ما وراء الخبر

مؤتمر الحوار اليمني بالرياض.. المشاركون والغائبون

بحثت الحلقة مؤتمر الحوار الوطني المزمع عقده منتصف الشهر الجاري في الرياض وما الأسس التي يقوم عليها وكيف سينعكس تنامي المقاومة الشعبية اليمنية على نتائج نتائجه؟

من المقرر أن تعقد الحكومة اليمنية منتصف الشهر الجاري مؤتمرا سياسيا في الرياض تشارك فيه القوى اليمنية بما فيها تيارات من حزب المؤتمر الشعبي العام وبغياب جماعة الحوثي.

ما الأسس التي يقوم عليها هذا المؤتمر؟ وكيف سينعكس تنامي المقاومة الشعبية في اليمن على نتائجه؟

وإذ من المؤكد عدم حضور أنصار الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح والحوثيين للمؤتمر يلوح في المشهد تصريحان هامان لمسؤولين يمنيين، الأول يفيد باشتراط تخلي حزب المؤتمر الشعبي العام عن رئيسه صالح مقابل حضور ممثل عنه، والثاني اعتبار المؤتمر مؤتمر قرارات لا مؤتمر حوارات.

توجهت حلقة 2/5/2015 من "ما وراء الخبر" بالسؤال إلى الباحث والكاتب السعودي فايز الشهري عن الأطراف التي من المفترض أن تشارك في مؤتمر الرياض، فقال إن الحكومة الشرعية هي التي تحدد بنود وآليات المؤتمر. أما وصف "مؤتمر قرارات لا حوار" فذلك لأن "كل فرص الحوار استنفدت"، وأن الأزمة في اليمن متراكمة والدولة عانت من التشرذمات في الوقت الذي كان فيه صالح يستخدم البنادول السياسي والابتزاز بالجماعات المسلحة، على حد قوله.

خارطة طريق
من جانبه قال الباحث والكاتب اليمني محمد جميح عن إمكانية أن يثمر الحوار اليمني عن قرارات ملموسة في وقت يغيب فيه طرفان أساسيان "إن المؤتمر المرتقب ليس حوارا وإنما ترتيبات ستشكل خارطة طريق لتنفيذ نتائج الحوار الوطني الذي جرى على مدار عشرة أشهر".

وشرح ماهية المؤتمر الشعبي وتحولاته فقال إنه حزب غير مؤدلج، بل ارتبط على أساس المصلحة الاقتصادية والسياسية بعلي عبد الله صالح الذي اختصر المؤتمر وحتى الوطن فيه، وأصيب الحزب بالتشرذم في ثورة 2011 وخرج منه الكثير وشكلوا حزب العدالة والبناء، وزاد في إنهاك قواه الداخلية الانقسام بين جناحين واحد لصالح والثاني يتبع عبد ربه منصور هادي.

وطالب جميح بتشجيع الناس على الانفضاض عن الحوثي وصالح عبر إيجاد بديل سياسي يتمثل في المؤتمر، وأضاف أن الحوثي ليس كتلة صماء وإنما هناك متحوثون "يمكن أن يعودوا إلى جادة الصواب" كما هي الحال مع المؤتمر الشعبي فهناك أنصار صالح وهناك مؤتمريون أدركوا أن صالح يلعب لحسابات سياسية خاصة.

من ناحيته قال الشهري إن مجلس التعاون الخليجي لا يضع شروطا مسبقة على من يحضر المؤتمر، فالجميع مرحب به، لكن المرجعيات اليمنية هي الحكومة الشرعية والمبادرة الخليجية واتفاق السلم والشراكة التي نوقشت فيها كل الملفات، غير أن المليشيات هي من اختطفت الدولة وحاربت اليمنيين وغادرت مفهوم الحوار السياسي إلى مفهوم الانتقام.

وعما إذا كان للمقاومة مكان معين في المؤتمر قال جميح إن مؤتمر الرياض يجب ألا يكرر أخطاء الماضي حين أرغم شباب الثورة اليمنية صالح على الرحيل ولم يكافئوا بحصة من الكعكة السياسية.