حقوق الإنسان عربيا.. الواقع والتحديات
اختلف ضيوف برنامج "في العمق" بشأن خلفيات مفهوم حقوق الإنسان، لكنهم اتفقوا على وجود ثوابت كالحق في الحياة والمحاكمة العادلة بخلاف حقوق أخرى تختلف بتباين المعتقدات والعادات بين العرب والغرب.
وأشار إلى وجود توافق بين جميع الحضارات والأديان على بعض الحقوق كالحق في الحياة والسلامة الجسدية والحق في المحاكمة العادلة والحق في التعليم وحرية الرأي والتعبير.
من جانبه، رفض عضو مجلس النواب اليمني عبد الباري دغيش الادعاء بأن حقوق الإنسان مفهوم غربي، مشددا على أن الإسلام كفل هذه الحقوق قبل وضع الأعراف والمواثيق المستحدثة.
إلا أن الداعية والمفكر الإسلامي محمد العوضي أبدى تحفظه على مفهوم حقوق الإنسان، مشيرا إلى أن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ولد في الغرب وفيه تحيز بسبب البيئة والثقافة الغربية الخاصة التي ولد فيها.
وأشار إلى أن قطاع من الإسلاميين يخشى تسييس القضايا الحقوقية، وكذلك ترتيب الأولويات الذي يظهر في تضخيم قضايا تخالف الثوابت الإسلامية وإغفال قضايا إنسانية لا يمكن تجاهلها كإراقة دماء آلاف الأشخاص.
ولفت إلى ما سماه "إشكال عدم معرفة الناس بأن الإسلام عقيدة تنبثق عنها شريعة تنظم كل الأمور"، وتكفل حماية جميع حقوق الإنسان.
خلفيات ومقاصد
وتعليقا على حديث العوضي، قال العبيد إن تحفظ الداعية الإسلامي "يرتكز على الخلفيات، لكن التفصيل يؤكد اتفاق مفاهيمنا مع الآخرين".
وفي ما يتعلق بآلية تطبيق ومتابعة حقوق الإنسان في البلدان العربية، أوضح العبيد وجود مشكلة في عدم تأصل المفهوم على المستوى الفردي مما ينعكس بالتبعية على مستوى المؤسسات، مشيرا إلى عدم وجود ثقافة مؤسسية جادة لتطبيق حقوق الإنسان.
وبدوره، لفت دغيش إلى وجود تطور في المجال الحقوقي بالبلدان، لكنه لا يلبي الطموحات حتى الآن.
تحدٍ خليجي
وعلى صعيد حماية دول الخليج -بصفتها من الدول الجالبة للعمالة الأجنبية- حقوق العمال، أوضح العبيد أنها تواجه تحديا حقيقيا في هذا الملف بسبب وجود انتهاكات لحقوق العمالة الوافدة، لكنه لفت إلى وجود تحسن في بعض الدول الخليجية ظهر في قرارات لإلغاء الكفالة وتحديد ساعات العمل في الصيف.
واعتبر أن قضية البدون تمثل انتهاكا واضحا لحقوق الإنسان، لكون "الجنسية حق أصيل لكل إنسان وفقا للقانون الدولي"، وليست منحة كما يحدث في بعض البلدان الخليجية.
وألمح العبيد إلى أن معظم الدول العربية تمارس انتهاكات لحق الحرية في الرأي والتعبير.