوب الدولة اللبنانية في التعامل مع حزب الله.

حلقة الثلاثاء (25/8/2015) من برنامج "الاتجاه المعاكس" طرحت ملف ازدواجية التعامل بين السنة والشيعة في لبنان، وتساءلت: لماذا تتأهب الدولة اللبنانية بجيشها واستخباراتها وقضائها للتصدي للنشطاء السنة الذين يناصرون الثورة السورية كالشيخ أحمد الأسير، بينما تتغاضى عن حزب الله الذي يقاتل إلى جانب النظام؟

تساؤلات
لماذا يُعامل السنة في لبنان بوصفهم مواطنين من الدرجة العاشرة؟ ولماذا يتفاخر الجيش والأمن اللبناني بإلقاء القبض على الأسير رغم أنه شيخ سني لا حول ولا قوة لطائفته في لبنان؟

ألا تخجل الدولة اللبنانية من أن تكون أداة رخيصة في أيدي المشروع الشيعي في لبنان؟ أم أن الجيش والأجهزة الأمنية تحولا إلى تابع لعصابات حسن نصر الله؟

ولكن في المقابل، لماذا يحاول البعض تضخيم قضية الأسير وإعطاءها بعدا مذهبيا وطائفيا؟ أليس من الإجحاف اتهام الدولة اللبنانية بأنها أصبحت مجرد أداة في أيدي حزب الله؟

أليس الأسير متهما باستهداف المؤسستين العسكرية والأمنية في لبنان؟ ألم يعترف بأنه كان يخطط لاستهداف الأمن اللبناني؟

ازدواجية
حول هذا الموضوع، قال المحامي اللبناني وأستاذ القانون الدولي طارق شندب إن السُّنة في لبنان هم من يقف مع مشروع الدولة اللبنانية، وهم من حافظوا على مؤسسات الدولة، في حين أن غير السنة و"أذناب إيران" والنظام السوري هم من يحاولون جرّ الفتنة والطائفية إلى لبنان، وأبرزهم حزب الله وكل الأحزاب المنضوية تحت النظام السوري.

وأكد ضرورة محاسبة جميع من يهاجمون الجيش اللبناني وأجهزته الأمنية سواء كان أحمد الأسير أو غيره، لكنه شدد على أن التحقيقات يجب أن تكون عادلة وشفافة، وتشمل كل المتورطين في مهاجمة الجيش اللبناني، سواء كانوا من حزب الله أو غيره.

وتساءل شندب: ماذا عن قتلة رفيق الحريري؟ وقال إن المتهم بقتل الحريري هو من يقود مليشيات حزب الله حاليا في الزبداني بسوريا، بحسب قوله.

ورأى المحامي اللبناني أنه لا خطأ في محاكمة الأسير ومعاقبته، ولكن لا بد من تطبيق القانون على كل المجرمين والمطلوبين، ولا يجب استثناء حزب الله والضاحية الجنوبية من العقاب والمحاكمة.

وأكد أن الإرهاب في المنطقة صناعة حزب الله والنظام السوري و"مليشيات التشبيح"، مضيفا أن المشروع الإسرائيلي الصهيوني تديره إيران.

مطلوب للعدالة
في المقابل، تحفظ الصحفي اللبناني ياسر الحريري على مقدمة البرنامج، وقال إنها احتوت على عبارات غير منطقية وغير صحيحة، بحسب وصفه.

وأوضح أن الشيخ الأسير أوقف متخفيا هاربا إلى نيجيريا عبر مصر، بعد هروب وتخف لمدة طويلة في مخيم عين الحلوة، وهو فار من العدالة اللبنانية، بعد أن قتل مع جماعته "التكفيرية" مجموعة من عناصر الجيش اللبناني.

وشدد الحريري على أنه عندما يتعرض الجيش اللبناني لإطلاق نار من قبل عصابات "تكفيرية" أو من أي جهة أخرى فعلى الجميع أن يقف معه.

ورأى أن حزب الله يقاتل في سوريا ضمن محور المقاومة الذي قال إنه يشمل اليمن والعراق وإيران ولبنان والقيادة السورية وعلى رأسها بشار الأسد، مقابل محور سعودي إسرائيلي أميركي ويضم بعض العرب، وقال إن الأسد يمثل "قطب الرحى" في مشروع المقاومة.