جدوى الهدنات بين النظام والمعارضة بسوريا
تثير الهدنات والمصالحات التي يروج لها النظام السوري في بعض المناطق مع كتائب المعارضة علامات استفهام بشأن جدواها، وهل يمكن أن تسهم في إنهاء الصراع، أم إنها مجرد وسيلة لتلميع صورة النظام تمهيدا للانتخابات الرئاسية?
التصويت -الذي عرضته الحلقة- أظهر أن 21% فقط من المشاركين يؤيدون هذه المصالحات في حين رفضه 79% من المشاركين في التصويت الذي نشر على موقع الجزيرة نت.
ودافع شريف شحادة الباحث والإعلامي وعضو مجلس الشعب السوري عن الهدنات التي يعقدها النظام، وقال إن الهدنة الأخيرة التي عقدت في حمص أظهرت حرص النظام على إعادة الإعمار بعد خروج المسلحين، الذين قال إن معظمهم من الأجانب.
وأضاف أن الحكومة السورية قدمت الكثير من أجل أن ترفع الهم عن المواطن السوري، وبدأ الآلاف يعودون على مرأى ومسمع من الحكومة والجيش السوري.
وقال شحادة إن المصالحة هي "الهدف الأسمى" للحكومة السورية، التي قال إنها التزمت بكل ما اتفق عليه احتراما لموقفها، معتبرا أن البعض لا يريد للمصالحة أن تتم، لذلك فالمصالحة تعري من يأتي من الخارج ويستهدف دمار سوريا، حسب قوله.
أزمة مفتعلة
ووصف شحادة أزمة اللاجئين السوريين في المخيمات بأنها بدأت مفتعلة قبل أن تتصاعد الأزمة في سوريا، وقال إن من يرغب من اللاجئين في العودة إلى سوريا فهو مرحب به، وشدد على أن المسلحين هم سبب تهجير السوريين وليست الحكومة بدليل ما حدث في حمص، حسب قوله.
في المقابل، فند لؤي المقداد مدير مركز مسارات وعضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية ما قاله شحادة، مؤكدا أن حمص ظلت عامين تحت حصار قوات النظام، وتساءل كيف دخلها الأجانب.
وعبر المقداد عن استغرابه من الحديث عن المصالحة، مؤكدا أنها لابد أن تتم بين طرفين، فمن هما الطرفان في الحالة السورية؟ معتبرا أن كم القتل والدمار والانتهاكات التي ارتكبها النظام بحق الشعب السوري لا يمكن أن يعالج بالمصالحات غير الحقيقية.
وعرض المقداد عددا من الصور للانتهاكات التي ارتكبها جيش النظام بحق السوريين، ومن بينهم أطفال ونساء وشيوخ، مؤكدا أنه ليس هناك هدنات، وهي مسرحيات تمهيدا للانتخابات في محاولة لإقناع العالم.
واعتبر أن مقياس المصالحة أن تحل أزمة الشعب ومشكلته، لكن النظام يريد أن يُري العالم أنه استعاد السيطرة على بعض المناطق التي يروج للمصالحة فيها، حسب قوله.