من واشنطن

أكراد العراق والحرب على تنظيم الدولة

يمثل النفط العراقي أحد أهم خيوط المعادلة الأميركية الحالية في العراق، فمن خلاله تدعم واشنطن الأكراد كحليف في عدة ملفات من ضمنها الحرب على تنظيم الدولة.

في الذكرى الثانية عشرة لغزو العراق يثور الجدل بشأن الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا من قبل تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة ويلعب الأكراد دورا بارزا فيه.

ويمثل النفط العراقي أحد أهم خيوط المعادلة الأميركية الحالية في العراق، فمن خلاله تدعم واشنطن الأكراد كحليف في عدة ملفات من ضمنها الحرب على تنظيم الدولة، ومن خلال النفط العراقي أيضا تقول واشنطن إنها تسعى للحفاظ على دور بغداد كعاصمة لعراق موحد حتى في ظل الصلاحيات الواسعة التي يتمتع بها كردستان العراق.

القناص الأميركي
ويبدو أن البقية الباقية من اهتمام الساحة الأميركية بذكرى غزو العراق في ربيع 2003 يقتنصها فيلم "القناص الأميركي"، للممثل والمخرج الأميركي الشهير كلينت ايستود في مطلع 2015.

المراسل ناصر الحسيني قال من أمام البيت الأبيض إن فيلم "القناص" أعاد القضية العراقية إلى الواجهة الأميركية بصورة قوية، وفرض وجوده على جمهور السينما الأميركية.

وأوضح أن الجمهور انقسم بشأن الفيلم بين المؤيد والمعارض كل حسب رؤيته، كما أن الفيلم حقق نجاحا تمثل في تحقيقه لأكثر من مليوني دولار خلال أسبوع، إضافة إلى أن النقاد كان لهم رأيهم في بعض جوانب الفيلم التاريخية والفنية.

وأرجع الحسيني عدم حصول الفيلم على جوائز في حفل الأوسكار إلى أن لجان المهرجان تعتبر ليبرالية وذات توجهات معارضة للحروب.

عن هذا الموضوع يرى المؤرخ والخبير في الشؤون العراقية والكردية إدموند غريب أنه كان هناك تلاعب واختلاق معلومات استخباراتية مثل تقارير أسلحة الدمار الشامل التي كانت زائفة، وتحقيق الديمقراطية والحرية، ولكن الإدارة الأميركية حققت هدفا بإسقاط نظام كان يعتبر عدوا لها، واظهرت الحرب كيف فشلت الإدارة الأميركية في تحويل النصر العسكري إلى نصر سياسي.

النموذج اللبناني
واعتبر أن الإدارة الأميركية قامت بـ"لبننة" العراق بدلا من التركيز على الهوية العراقية ككل، والآن تريد من الأكراد التعامل مع الحكومة المركزية وأن يلعبوا دورا في الحرب في تنظيم الدولة الإسلامية.

وتابع أن واشنطن تقوم بتسليح الأكراد عبر الحكومة العراقية، وفي نفس الوقت تقوم الحكومة التركية بإرسال شحنات الأسلحة للحكومة العراقية، الأمر الذي يشير إلى أن بعض دول الإقليم حريصة على عدم قيام الدولة الكردية.

من جهته، قال الصحفي الكردي المقيم في واشنطن محمد الأفندي إن الأكراد حققوا العديد من الانتصارات عقب الغزو الأميركي رغم أنهم تمتعوا بإدارة ذاتية منذ بداية التسعينيات، كما استفادت مكونات سياسية أخرى داخل العراق من هذا الغزو، وبقي المتضرر الوحيد هو المواطن العراقي.

وأضاف أن أميركا لديها سياسة الازدواجية، فتارة تريد تقوية الأكراد وتدعم إعلان دولتهم وتارة أخرى تتماهى مع رغبات دول إقليمية تعارض قيام الدولة الكردية، مشيرا إلى أن واشنطن تعطي الأكراد حيزا معينا لا يجب عليهم أن يتجاوزوه.

ويرى الأفندي أن أميركا خائفة من قيام علاقات قوية بين الأكراد وتركيا، ولهذا فهي ستظل تدعم الأكراد وتحاول أن تمنع التحالف الاقتصادي بين الأكراد وتركيا.

من جانبه، اعتبر أستاذ العلوم السياسية في جامعة ريتقز "إريك ديفيس" إن تدمير الجيش العراقي في غزو عام 2003 كان خطأ كبيرا، ولو تم الحفاظ عليه لما وصل العراق إلى ما هو عليه اليوم.

وبالحديث عن دعم أميركا لقيام دولة كردية مستقلة، رأى ديفيس أن الوضع الكردي تم استغلاله من قبل بعض الدول الاستعمارية عبر التاريخ، وتم تجاهل مطالبهم بعد ذلك.