شاهد على العصر

الصادق المهدي: بريطانيا خططت لتقسيم السودان عام 1922 ج2

يواصل الصادق المهدي -رئيس وزراء السودان الأسبق وزعيم حزب الأمة القومي- شهادته لبرنامج “شاهد على العصر”، ويتطرق لفترة الخمسينيات وما شهدته من حراك سياسي من أجل الاستقلال.

يكشف الصادق المهدي -رئيس وزراء السودان الأسبق وزعيم حزب الأمة القومي– أن المستعمر البريطاني خطط منذ عام 1922 لفصل جنوب السودان عن شماله، وأنه خلق للجنوب هوية "مسيحية أنغلوسكسونية"، لكن عوامل جيوسياسية حالت دون تحقيق ذلك المخطط في تلك الفترة.

ويضيف -في الجزء الثاني من شهادته لبرنامج "شاهد على العصر"- أن البريطانيين عندما شعروا أن مشروعهم لم ينجح طرحوا على الجنوبيين في مؤتمر عقدوه في جوبا عام 1947 مسألة الاندماج مع الشمال مع وعود بالحفاظ على خصوصيتهم الجنوبية، ومن هنا تبلورت فكرة الفدرالية.

ويقول المهدي إن الحركة الشمالية لم تدرك خصوصية الجنوب، وإن الانقلاب الذي وقع عام 1958 بقيادة إبراهيم عبود (1958-1964) قام بإجراءات صدمت المبشرين في الجنوب، منها "الأسلمة والتعريب".

وبحسب ضيف "شاهد على العصر"، فإن عبود خلق الظروف التي أدت إلى حدوث ما اعتبره استقطابا حادا في الجنوب السوداني.

يُذكر أن جنوب السودان انفصل عن السودان بعد استفتاء نصت عليه اتفاقية السلام التي وقعت بين طرفي الحرب الأهلية عام 2005، وأنهت عقودا من الحرب خلفت نحو مليوني قتيل.

ويتطرق المهدي في شهادته أيضا إلى الحراك السياسي الذي شهده السودان خلال فترة الخمسينيات من أجل الانفصال عن مصر والاستقلال عن المستعمر البريطاني.

ويكشف أن حزب الأمة كان يرفع شعار "السودان للسودانيين"، وأن التيار اليساري والحزب الشيوعي كانا ضد الوحدة مع مصر التي كان يحكمها نظام عسكري، وحتى الإخوان المسلمون السودانيون أصبحوا يؤيدون هذا الطرح بعد عام 1954.

بينما كان إسماعيل الأزهري يؤيد في البداية مسألة الوحدة مع مصر قبل أن يتراجع عن موقفه. وكان الأزهري يشغل منصب رئيس وزراء السودان في الفترة 1954-1956، ورئيس مجلس السيادة في الفترة 1965-1969.

ويؤكد المهدي أن الممارسة الديمقراطية كانت موجودة في السودان عام 1957 بعد عودته من لندن التي درس فيها -في جامعة أكسفورد- السياسة والاقتصاد والفلسفة.

ويقول إنه لم يكن له أي انتماء حزبي بعد عودته إلى السودان، ولم يكن يرغب في الاشتغال في مجال السياسة، لكن والده طلب منه عام 1958 المشاركة في الحملة الانتخابية لحزب الأمة، وكان ذلك أول عمل سياسي يقوم به.

وبشأن الحركات الصوفية التي يعج بها السودان، يقول زعيم حزب الأمة إن بلاده فيها طرق صوفية سنية معتدلة، وهو تصوف روحي تربوي، أي ليس فيه الآراء الفلسفية والخرافات.

وقد لعبت الطرق الصوفية -بحسب المتحدث- دورا كبيرا في الحياة السياسية السودانية وفي نشر الإسلام والتربية.