ما وراء الخبر

هل يستفيد المصريون من كشف الغاز؟

تناولت حلقة “ما وراء الخبر” كشف الغاز الطبيعي الذي أعلنته شركة إيني الإيطالية قبالة السواحل المصرية، وأكدت أنه الأكبر بالمنطقة، وما إذا كان المواطن المصري البسيط سيستفيد من هذا الكشف.

أعرب الصحفي والمدون المصري وائل عباس عن عدم تفاؤله بإمكانية استفادة المواطن المصري البسيط من كشف الغاز الطبيعي الذي أعلنته شركة إيني الإيطالية والذي قالت إنه يتضمن احتياطات أصلية تقدر بنحو 30 تريليون قدم مكعبة من الغاز.

وقال عباس في حلقة الثلاثاء (1/9/2015) من برنامج "ما وراء الخبر" التي تناولت إعلان شركة إيني الإيطالية للبترول اكتشاف أكبر حقل للغاز الطبيعي في مصر، إنه سيعول فقط على أن المواطن المصري سيحصل على حقه في هذا الاكتشاف "إذا تغير النظام المصري الحالي وتحول إلى نظام يعتمد الشفافية، واختفت سيطرة بعض الجهات الفاسدة على مقدرات البلد".

وأضاف أن المرحلة التي تعيشها مصر حاليا هي مرحلة فيها شخص واحد والشعب ليس له دور حتى ولو عن طريق برلمان مزيف يدعي أنه يمثل المصريين" حسب تعبيره. وقال "لست متفائلا في وضع تقمع فيه الحريات وغير مسموح فيه بالحديث عن قضايا الفساد.

وعن حقيقة هذا الكشف ومدى مصداقية الشركة في الإعلان عنه، قال عباس إن الشركة يفترض أن لها مصداقية، وليس من مصلحتها الكذب بخصوص الاكتشاف، وإلا فستفقد مصداقيتها وستنهار بالكامل. وأضاف "نظريات المؤامرة هنا ليس لها محل من الإعراب" حسب قوله.

آمال وشفافية
من جهته، قال رئيس تحرير صحيفة المشهد المصرية مجدي شندي "الحمد لله أنه تم الإعلان عن هذا الكشف من قبل شركة إيني الإيطالية، لأن ذلك يغلق باب التشكيك في هذا الكشف".

وأضاف "نأمل أن تتحقق التوقعات من هذا الكشف بغض النظر عن طبيعة النظام الحاكم، لأن هذا الكشف بشرى خير للمصريين وباب للتفاؤل في المستقبل". 

وقال "إن هناك شفافية، والأمر يحتاج إلى أربع سنوات قبل جني عوائد هذا الكشف الكبير، ومصر تدخل الآن مرحلة استقرار ويتوقع عودة الحركة السياحية إلى البلاد".

مهددات المشروع 
بدوره قال الكاتب الصحفي المتخصص بالشؤون الاقتصادية مصطفى عبد السلام "أنا سعيد على المستوى الشخصي بهذا الكشف، لأن مصر تواجه أزمة طاقة، وكانت ستلجأ لاستيراد الغاز من إسرائيل، وهذا الكشف سيوقف هذه الخطوة مؤقتا"، معتبرا أن هذا الكشف يحتاج إلى أربع سنوات حتى نرى عوائده، ولا حديث عن اكتفاء مصر من الغاز قبل تلك المدة.

وعن إعلان الكشف من قبل الشركة الإيطالية، قال عبد السلام "أنا صدقت الشركة الإيطالية وتمنيت ألا يتم الإعلان عن الكشف من قبل الحكومة المصرية"، مشيرا إلى أن جزءا من الشعب المصري متشكك في إمكانية الاستفادة من هذا الكشف لأنه يخشى الفساد المتفشي في قطاع الطاقة.

وأوضح أن ما يهدد المشروع عوامل اقتصادية بحتة تتمثل في إمكانية استمرار تهاوي أسعار النفط والغاز وصعوبة الموقف المالي لشركات التنقيب العملاقة في ظل تهاوي أسعار النفط، وهل الحكومة المصرية قادرة على تدبير حصتها في المشروع في ظل ندرة مواردها من النقد الأجنبي، خاصة أن المشروع يحتاج إلى مليارات الدولارات.