من واشنطن

الهجرة غير النظامية.. مخاوف أميركية وأوروبية

ناقشت حلقة “من واشنطن” ملف آلاف المهاجرين غير النظاميين الذين يموتون سنويا إما غرقا في مياه البحر المتوسط أو عطشا في صحارى الحدود المكسيكية الأميركية.

تحولت الهجرة غير النظامية إلى ظاهرة تقلق معظم دول العالم، خاصة أوروبا والولايات المتحدة، والسبب أن الملف لم يعد يتعلق بهجرة تقليدية، أي مهاجرين من الجنوب يشدون رحالهم إلى الشمال بحثا عن لقمة العيش، ولكن لأن هذه الهجرة أصبحت لها أبعاد سياسية وأمنية. 

حلقة (28/7/2015) من برنامج "من واشنطن" سلطت الضوء على موضوع الهجرة غير النظامية من أفريقيا والشرق الأوسط والمكسيك إلى أوروبا والولايات المتحدة، وتساءلت عن كيفية تعاطي الأوروبيين والأميركيين مع هذه الظاهرة التي باتت تترك مآسي بفعل وفاة المئات والآلاف من المهاجرين غير النظاميين إما في البحر مثلما هو الحال في البحر الأبيض المتوسط، وإما في البر كما يحصل في صحراء الحدود الأميركية المكسيكية.  

مراسل الجزيرة في نيويورك رائد فقيه أوضح أن الأوروبيين يقومون بجهود جادة لمعالجة ظاهرة الهجرة غير النظامية لأنها تهدد اقتصادهم وتهدد بتغيير الشكل الديمغرافي في القارة الأوروبية.

وأشار إلى أن مشروع القرار الأوروبي -الذي قدم لـمجلس الأمن الدولي بشأن ملف الهجرة النظامية- قدم تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وتضمن تدخلا عسكريا بريا في الشواطئ الليبية لتدمير قواعد شبكات تهريب المهاجرين غير النظاميين.

وبحسب أرقام المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة -يضيف فقيه- أن هناك 140 ألف مهاجر غير نظامي في أوروبا، أي بزيادة 86% عن الفترة ذاتها من العام الماضي.

وكانت الدول الأوروبية قد وزعت مشروع قرار بشأن مكافحة ظاهرة الهجرة غير النظامية من أفريقيا إلى أوروبا، مع العلم أن هناك دولا أوروبية تطالب بمعالجة واقع الظاهرة عوضا عن التركيز فقط على الإجراءات الأمنية في مكافحتها. 

قلق أميركي وأوروبي
من جهته، اعتبر الأستاذ المحاضر في جامعة إيموري الدكتور أسامة الشربيني أن ملف الهجرة غير النظامية بات يشكل مشكلة بالنسبة للأوروبيين، لكنهم لا يقدمون لها سوى حلول "ترقيعية"، وقال إن على أوروبا أن تتخلى عن الأفكار الاستعمارية وتتعاون مع شمال أفريقيا والدول المعنية بالملف على أساس الشراكة والتعاون من أجل خلق تنمية حقيقية في تلك البلدان.   

أما ألبرتو فرناندز نائب رئيس معهد إعلام الشرق الأوسط  فأشار إلى وجود تعاون أوروبي وأميركي بشأن الهجرة غير النظامية، لكن القلق الأميركي مرتبط بالأمن ومكافحة الإرهاب، لأن الهجرة الجديدة لم تعد تقليدية وإنما سياسية، مثل هجرة مسيحيين من الشرق إلى الغرب بسبب ما وصفه بـ"العنف الجهادي".

من جهته، شدد سفير لبنان السابق في تشيلي مسعود معلوف على ضرورة النظر في أسباب وجذور الظاهرة، وقال إن الأميركيين تضرروا منها سياسيا، لكن الأوروبيين تضرروا منها بشكل مباشر، اقتصاديا واجتماعيا.

وأضاف معلوف أن بعض الأوروبيين لا يرون أن إضافة 140 أو 150 ألفا إلى عدد سكان أوروبا (خمسمئة مليون نسمة) تشكل مشكلة حقيقية لهم، لكنه قال إن الكثيرين في أوروبا يتخوفون من دخول عناصر متطرفة من تنظيم الدولة الإسلامية إلى بلدانهم من أجل القيام بأعمال شغب.

بدوره، أشار فرناندز إلى نقطة أخرى، وهي أن المجتمع الأميركي من حقه مثلا أن يحافظ على هويته، وكشف أن ما بين 10 و11 مليون مهاجر غير نظامي يعيشون في الوقت الحالي وسط المجتمع الأميركي.