من واشنطن

صراع المصالح في العالم العربي بلغتي شكسبير وفولتير

بحثت حلقة “من واشنطن” سجال المصالح في العالم العربي بين أميركا وفرنسا من البوابة اللغوية بين لغتي شكسبير وفولتير، خصوصا بمناطق تترسخ فيها اللغة الفرنسية وتلمح فيها بوادر لاستقطاب الإنجليزية.

ليس بعيدا عما تحدثه الخلخلة العميقة في الجغرافيا السياسية العربية وأبرز معالمها زوال الحدود العراقية السورية على يد تنظيم الدولة الإسلامية فإن خلخلة لغوية يدور بشأنها سجال في دول المنطقة وبالتحديد التي تتجذر فيها اللغة الفرنسية عنوانها "ضرورة الانفتاح على اللغة الإنجليزية".

حول المصالح الأميركية بلسان شكسبير والفرنسية بلسان فولتير وارتباطات الدول العربية بهذه اللغة أو تلك وما تفرزه من تحولات دارت حلقة "من واشنطن" يوم 2/6/2015.

في تونس كمثال مغاربي تدرس اللغة الفرنسية في الابتدائية منذ عقود وستبدأ عهدا جديدا في تدريس اللغة الإنجليزية منذ الصف الثالث الابتدائي، الأمر الذي وصفه إدموند غريب الباحث في الشؤون العربية والأميركية بجامعة جورج تاون بـ"التطور الثوري".

وأضاف في حديثه للبرنامج أن الإنجليزية ستساعد في خلق نوع من التوازن بالمنطقة المغاربية، داعيا إلى الانفتاح على الإنجليزية التي هي اليوم لغة البحوث، "فإذا أردت أن تحقق تقدما يجب أن تعرف الإنجليزية".

استقطاب الإنجليزية
من ناحيته، قال وزير التعليم العالي المغربي لحسن الداودي إن اللغة العربية كانت في القرون الوسطى لغة العلم والفنون والتجارة، واليوم لا بأس من الانفتاح على الإنجليزية لغة العلم، مشيرا إلى سعي بلاده لاستقطاب جامعات تدرس الطب بالإنجليزية اعتبارا من العام المقبل.

أما السفيرة الأميركية في الجزائر جوان بولاشيك فقالت في تصريح مقتضب إنها لم تلتق شخصا في الجزائر إلا وأبدى تشجيعا على تعلم اللغة الإنجليزية.

ولمن يرى أن ثمة منافسة بين الإنجليزية والفرنسية فإن رئيس مؤسسة أمديست الأميركية ثيودور قطوف ينفي هذا، ويضيف أن الأساس هو إعطاء الفرصة للعرب لسماع لغات أجنبية وتنميتها من خلال مناهج غير المناهج المتوافرة حاليا والتي وصفها بالفقيرة.

ولفت قطوف إلى أن السوريين -وقد خدم في بلادهم سفيرا لأميركا- الذين تعلموا الإنجليزية بسهولة هم من الجيل القديم الذي أتقن اللغة الفرنسية.

لكن لأميركا -بحسبه- ميزة في المنطقة، إذ إنها لم تدخل إلى المنطقة كمستعمرة مثل بريطانيا وفرنسا بل من خلال جامعات كالجامعة الأميركية في بيروت والقاهرة.

وهنا سأل مقدم الحلقة عبد الرحيم الفقرا عن الاحتلال الأميركي للعراق، فقال إنه لم يؤيد الغزو ولكن ما يحدث اليوم كان سيحدث بطبيعة الحال بسبب التنافس بين إيران والسعودية، على حد قوله.

لغة فولتير
ورفض مدير مركز الدراسات حول العالم العربي والمتوسط حسني عبيدي الحديث عن إمكانية إحلال الإنجليزية مكان الفرنسية في دول ترسخ فيها لغة فولتير، مشيرا إلى أن حتى دول مجلس التعاون الخليجي استقبلت في أبريل/ نيسان الماضي قاطرة الفرنكوفونية يمثلها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند.

المشهد الفرنسي الخليجي رده إدموند غريب إلى رغبة فرنسا لفتح أبواب التجارة مع الخليج مقابل رغبة مجلس التعاون في تنويع علاقاته بسبب عدم ارتياحه لبعض مواقف أميركا.

ولأن اللغة سواء فرنسية أو إنجليزية ليست هي العامل المحدد لتقدم عربي يشير عبيدي إلى أن كوريا الجنوبية تدرس بلغتها ومع ذلك تحقق معدلات اقتصاد كبيرة، والحال نفسه ينطبق على تركيا التي بها نسبة أكبر من دول الاتحاد الأوروبي، على حد قوله.