الواقع العربي

خريطة الكيانات بسوريا وسيناريوهات توحيدها

سلطت الحلقة الضوء على خريطة الكيانات العسكرية التي تشكل الدولة السورية الآن، والسيناريوهات المحتملة لإعادة توحيدها.

عامان من النزاع المسلح على الأرض في سوريا أسقطا أكثر من مائتي ألف قتيل وأضعافها من الجرحى، وأفرزا كذلك عددا من أطراف الصراع الرئيسية على الأرض، يسيطر كل منها على مواقع محددة في الجغرافيا السورية.

صحيح أن حدود هذه الكيانات تبدو ظاهريا محكومة بالقدرة العسكرية لكل طرف، لكن أسئلة وهواجس كثيرة بدأت في الرواج بشأن الطبيعة التي قد تكتسبها هذه الكيانات، والسيناريوهات الخاصة بمستقبل العلاقة بينها في ظل استمرار المعطيات الحالية للصراع السوري.

حلقة الخميس (30/10/2014) من برنامج "الواقع العربي" سلطت الضوء على خريطة الكيانات التي تشكل الدولة السورية الآن، والسيناريوهات المحتملة لإعادة توحيدها.

يرى الخبير العسكري والإستراتيجي العميد أسعد عوض الزعبي أن الجيش السوري الحر يسيطر على ما نسبته 35% إلى 37% من أراضي سوريا، في حين يسيطر النظام على 33% من بينها 2% للأكراد، والباقي لتنظيم الدولة الإسلامية.

واعتبر الزعبي أن كيان النظام لا يُعد كيانا حقيقيا، فربعه تشكل نتيجة ظروف خارجية غير طبيعية فُرضت على الثورة السورية، وكذلك تنظيم الدولة الإسلامية باعتباره كيانا فٌرض من قبل أجندات خارجية، أما الكيان الوحيد الحقيقي للدولة فهو الذي فرضه الشعب عبر الثورة.

ورغم ذلك يرى الزعبي أن التغيرات كثيرة ومتحركة بشكل مستمر، وليست محدودة بمكان معين.

وأضاف أنه لا يوجد انسجام داخل الكيانات الموجودة في سوريا، خاصة وأن فسيفساء سوريا تختلف عن الدول العربية، فالسُنة الذين احتضنوا بقية الكيانات مطلوب منهم الآن أن يتفتتوا.

وأكد الزعبي إمكانية تحقيق انسجام بين الكيانات الثلاثة، لكن ليس الآن لوجود تدخلات خارجية.

لا سيطرة
من جهته، اعتبر الباحث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات شمس الدين الكيلاني أنه لا توجد كيانات بهذا المعنى على الأراضي السورية، فهناك تحرك لمناطق السيطرة للكيان الواحد.

وأضاف أن النظام افتعل مشاكل كبيرة وأدخل الشعب في صراع عنيف، وواجه المظاهرات بالقمع مما اضطر الناس لحمل السلاح وسط عدم مساهمة من أي طرف خارجي، ليتحول الأمر إلى فوضى تسلح، ورغم ذلك أجهز الجيش الحر على الجيش النظامي، بحسب رأيه.

وشدد الكيلاني على أنه لا توجد سيطرة بهذا الشكل الثابت للأطراف، فمناطق السيطرة متحركة ولا توجد قوة معينة مسيطرة بشكل كامل وثابت.

ورغم ذلك، يؤكد الباحث أنه لا يمكن تقسيم سوريا على الإطلاق، فهناك كتلة كبيرة يمثلها خمسة ملايين سوري لاجئين في الخارج، ومثلهم داخل سوريا بلا مأوى.

ويرى الكيلاني أن السيناريو الأرجح للوضع في سوريا هو حدوث تسوية قائمة على التعايش، لأن نسبة كبيرة من السوريين يريدون حياة سياسية ديمقراطية، لكنه توقع أن تستمر حالة الفوضى هذه لخمس سنوات على الأقل حتى لو سقط النظام.