شاهد على العصر

المرزوقي: الربيع العربي انهزم لكنه لم يخسر المعركة (ج21)

تحدث الرئيس التونسي السابق د. المنصف المرزوقي، في الحلقة الـ 21 من شهادته على العصر، عن صراع ثورات الربيع العربي مع الثورات المضادة.

قال الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي إن "ثورات الربيع العربي مازالت في بدايتها، صحيح أن الثورة المضادة ربحت الجولة الأولى في الملاكمة، ولكن الآن يتساقطون في الجولة الثانية، وإن شاء الله ستربح ثورات الربيع العربي في الجولة الثالثة".

وأضاف في الحلقة الـ 21 من شهادته على العصر التي بثت اليوم الأحد (2017/8/20) أن الثورة المضادة فشلت في مصر وتونس وقادتهما لانهيار تام بالسياسة والاقتصاد، أما في ليبيا واليمن وسوريا فلم تستطع أن تعود للسلطة كما كانت تخطط رغم كل الدمار والخراب.

ووفق المرزوقي، فإن أخطر ما يواجه دول الربيع العربي هو انقسام المجتمع بين فقراء وأغنياء أو إسلاميين وعلمانيين، والمسؤول عن ذلك هو الاستبداد، مضيفا "نحن مطالبون جميعا بإعادة بناء الدولة وكذلك بإعادة بناء مجتمع متجانس متضامن لا يحتقر بعضه البعض أو يسعى أي من مكوناته السياسية أو الاجتماعية أو العرقية أو الدينية لإقصاء الأطراف الأخرى".

وفيما يتعلق بعلاقته مع حركة النهضة، أكد المرزوقي أن علاقته مع قيادتها كانت جيدة جدا ومتميزة "ولذلك لم أستطع حتى الآن أن أتصور كيف تحالفت النهضة مع السبسي، ولكن ما جرى فتح عينه على حقيقة أن السياسة لعبة قذرة".

ومضى قائلا "نحن كذلك بحاجة لنشر ثقافة السياسة النظيفة، وأن نفرق بين الحسم والحزم مع العدل الضروري في الممارسة السياسية، وبين المكر والخديعة وتشويه الخصوم السياسيين والتنكيل بهم".

معركة إعلامية
وفي موضوع آخر، أكد المرزوقي أنه منذ اليوم الأول لوصوله إلى السلطة والنظامُ القديم يهاجمه بصورة منقطعة النظير، ولأن تركيا وقطر هما الدولتان الوحيدتان اللتان دعمتا الربيع العربي فقد نالتا نصيبا كبيرا من حملات التشهير الإعلامي.

وأضاف: رغم أنني لم أعد رئيسا إلا أن مشكلتي مع الإعلام التونسي لم تتغير، فهو لم يتوقف عن مهاجمتي ومحاولة اصطياد الأخطاء وتلفيق الأكاذيب، بخلاف الإعلام الأجنبي والعربي والذي يرغب في نقل ما أقوله للناس ولا يتعامل معي كخصم سياسي أو عدو.

وشدد المرزوقي على أنه لم يضع صحفيا واحدا بالسجن ولم يشتك ضد أي صحفي، بل على العكس دافع عن حرية الصحافة، ولكن المشكلة أن معظم الصحفيين في تونس يعملون في إطار أجندة سياسية تسعى لتدمير وتحطيم رموز الثورة عبر السخرية والتحقير واختلاق الأكاذيب.

واستشهد بحادثة نجاح علي بن فطيس المري محامي الأمم المتحدة لاسترداد الأموال المنهوبة برد مبلغ 28.8 مليون دولار إلى تونس، قائلا "ما أن التقيت بالمري حتى تعرضت لحملة هجوم كبيرة على مواقع التواصل ووسائل الإعلام في تونس، ونظمت حملة يومية للهجوم علي وعلى قطر وتركيا".