من واشنطن

التضارب بين البيت الأبيض والإعلام الأميركي بشأن السيسي

تناولت حلقة الثلاثاء (21/10/2014) من برنامج “من واشنطن” موقف الإدارة الأميركية من نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في ظل انتقادات الإعلام ومنظمات المجتمع المدني في الولايات المتحدة لهذا النظام.

ذكرت صحيفة نيويورك تايمز في افتتاحيتها قبل أيام أن مصر عادت إلى استبدادها تحت حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي، أعقبته بنشر مقال ينتقد الأوضاع السياسية في مصر، وحرفته وسائل الإعلام المصرية بطريقة تعيد إلى الأذهان نشر صحيفة الأهرام صورة مفبركة تظهر الرئيس المخلوع حسني مبارك في موقع متقدم على أربعة رؤساء بينهم الرئيس الأميركي باراك أوباما داخل البيت الأبيض.

وعقب ما نشرته نيويورك تايمز، أطلقت مؤسسة فريدم هاوس ومركز كارتر نيران انتقاداتهم الأوضاع السياسية في مصر، وأغلق الأخير مكتبه بالقاهرة مشككا في إمكانية إجراء انتخابات برلمانية حرة.

حلقة الثلاثاء (21/10/2014) من برنامج "من واشنطن" ناقشت موقف الإدارة الأميركية من نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في ظل انتقادات الإعلام ومنظمات المجتمع المدني في الولايات المتحدة لهذا النظام.

مدير برنامج الديمقراطية في مركز كارتر ديفد كارول عبر عن خيبة أمله من الأوضاع الراهنة في مصر، مؤكدا أن المركز عبر مرارا عن قناعته بأن "بناء أسس الديمقراطية يحتاج إلى وجود توجه عام يضم الجميع، أما الآن فلا يوجد مجال لمجرد تبادل الحديث".

وأعرب كارول عن أمله أن تحدث مواقف كارتر وفريدم هاوس أثرا على الحكومتين الأميركية والمصرية بوصفهما "صاحبتي القرار". وأوضح أن مدير المركز الرئيس الأسبق جيمي كارتر "كان يأمل أن تؤدي ثورة 2011 إلى تغيير كبير وعميق، لكن تنتابه الآن خيبة أمل لأن هذا التغيير لا يزال بعيدا".

تناقض الأهداف
الباحث في معهد واشنطن لدراسات سياسة الشرق الأدنى والمستشار السابق للخارجية الأميركية ديفد بولوك أوضح أن التضارب بين مواقف الإدارة الأميركية ومواقف الإعلام ومنظمات المجتمع المدني يعكس التناقض بين الأهداف الأميركية في المنطقة.

وقال بولوك إن الولايات المتحدة تريد مساعدة الديمقراطية، ولها أهداف إستراتيجية تتمثل في الاستقرار ومكافحة الإرهاب، مضيفا "تناقض الأهداف يحدث التضارب".

وأكد أن قرارات البيت الأبيض لا تتأثر إلا بالكونغرس والرأي العام الأميركي فحسب. وأشار إلى أن أجندة الإدارة الأميركية تتلخص في كيفية "التعامل مع الواقع بالعالم".

ميشيل دن:
إدارة أوباما تحاول خلق توازن في العلاقة مع مصر، لكن  السعودية وإسرائيل والإمارات تطالب بتطبيع العلاقات مع القاهرة

محاولات ومطالب
الباحثة بمعهد كارنيغي ميشيل دن قالت إن إدارة أوباما تحاول خلق "توازن في العلاقة" مع مصر، لكنها أشارت إلى وجود مطالبات من حلفاء إقليميين بتطبيع العلاقات مع القاهرة.

وأوضحت "بعد الإطاحة بـ(الرئيس المعزول محمد) مرسي جمدت واشنطن جزءا من المساعدات، لكن السعودية وإسرائيل والإمارات تطالب الولايات المتحدة بتطبيع العلاقات مع مصر".

وألقت دن باللوم على الإدارة الأميركية لعدم قيامها بمراجعة شاملة للعلاقة مع مصر، مطالبة الولايات المتحدة بإقامة علاقة مع "أمة مصر وليس الأنظمة الحاكمة".

دعم الديكتاتوريات
بدورها، قالت المتخصصة في شؤون الإعلام بجامعة ميرلاند سحر خميس إن الولايات المتحدة دعمت أنظمة ديكتاتورية تحت زعم الاستقرار ومحاربة الإرهاب، مشددة على أن الاستقرار لا يمكن أن يأتي بتكميم الأفواه وكبت الحريات وسجن المعارضين وإصدار أحكام الإعدام على المئات منهم.

وحول مساحة الحرية الإعلامية، أضافت خميس أن الحريات الإعلامية لا تقارن بين الولايات المتحدة ومصر، مشيرة إلى الأخطاء المتكررة للصحف المصرية في فبركة الصور والنصوص المترجمة.

وتعليقا على اعتذار الأهرام على تحريف نص المقال المنشور بصحيفة نيويورك تايمز، عبرت المتخصصة في شؤون الإعلام عن قناعتها بأنها اعتذرت تحت ضغط كشف الفضيحة.