ما وراء الخبر

واشنطن والرياض.. هل تردم هوة الخلافات؟

تطرقت حلقة 4/9/2015 من “ما وراء الخبر” إلى مطالب العرب من الولايات المتحدة على ضوء اجتماع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز مع الرئيس الأميركي باراك أوباما في واشنطن.

تأتي قمة واشنطن بين الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز والرئيس الأميركي باراك أوباما وسط غياب تطابق في وجهات النظر العربية والأميركية بشأن قضايا عديدة في منطقة الشرق الأوسط.

ويهيمن ملف اليمن وسوريا ودور إيران في المنطقة والحرب على تنظيم الدولة الإسلامية على أجندة قمة واشنطن.

وتتباين مواقف ورؤى الرياض وواشنطن بخصوص الموقف من سوريا واليمن، والدور الإيراني في منطقة الشرق الأوسط.

وناقشت حلقة 4/9/2015 من "ما وراء الخبر" حجم التباين في وجهات النظر بشأن الملفات المطروحة وإمكانية تجاوب الطرف الأميركي مع وجهتي النظر السعودية والعربية وردم هوة الخلاف في ما بينها تجاه هذه الملفات.

ملفات خلافية
ويرى الكاتب والمحلل السياسي حسين شبكشي أن العلاقة بين السعودية وواشنطن قوية، وأن الرياض تحاول نقل وجهة نظرها بشأن تدخلات إيران في البحرين واليمن وسوريا والعراق. وأوضح أن السعودية تتكفل بمناقشة هذه الملفات نيابة عن دول الخليج.

واعتبر أن هناك تباينا في تعامل واشنطن مع الحركات الإرهابية، حيث إنها تلاحق تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة وتترك حزب الله.

أما في سوريا فالسعودية ترى أن الحل يكمن في رحيل الرئيس بشار الأسد بينما تعتقد واشنطن أن بقاءه يمكن أن يكون جزءا من الحل.

بدوره، أقر ديفد ماك مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق بوجود تباين في وجهات النظر بين الرياض وواشنطن، لكنه لفت إلى أنهما شريكتان منذ أمد بعيد ولديهما تطابق رؤى في العديد من القضايا.

وأشار إلى أن هناك تعاونا بين البلدين في مكافحة التنظيمات الإرهابية التي تهدد استقرار وأمن البلدين والمنطقة.

وأعرب عن اعتقاده بأن تغول الدولة الإسلامية في العراق وسوريا ناجم عن فشل الحكومتين في تمثيل جميع أطياف المجتمع.

بدوره، اعتبر أستاذ العلاقات الدولية فواز جرجس أن العلاقات بين السعودية والولايات المتحدة إستراتيجية وتعود إلى الحرب العالمية الثانية وقد تخللتها فترات صعبة، لكنها استمرت رغم تباين المواقف في عدد من الملفات.

وقال إن واشنطن ترى أن تكاليف الحرب في اليمن أكثر من فوائدها, في حين يشكل اليمن أهمية بالغة بالنسبة للسعودية.

وأوضح أنه في ما يتعلق بالملف السوري فإن واشنطن تتصور أن دعم بعض التنظيمات المسلحة قد يؤدي إلى نتائج عكسية وتشدد على الحل السلمي.

الملف الإيراني
وقال ماك إن واشنطن شرعت في زيادة تعاونها مع السعودية ودول خليجية بعد الاتفاق النووي مع إيران للحرص على تطبيقه، لافتا إلى أن الاتفاق سيتطلب أشهرا وربما سنوات لتنفيذه، مشيرا إلى أن واشنطن ليست لديها أوهام بخصوص سلوك إيران السيئ في المنطقة.

من جهته، قال فواز جرجس إن أميركا -من جهة- تتواصل مع إيران وتدخل معها في حوار إستراتيجي بوصفها دولة محورية في المنطقة، ومن جهة أخرى تسعى لطمأنة حلفائها باعتبار إيران عنصر توتر في المنطقة.

وتساءل: ما الذي يمنع الدول العربية من الدخول في حوار مع إيران مباشرة؟

وأضاف أن الإدارة الأميركية تنظر إلى أن الصراع السعودي الإيراني له تداعيات خطيرة على أمن المنطقة، خصوصا أنه بدأ يأخذ طابعا مذهبيا.

بينما يعتقد شبكشي أن التعاون مع إيران يجب أن ينتقل من الشك والريبة والتوجس إلى تصنيفها مباشرة ضمن الدول الراعية للإرهاب.