من واشنطن

أميركا وإيران.. ما بعد الاتفاق النووي

ناقش برنامج “من واشنطن” ما يمكن أن يؤول إليه التوصل النهائي لاتفاق نووي بين واشنطن وطهران، وتساءلت الحلقة عن موقف الكونغرس إذا ما قرر عدم الموافقة على الاتفاق.

إلى أي مدى يستطيع الكونغرس الأميركي عرقلة اتفاق نووي قد يتوصل إليه البيت الأبيض مع إيران؟ تساؤل طرحته حلقة (5/5/2015) من برنامج "من واشنطن" على ضيوفها الذين تباينت مواقفهم بهذا الشأن.

وفي تصريح خاص للجزيرة شكك بن رودز نائب مستشارة الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي في إمكانية حصول تحول في السياسة الأميركية تجاه إيران في حال التوصل معها إلى اتفاق نووي، وقال إن الخلافات مع هذا البلد حول القضايا الإقليمية ستظل قائمة.

وأضاف أن الاتفاق النووي المفترض سيكون في القضايا النووية فقط، وستبقى واشنطن قلقة بشأن ما اعتبره دعم إيران لـ"الإرهاب" وما تقوم به من زعزعة استقرار دول مجاورة لها، و"تهديدها أصدقاء وحلفاء الولايات المتحدة".

الرئيس والكونغرس
 أما الصحفي سعيد عريقات فقد عبر عن اعتقاده أن الاتفاق مع إيران قد تم توقيعه، وأن فترة الـ18 شهرا الماضية تناولت كافة التفاصيل وبقي التصديق عليها، وأن الرئيس الأميركي أراد أن يشاور الكونغرس بشكل "إشرافي".

وبحسب عريقات، فإن أوباما لن يحتمي بالمجتمع الدولي ضد الكونغرس، وأن استفتاء للرأي أوضح أن 60% من الأميركيين يؤيدون الاتفاق النووي مع إيران، مؤكدا أن للرئيس قوة كبيرة جدا يستطيع أن يستخدمها وبفعالية مؤثرة.

وأشار المتحدث نفسه إلى أن الكونغرس والإدارة الأميركية كانا سعيدين بالدور الذي كانت تقوم به إيران في زمن الشاه، وكانا يدعمانها بالسلاح وأن إيران لها مصالح وتبحث عن دور أكبر رغم أنها تعاني من عقوبات اقتصادية ومشاكل داخلية، ولكنها لن تستطيع العودة إلى الدور الذي كانت تقوم به في عهد الشاه.

كما عبر عن قناعته أن واشنطن هي التي قدمت العراق على طبق من ذهب لإيران، فيما رأى أن الدور الإيراني في سوريا مختلف لأن لطهران -حسب رأيه- طموحات عززها الغياب العربي عن المشهد العراقي، وحالة الاحتقان الطائفي الذي حدث هناك.

أشهر ساخنة
المحلل السياسي في شبكة الجزيرة مروان بشارة رأى أن الأشهر القادمة ستشهد أحداثا ساخنة، وأن ما يجري وراء الكواليس مهم جدا، فالإدارة الأميركية تحاول أن تستغل المجتمع الدولي ومجلس الأمن للضغط على الكونغرس الأميركي، مؤكدا أن رفض الكونغرس الاتفاق النووي سيجعل أميركا في عزلة وليس إيران.

ودعا إلى عدم التقليل من خطورة الكونغرس الذي يتصرف كأنه يعيش في كوكب آخر، ويظن أنه يستطيع أن يسيطر على كل العالم.

ولفت بشارة إلى "مراهقة" في التعامل مع إيران بين من يبرئها من أي طموح إقليمي وبين من يحاول شيطنتها، أما ما يعتقده فهو أن من الطبيعي وجود طموح لإيران ولكن من الطبيعي أيضا أن يكون للعرب قول وصوت لا يسمح بأن يكون الوطن العربي مباحا ليس لإيران فحسب ولكن لأي قوة إقليمية أخرى.

بدورها، رأت كبيرة المراسلين الدبلوماسيين في صحيفة الحياة راغدة ضرغام أن موقف الكونغرس ليس واضحا إن كان جديا أو بهدف ادخال إصلاحات على الاتفاق النووي مع إيران.

واعتبرت ضرغام أن الولايات المتحدة ليست هي المستفيدة من هذا الاتفاق بل روسيا، وإيران التي ستملك الأموال بعد رفع العقوبات لتنفيذ مشاريعها النووية والإقليمية.