ما وراء الخبر

من يكذب بشأن التواجد الإيراني بالعراق؟

ناقشت حلقة “ما وراء الخبر” تصريحات القنصل الإيراني في محافظة النجف العراقية التي قال فيها إن إيران هي الدولة الوحيدة التي قدمت شهداء في العراق.

قال عبد الرحيم سادتي القنصل الإيراني في محافظة النجف العراقية إن إيران هي الدولة الوحيدة التي قدمت شهداء في العراق وهي تدافع عن العراق وحكومته ضد تنظيم الدولة.

حلقة الاثنين (31/8/2015) من برنامج "ما وراء الخبر" توقفت مع هذه التصريحات، وتساءلت عن المقصود بها خاصة أن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أكد أنه لا يقاتل على أرض بلاده إلا العراقيون، وألا تعتبر هذه التصريحات تدخلا صريحا في الشأن العراقي الداخلي؟ 

وكان العبادي أكد في تصريحات منتصف يونيو/حزيران الماضي وأمام مؤتمر جماهيري أنه لا يقاتل على أرض العراق إلا العراقيون، معتبرا أن هذا متفق عليه بإجماع من الكتل السياسية والحكومة ومجلس النواب.

وتأتي تصريحات القنصل الإيراني في النجف في وقت اتهم فيه نواب في بغداد السلطات بتسخير أجواء العراق لخدمة فيلق القدس الإيراني، مما يفتح باب التساؤل عن طبيعة العلاقات العراقية الإيرانية في الفترة الأخيرة.

وجود وهيمنة
بشأن هذا الموضوع، أكد الكاتب والباحث السياسي العراقي وليد الزبيدي أن تصريحات القنصل الإيراني صادقة "مائة بالمائة" وكشف عن حصوله على معلومات تفيد بمقتل 154 جنديا إيرانيا في سامراء وفي مناطق أخرى بالعراق، وأن هناك 7000 على الأقل من الحرس الثوري الإيراني يقاتلون في العراق.

وأضاف الزبيدي أن الإيرانيين أخلوا مساحة من الأراضي العراقية في محافظة ديالى تقدر بأكثر من مائتي كيلومتر لتخضع للقوات الإيرانية.

وعن التواجد الإيراني أكد أيضا أن الإيرانيين يقاتلون مع الأميركيين، وهناك حماية جوية لقوات الحشد الشعبي.

وشدد الباحث السياسي العراقي على رفض أي نوع من النفوذ أو الهيمنة أو التدخل الإيراني أيا كان نوعها وشكلها، وقال إن العلاقة بين الدول يجب أن تقوم على التكافؤ والاحترام المتبادل، أما الطريقة الحالية بين العراق وإيران فهي علاقة مرفوضة.

بدوره، يرى الدكتور غسان العطية مدير المعهد العراقي للتنمية والديمقراطية أن العراق أصبح ساحة مكشوفة لتدخل كل الدول، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، وأكد أن التدخل الإيراني في كل من لبنان واليمن وسوريا والعراق حول هذه الدول إلى ساحات للحرب والمآسي.

علاقة طبيعية
لكن مستشار مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية ما شاء الله شمس الواعظين أكد أن القيادة العراقية لم تنكر وجود مستشارين عسكريين إيرانيين في العراق، وكذلك لم تنف طهران.

وأضاف أن إيران والقيادة العراقية تؤكدان وجود بعض من المستشارين الإيرانيين في العراق بطلب رسمي من الحكومة العراقية "المنتخبة ديمقراطيا".

وتابع أن هناك في العراق عملية سياسية وحكومة منتخبة وقرارات تصدر عنها، ومنها العلاقة مع إيران، وإيران بدورها تحترم السيادة العراقية، حسب قوله.