ما وراء الخبر

ماذا يريد نصر الله بتلويحه بالتعبئة العامة؟

بحثت حلقة “ما وراء الخبر” مرامي الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله من تلويحه بالتعبئة العامة في حديث وجهه لمناصريه أثناء عيادته جرحى للحزب أصيبوا في معارك بسوريا.

خيارات ثلاثة وضعها الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله للشيعة تحت عنوان "التعبئة العامة"، إما أن يحاربوا أكثر من السنوات الأربع الماضية، أو أن "نستسلم للذبح ونساؤنا للسبي"، وثالثها أن "نهيم على وجوهنا في بلدان العالم".

وفي سبيل ذلك رحب نصر الله بالكلفة الغالية التي قد تودي بثلاثة أرباع من يوجه لهم الخطاب أثناء عيادته جرحى الحزب في الحرب التي يشارك فيها على أرض سوريا، في سبيل أن يعيش الربع الأخير "بشرف وكرامة".

هذه الكلمات التي نشرتها صحيفتان مقربتان للحزب، طرحت حولها تساؤلات في حلقة السبت (23/5/2015) من برنامج "ما وراء الخبر": ماذا تعني هذه التعبئة التي قيل إنها "قد تعلن"؟ وماذا يعني أنها قد تعلن في كل مكان وليس مكانا بعينه؟ وهل ثمة شبهة طائفية في التحشيد الواضح لطرف ضد طرف آخر؟

أما القتال الذي لم يحدد مكانه فأحاله الكاتب الصحفي اللبناني قاسم قصير إلى "التطورات الخطيرة" التي نجمت عن سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على الأنبار في العراق وتدمر في سوريا، بما يشكل "تهديدا لكل المنطقة" التي تواجه خطر التقسيم، ولا يخص هذا حزبا أو طائفة بذاتها.

إطلالة النبطية
لكن قصير لفت غير مرة إلى أن ما نشرته الصحيفتان اللبنانيتان قد يكون أخرج من سياقه بحسب ما أعلنه بعد ساعات من النشر مسؤول العلاقات الإعلامية في الحزب محمد عفيف. وعوّل قصير على أن توضيح الأمر برمته سيكون في إطلالة حسن نصر الله غدا الأحد في النبطية باحتفال "عيد المقاومة والتحرير".

ودعا إلى تعاون إقليمي بين السعودية ومصر وتركيا وإيران ضد تنظيم الدولة وإسرائيل، مؤكدا أن قناعته الشخصية تعاكس ما ورد في التسريبات الصحفية حول التعبئة، وأن مواجهة الخطر الراهن لا يمكن أن يكون بخطاب طائفي تقسيمي، إذ إن تنظيم الدولة لا يوفر طائفة دون أخرى، بحسبه.

بدوره قال الكاتب الصحفي السعودي جمال خاشقجي إن الدعوة إلى قتال التكفيريين والتي دخل حزب الله على أساسها سوريا عام 2011، تؤكد أن الحزب هو المعتدي على الشعب السوري الذي ثار وكان أقصى ما يريده هو العودة إلى دستور 1950 الذي يضمن حقوق كل المكونات في البلاد.

وحدد فهمه لكلمات نصر الله بوضوح "إنها تعبئة طائفية بدعوة أبناء الشيعة للمعركة"، بينما يوشك بشار الأسد إعلان التعبئة للعلويين من أجل معركة الساحل.

ودعا خاشقجي "العقلاء من الشيعة إلى الانسحاب من هذه المعمعة"، مبينا أن الدولة الوطنية اللبنانية ستحمي لبنان من أي تداعيات، وأن السعودية ستمنع وصول الحرب إلى لبنان، بينما لن يمنعها الحشد الطائفي.

وإذ أكد غير مرة أن لا خلاف على خطر تنظيم الدولة، اعتبر أن الخطر الأكبر هو في حرب حزب الله على السوريين، بل إن استيلاء التنظيم على تدمر جعله لصيقا للثوار في حمص وإدلب  مما يلفت النظر نحو التنظيم ويبعده عن التحدي الحضاري الذي تمثله الثورة السورية، حسب قوله.