برامج متفرقة

الحملة الإسرائيلية على قطر والجزيرة

ناقشت حلقة الثلاثاء من برنامج “غزة تقاوم” سيل الاتهامات التي أطلقها وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان على قطر معتبرا إياها دولة راعية للإرهاب، والجزيرة التي وصفها “بقلب الدعاية للمنظمات الإرهابية”.

بموازاة حربها التي تشنها منذ أسبوعين على غزة تخوض إسرائيل حربا إعلامية وسياسية لا تقل ضراوة، هدفها التستر على الجرائم التي ترتكبها تجاه المدنيين متمثلة في الهجوم على قطر وقناة الجزيرة.

سيل من الاتهامات أطلقها وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان على قطر، معتبرا إياها دولة راعية للإرهاب، داعيا إلى منع قناة الجزيرة من العمل في إسرائيل.

 إذاً، قطر "إحدى المشاكل الصعبة في المنطقة وتمول الإرهاب"، والجزيرة "في قلب الدعاية للمنظمات الإرهابية" بحسب ليبرمان، وهو ما كان موضوع برنامج "غزة تقاوم" مساء 22/7/2014.

تطرقت الحلقة كذلك إلى الأصوات الناطقة باللغة العربية والمتطابقة مع اللغة التحريضية لأعلى شخصية في الخارجية الإسرائيلية، الأمر الذي وصفه الضيوف العرب في الحلقة بالأصوات "المتصهينة"، بينما وصف الضيف الإسرائيلي تصريحات ليبرمان بالسموم التي تنفث في المجتمع الإسرائيلي.

عبد الله العذبة قال إن قطر ليس لديها أي مشكلة في أن "تقوم مصر الشقيقة بدورها" لكنه أعرب عن أسفه من أن "مصر الجنرال السيسي" تحاصر غزة "كما حاصر كفار قريش بني هاشم في الشعب"، على حد تعبيره

"افتراء صهيوني"
وقال مدير تحرير صحيفة العرب القطرية عبد الله بن حمد العذبة إن اتهامات ليبرمان "محض افتراء صهيوني"، معتبرا ذلك "وساما على صدر قطر وكل عربي"، ومعيدا التذكير بحملات سابقة شنتها إسرائيل عام 2011 ردا على قطر التي عملت بالتعاون مع السعودية ودول أخرى على دعم الاعتراف بدولة فلسطين.

وأبدى أسفه لأن خطاب ليبرمان تجاه قطر والجزيرة لاقى ترحيبا ممن وصفهم بأصدقاء إسرائيل العرب المتصهينين"، ودعا إلى تفكيك هذا الخطاب المتطابق بين ما يقوله مسؤولون وإعلاميون عرب وبين ما يقوله الخطاب الصهيوني.

ووصف العذبة مواقف قطر تجاه فلسطين بالداعمة للكرامة ولحق الفلسطينيين بأن يدافعوا عن أنفسهم، وأن قطر وهي تفعل ذلك لا تنحاز إلى فصيل سياسي معين بل تتمتع بعلاقات ممتازة مع فتح وحماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية.

 وبشأن الدور المصري تجاه غزة قال العذبة إن قطر ليس لديها أي مشكلة في أن "تقوم مصر الشقيقة بدورها"، لكنه أعرب عن أسفه من أن "مصر الجنرال السيسي" تحاصر غزة "كما حاصر كفار قريش بني هاشم في الشعب"، على حد تعبيره.                                             

مجازر دون عيون
من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس محمود محارب إن السخط الإسرائيلي على الجزيرة يأتي من أن الناس يتابعون الجزيرة، وفي المقابل تريد إسرائيل أن تنفذ مجازر دون أن يراها أحد.

وأدان ما قال إنها منظومة القيم السائد لدى النخب الإسرائيلية التي تقدس الدولة والجيش وتتعامل مع الفلسطيني كأنه غير موجود وحين يقاوم تجرده من الإنسانية، كما أضاف.

وذهب محارب إلى أن وسائل الإعلام الإسرائيلية تستضيف صباح مساء محللين عنصريين مع ما وصفه بإسفاف في الأداء ودعوات للجيش كي يمارس القتل.

العضو في منظمة منع العنصرية في إسرائيل عميرام غولدبلوم لفت إلى أنه غير متفاجئ من لغة ليبرمان التي تهاجم حرية التعبير، وأعاد ذلك إلى أن الجناح اليميني هو المسيطر إسرائيليا.

وإذ طلب ألا تؤخذ تهديدات وزير خارجية بلاده بالاعتبار دعا إلى أن تكون وسائل الإعلام متوازنة بحيث تظهر الحقائق في غزة للجمهور الإسرائيلي، أما الجزيرة فقد دعاها -في المقابل- إلى أن تبرز الأحداث في إسرائيل.
 
وبشأن وجود أصوات داخل إسرائيل ضد هذه اللغة التحريضية قال غولدبلوم إن هناك بالفعل من يقفون ضد الدعوات التي وصفها بالفاشية والتي تبث السم في المجتمع الإسرائيلي، ومن ذلك الوقوف في وجه الدعوات لإخراج المواطنين العرب من إسرائيل.

النزاهة الإسرائيلية
وذهب أستاذ العلوم السياسية عصام عبد الشافي إلى إدانة ما قال إنه ادعاء النزاهة الإسرائيلية، وأنها تتغنى بديمقراطيتها في وقت يجري الحديث فيها عن غلق قناة الجزيرة.

مقابل ذلك أشار إلى أن اللغة المتطابقة بين إسرائيل وبعض الأصوات العربية خصوصا في بلاده مصر، تعود إلى "اهتزاز مبادئ وثوابت قيمية منذ الانقلاب"، مستنكرا عدم إدراك ما تمثله إسرائيل من كيان استيطاني، رافضا ما يقال عن "التوازن"، بينما الحقيقة هي أن طرفي الصراع كيان استعماري وشعب واقع تحت الاستعمار.

وفي ما يتعلق بالحملة على قطر أوضح أن ثمة معسكرين تمثلهما قطر وتركيا وقفا بجانب الثورات العربية حتى لو كان لكل دولة أجندة سياسية، إلا أن هاتين الدولتين ساندتا الشعوب العربية التي خرجت للشارع، بينما تقف في المشهد المقابل دول دعمت النظم الاستبدادية.